أكد مسؤولون ورجال أعمال أفارقة أن دبي تقدم نموذجاً رائداً في استقطاب الاستثمارات الأجنبية ودعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة وابتكار منظومة اقتصادية مرنة قادرة على التأقلم مع مختلف الظروف والتحديات.
وقالوا في تصريحات خاصة لـ«البيان» خلال البعثة التجارية التي نظمتها غرفة دبي العالمية في شرق أفريقيا، التي شملت أوغندا وتنزانيا، إن تأسيس حضور قوي بدبي يمثل هدفاً طموحاً للعديد من الشركات الأفريقية الراغبة في التوسع الدولي، مشيرين إلى أن دبي باتت بمثابة بوصلة للاستثمارات الأفريقية المتنامية وبوابة رئيسية للاستثمارات العالمية إلى القارة الأفريقية.
وأضافوا أن قوة الاتصال التي تتمتع بها دبي، سواء البحري أو الجوي، تعتبر مثالية بالنسبة لأي شركة ترغب في توسيع أنشطتها، ومن أهم محفزات الاستثمار، مشيرين إلى أن الشركات الإماراتية مثل موانئ دبي العالمية وطيران الإمارات أسهمت في تدعيم التنمية الاقتصادية في القارة.
علاقات قوية
وأكدت روبينا نابانجا، رئيسة وزراء جمهورية أوغندا، أهمية الاستفادة من الفرص الاستثمارية التي توفرها العلاقة القوية بين الإمارات وأوغندا، مشيرة إلى وجود فرصة لبناء شراكة دائمة تتجاوز المعاملات الاقتصادية وتعزز من تبادل المعرفة والخبرات والابتكار.
وقالت رئيسة وزراء أوغندا إن حجم التبادل التجاري بين الإمارات وبلادها شهد ارتفاعاً كبيراً، ووصل إلى أكثر من 3.8 مليارات دولار، وهو إنجاز تم تحقيقه بعد الجهود الكبيرة التي قام بها البلدان على صعيد تطور العلاقات، مشيرة إلى أن الاستثمارات الإماراتية المباشرة في أوغندا وصلت إلى أكثر من 3 مليارات دولار في قطاعات الطاقة، والبنية التحتية، والرعاية الصحية، والأعمال الزراعية، والنفط والغاز، والصناعات التحويلية، والعقارات، والسياحة.
وأضافت أن أوغندا تولي اهتماماً خاصاً بالاستثمار في قطاعات رئيسية مثل التصنيع الزراعي، وتطوير السياحة، والتنمية المستندة إلى المعادن، بما في ذلك النفط والغاز، والعلم والتكنولوجيا، بما في ذلك تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، إضافة إلى مجال التعدين، بما في ذلك النفط والغاز، والمنتجات البتروكيماوية.
مناخ مثالي
وقال مارتن موهانجي، نائب المدير العام للهيئة الأوغندية للاستثمار، إن تجربة دبي في جذب الاستثمارات الأجنبية، من خلال توفير بيئة اقتصادية مستقرة ومناخ استثماري مثالي، أثبتت نجاحها خلال السنوات الماضية، مشيراً إلى أن دبي نجحت في أن تصبح مركزاً عالمياً للاستثمار بفضل الابتكار في السياسات الاقتصادية والبنية التحتية المتطورة.
وأضاف أن الشراكة الاستراتيجية بين غرفتي التجارة في أوغندا ودبي تمثل خطوة مهمة نحو تعزيز التعاون الاستثماري بين البلدين، مشيراً إلى أهمية هذه الشراكة في تسليط الضوء على الفرص الاستثمارية المتاحة في أوغندا للمستثمرين من دبي والمنطقة، والفرص الاستثمارية في دبي للشركات الأوغندية والأفريقية بشكل عام، وهو الأمر الذي يأتي في إطار تبادل المعرفة.
وأوضح موهانجي أن أوغندا، بوصفها دولة ذات موارد طبيعية غنية، توفر إمكانات ضخمة في مجال الزراعة والتجارة، وهو ما يجعلها وجهة جذابة للاستثمار، كما أشار إلى أن قطاع التعدين، الذي يشمل المعادن الثمينة مثل الذهب والنحاس وغيرها، يقدم فرصاً واعدة للمستثمرين، حيث تتوافر في أوغندا ثروات معدنية هائلة لم تستغل بالكامل بعد.
