أكثر من 400 ألف رخصة تجارية في دبي وهذا الرقم قابل للزيادة، وفق ما يؤكد عبدالله سعيد الزعابي مدير إدارة الرخص التجارية بمؤسسة دبي للتسجيل والترخيص التجاري.

وقال الزعابي لـ«البيان»: صار من الممكن الآن إصدار رخصة تجارية في 5 دقائق فقط، وبخطوة واحدة، دون الحاجة إلى حجز اسم تجاري أو وجود عقد تأسيس الشركة أو عقد الإيجار. المطلوب فقط هو الهوية وإدخال البيانات، من دون الحاجة إلى مراجعة أي جهة أخرى. ويؤكد الزعابي أن أول رخصة صدرت في دبي، كانت في سنة 1962، وهي في مجال الصيانة والمقاولات.

ويضيف: «الآن وصلنا إلى أكثر 400 ألف رخصة في دبي، وأكثر ما يتم افتتاحه في مجالات العقارات والخدمات والتجارة والصناعة. قبل 40 عاماً، كانت الإجراءات طويلة ومعقدة، ويتطلب الأمر تقديم طلب وموافقة وتوقيع المدير العام، والمتابعة والمراجعة كل ثلاثة أيام، وتستغرق المعاملات شهراً أو أكثر، حسب النشاط. أما في الوقت الحالي، فإنك تستطيع استخراج الرخصة إلكترونياً في دقائق معدودة، ولذلك، صارت دبي الأسرع في تيسير الأعمال على مستوى العالم، وصرنا نستقبل يومياً وفوداً ترغب في الاستثمار عندنا».

وتتّبع دبي منهجاً فريداً في تسيير الأعمال، يضيف الزعابي، فالمستثمر الجديد صديق لنا، نقدم له النصائح، نجلس معه، ونطّلع على مدى خبرته، حتى نستطيع توجيهه بالشكل الصحيح، ليس فقط في مجال المشروع الذي يرغب بافتتاحه، بل ندله أيضاً على أفضل الأماكن المناسبة لنشاطه.

أما عن أكثر الجنسيات التي تستثمر في دبي، فيقول الزعابي: الهند والعرب وأوروبا، وروسيا، وأمريكا. مستثمرون من كل دول العالم يفضلون دبي، لأنها مدينة الأمن والأمان والاستقرار والقانون، ولهذا، صارت الشركات العائلية تنقل أعمالها إلى هنا، فالقانون يعطي كل شخص حقه،. وعن رسوم الترخيص يقول: تبدأ من 10 آلاف درهم، حسب نشاط الشركة وأعمالها.

وتوفر دبي بيئة استثمارية متكاملة، تسهم في تحويل الأفكار إلى قصص نجاح عالمية.. يضرب الزعابي مثالاً على ذلك بشركة «كريم»، المُختصة بتقديم خدمات النقل بمنطقة الشرق الأوسط، والتي تم تأسيسها سنة 2012 في دبي، وتقدم خدماتها من خلال موقعها الإلكتروني، إضافةً إلى تطبيقها الرسمي «تطبيق كريم»، الذي يُمكن تحميله على الهواتف الذكية واستخدامه بسهولة، وتمتلك الشركة اليوم مقرّات متعددة في أكثر من 80 مدينة في عشر دول عربية، منها الأردن والسعودية ومصر وقطر والبحرين والمغرب ولبنان وغيرها.

يضيف: «المطابخ السحابية» أيضاً بدأت من دبي، وتقوم على إعداد طلبات المطعم وتسليمها إلى مندوب التوصيل، من دون التعامل مع أي جمهور، ومن دون تخصيص مساحات جلوس للزبائن، أو مناطق استقبال للعملاء، إنها أنظمة عمل افتراضية، مختصة بإعداد الطعام والتوصيل فقط. بدأ المشروع بمبلغ بسيط، واليوم وصل رأس المال إلى مليارات.

ما يميز دبي أيضاً، يقول الزعابي، هو تشجيع الشباب الإماراتي من خلال «مؤسسة محمد بن راشد لتنمية المشاريع الصغيرة والمتوسطة»، عبر تأسيس المشاريع الصغيرة والمتوسطة، لتمكين رواد الأعمال ومساعدتهم على النجاح، كونهم يمثلون قيمة حقيقية مضافة للاقتصاد الوطني. ويتواصل العمل من دون توقف، من أجل ضمان البيئة الديناميكية التي يمكن لرواد الأعمال من خلالها تنمية مشاريعهم، ومن ثم الإسهام بشكل كبير وملموس في النهضة الاقتصادية في دبي.