تصدرت الإمارات التصنيف العالمي لولاء العملاء للعلامات التجارية، متجاوزة الولايات المتحدة، وفقاً لمؤشر ولاء العملاء لشركة «SAP Emarsys»، الذي كشف أن 83 % من العملاء في الإمارات لديهم ولاء قوي لعلامات تجارية معينة، ما يمثل تحولاً في سلوك المستهلك الذي كان يهتم بآراء المسوقين في أنحاء العالم، وفقاً لموقع «إس إم إي 10 إكس».

وقال الموقع إن أبرز عامل في هذا التحول هو استخدام الذكاء الاصطناعي في تفصيل تجارب شخصية وتفضيلات ثقافية.

وقال مروان زين الدين، المدير الإداري للشركة إن الذكاء الاصطناعي يتيح للمسوقين إنشاء تجارب تحقق تواصلاً مع العملاء بشكل لا يصدق.

ويشير هذا الاتجاه في الإمارات إلى أن الولاء لم يعد مجرد ما يألفه المستخدم، لكنه يتعلق بالتفاعلات المخصصة ذات المغزى، والتي تخلق انطباعات دائمة.

وكشف المشاركون في الاستطلاع أن العلامات التجارية المتسقة (44 %) وطول عمر العلامة التجارية (30 %) والمحتوى الرائج على وسائل التواصل الاجتماعي (29 %) تحتل مرتبة عالية بين عوامل الولاء وهذا يعني أنه في حين أن الجودة والاتساق مهمان، فإن التخصيص المدعوم بالذكاء الاصطناعي لديه قدرة فريدة على التحدث مباشرة إلى احتياجات العملاء.

ومن المثير للاهتمام أن المستهلكين الأصغر سناً في الإمارات يظهرون ولاء أقوى للعلامة التجارية مقارنة بنظرائهم العالميين. هذا الولاء لا يتعلق فقط بالتعرف على العلامة التجارية؛ بل يتعلق بالعلامات التجارية التي «تفهمهم».

من خلال التركيز على الجمهور الأصغر سناً من خلال المحتوى المخصص والرسائل المستهدفة، تبني العلامات التجارية في الإمارات علاقات طويلة الأمد مع الفئة السكانية الأكثر التزاماً.

ولا يريد هؤلاء المستهلكون في الإمارات اليوم الجودة فحسب؛ بل يريدون أن يشعروا بالاهتمام والتقدير وأنهم جزء من رحلة شخصية.

أصبح توقع «تبادل القيمة» أمراً أساسياً، حيث يشارك العملاء عن طيب خاطر البيانات الشخصية - مثل أعياد الميلاد أو التفضيلات - طالما حصلوا على مكافآت ذات مغزى في المقابل.

وللحفاظ على هذا الولاء، تحتاج الشركات إلى التطور المستمر.

ويمكن للذكاء الاصطناعي التنبؤي أن يساعد العلامات التجارية على توقع ما يريده العملاء في الخطوة التالية، ما يساعد العلامات التجارية على تقديم اللحظات التي تعزز الروابط.

وعلى سبيل المثال، تستفيد علامات تجارية عالمية في الإمارات من الذكاء الاصطناعي في إنشاء محادثات ثنائية الاتجاه تبدو طبيعية وشخصية، ما يوضح كيف يمكن للعلامات التجارية أن تظل ذات صلة بالعملاء بمرور الوقت.

وبالنسبة للمسوقين، الولاء اليوم يتطلب أكثر من مجرد اسم علامة تجارية قوية. إنه يتعلق بتقديم تجارب يتردد صداها على المستوى الشخصي.

وهنا تجاوز الذكاء الاصطناعي مجرد كونه أداة مفيدة؛ إلى وسيلة لتغيير قواعد اللعبة.