وقال موهانجي إن الهيئة الأوغندية للاستثمار، بالتعاون مع غرف دبي، ستعمل على نشر المعلومات حول الفرص الاستثمارية في كلا البلدين، بما يتيح للمستثمرين الاطلاع على الفرص المتاحة بسهولة ويسر، مشيراً إلى أن هذه الخطوة ستساعد في تعزيز الروابط الاقتصادية وتسهم في جذب المزيد من الاستثمارات التي تدعم النمو المستدام في أوغندا.
وأضاف أن سياسة دبي الاقتصادية ومرونتها التشريعية وقوة الربط التي تتمتع بها تساعد الشركات الأفريقية على تأسيس أعمالها في دبي والانطلاق إلى العالمية.
وقالت أوليف كيغونغو، رئيسة ومديرة تنفيذية - غرفة التجارة والصناعة الوطنية الأوغندية، إن الاستثمارات الإماراتية في أوغندا تصل إلى أكثر من 3 مليارات دولار، خاصة في قطاعات مثل الطاقة المتجددة والبنية التحتية وتقنية المعلومات والرعاية الصحية والعقار.
وأضافت أن أهمية تعزيز الروابط الاقتصادية بين أوغندا ودبي تكمن في وجود إمكانات كبيرة للنمو، مشيرة إلى أن الإمارات استوردت 1.12 مليار دولار من أوغندا، مع تصدر الذهب والزراعة قائمة السلع الرئيسية، بينما تستورد أوغندا من دبي معدات وآلات وملابس وتجهيزات تكنولوجيا المعلومات.
وأبرزت كيغونغو الموقع الاستراتيجي لأوغندا كبوابة إلى شرق أفريقيا، مع الوصول إلى 300 مليون مستهلك من خلال اتفاقيات التجارة، مثل مجموعة شرق أفريقيا (EAC) والكوميسا.
ورغم أن أوغندا دولة غير ساحلية، إلا أنها «مترابطة برياً»، ما يوفر سهولة الوصول إلى الأسواق في البلدان المجاورة، مثل كينيا وتنزانيا وجنوب السودان وجمهورية الكونغو الديمقراطية.
إجماع
من جانبهم، أجمع رجال أعمال من تنزانيا على أهمية دبي بوصفها وجهة استثمارية عالمية، مشيرين إلى أن تجربتهم في العمل مع الشركات والمؤسسات الإماراتية كانت ناجحة ومثمرة. وأكدوا أن دبي توفر بيئة استثمارية مثالية بفضل بنيتها التحتية المتطورة، وتسهيلات الأعمال، والفرص الواسعة في مختلف القطاعات، مثل التكنولوجيا، والتجارة، والطاقة المتجددة.
وقالوا في تصريحات على هامش ملتقى البعثة التجارية التي نظمتها غرف دبي في دار السلام إن أهمية دبي تكمن في توفيرها بيئة داعمة للشركات الصغيرة والاستثمارات، كما أنها تشكل بوابة عبور للشركات العالمية إلى أفريقيا. وأضافوا أن الربط الذي توفره دبي مع دول العالم، سواء الربط البحري أو الجوي، يشكل داعماً أساسياً لتدفق الاستثمارات إلى أفريقيا عبر دبي.
وأشار العديد من رجال الأعمال المشاركين في المنتدى إلى أهمية الاستفادة من تجربة دبي ونجاحها في جذب وتعزيز الاستثمارات الأجنبية المباشرة، إضافة إلى اهتمامهم بالاستثمار في دبي، لا سيما في قطاعات مثل التكنولوجيا والعقار والسياحة، مشيرين إلى أن استثمارات الشركات الإماراتية في أفريقيا مثل موانئ دبي العالمية وطيران الإمارات وفلاي دبي وغيرها من الشركات شكلت شرياناً للتنمية الاقتصادية في القارة.
ويشهد التعاون والشراكة الاقتصادية والاستثمارية بين دولة الإمارات والبلدان الأفريقية نمواً متواصلاً، حيث تحتل الإمارات المرتبة الأولى من بين دول مجلس التعاون الخليجي والرابعة عالمياً في الاستثمار الأجنبي المباشر في أفريقيا، إذ بلغت الاستثمارات الإماراتية في القارة حتى الآن 60 مليار دولار، وتعمل في دولة الإمارات أكثر من 21 ألف شركة أفريقية في عدد من القطاعات الاقتصادية الحيوية، حيث تعد دولة الإمارات وجهة تصديرية محورية للأسواق الأفريقية.