مع قرب انتهاء شهر رمضان المبارك واقتراب عيد الفطر السعيد، تبرز في مثل هذا الوقت من كل عام أهمية الانضباط المالي بالنسبة للمستهلكين، خصوصاً وأن البنوك ترفع طاقة عروضها الترويجية إلى القصوى خلال هذه الفترة. ويحتدم التنافس على 4.5 ملايين عميل هم عدد أصحاب الحسابات المصرفية في الإمارات..

حيث تقدم المصارف خلال شهر رمضان العديد من العروض الترويجية المغرية مثل العروض على البطاقات الائتمانية وغيرها، وتقوم بحملات تسويقية مكثفة خلال الشهر الكريم وفترة العيد للترويج لهذه المنتجات في وقت ربما يتوجب فيه على الناس الاقتصاد والإنفاق في أوجه الخير والصدقات.

ولفت الخبراء إلى أن البطاقات الائتمانية تحظى خلال هذا الوقت من العام بالحصة الأكبر من عروض الترويج، وذلك بالرغم من ارتفاع نسب تعثر بطاقات الائتمان التي تصل إلى حوالي 5% بالمقارنة مع قروض الائتمان الأخرى.

منافسة

وقال شاكر زينل، الرئيس الإقليمي للفروع في المشرق، إن فترة شهر رمضان والأعياد تمثل فرصة سنوية للبنوك لطرح عروضها الترويجية والتنافس على 4.5 ملايين عميل هم عدد أصحاب الحسابات المصرفية في الإمارات.

وأضاف: «إدارة بطاقة الائتمان تشكل تحدياً لكثير من المستهلكين المتشوقين لدخول مراكز التسوق، حيث عادة ما ترتفع نسبة العروض الترويجية خلال شهر رمضان، وخصوصاً بالنسبة لبطاقات الائتمان التي عادة ما تستأثر بالنسبة الأكبر من العروض بسبب إقبال الناس بشكل ملحوظ على شراء المواد الاستهلاكية بشكل أكبر خلال الشهر الكريم، واستخدام البطاقة لدى قضاء الإجازات والسفر خلال فترة العيد».

وتابع: إن تعزيز الضوابط والمعايير التنظيمية المتعلقة بالتعامل مع أصحاب الحسابات والشيكات المرتجعة وزيادة الدور الرقابي للمصرف المركزي بهذا الشأن، كل ذلك ساهم في تعزيز البيئة المصرفية في الدولة وفسح المجال أمام التنافس بشفافية بين البنوك التي تقدم خدماتها المصرفية للأفراد، وعددها 30 من أصل 51 بنكاً في الدولة.

قروض

ويقدم بنك الإمارات دبي الوطني عروضاً خاصة على قروض السيارات بالاشتراك مع 10 وكالات عالمية للسيارات، وعلى طرازات محددة خلال الشهر الكريم تتضمن خطط تقسيط مصمّمة حسب الطلب، وموافقات سريعة خلال نصف يوم، مع برنامج التأمين على الحياة لحماية قرض السيارة، وبطاقة ائتمان من فيزا مجانية تمّ الموافقة عليها مسبقاً، إضافة إلى خيارات المرابحة وتمويل الأساطيل.

وقال متحدث باسم بنك الإمارات دبي الوطني إن البنك أطلق عدداً من العروض خلال الشهر الكريم شملت قروض السيارات للعملاء الذين يمتلكون حسابات مصرفية مع البنك، فضلاً عن العملاء الذين يتعاملون مع مؤسسات مالية أخرى. ويشترط على العملاء من فئة الأفراد أن لا يقل دخلهم الشهري عن 4000 درهم.

وأضاف: «يمكن لدى التقدّم بطلب الحصول على قرض سيارة خلال شهر رمضان المبارك الاستفادة من مجموعة واسعة من المزايا القيّمة التي تشمل خيارات التمويل التقليدية والمتوافقة مع أحكام الشريعة الإسلامية. ويمكن للعملاء الاختيار من بين مجموعة من الخيارات المبتكرة بما في ذلك خيارات دفع مرنة صممت خصيصاً لهم والموافقة السريعة على الطلبات في غضون نصف يوم عمل.

كما يوفر بنك الإمارات دبي الوطني خلال شهر رمضان المبارك خيارات التمويل بالمرابحة وتمويل السيارات، مجهزة ببرنامج حماية السيارات (Auto Protect). وتتميز قروض السيارات من بنك الإمارات دبي الوطني بأنها حافلة بالمزايا، إذ يحصل العميل على بطاقة فيزا الائتمانية الموافق عليها مسبقاً مع قرض السيارة الخاص به، وتتيح له هذه البطاقة التمتع بالعديد من المزايا والمكافآت الحصرية».

مواجهة الركود

ولدى سؤال أمجد ناصر رئيس قسم الشريعة في نور بنك عن رأيه في حقيقة أن المصارف تزيد من عروضها خلال شهر رمضان، وبشكل خاص العروض الخاصة على بطاقات الائتمان والقروض، أفاد: «جرت العادة أن تقوم البنوك الإسلامية بتقديم عروض خاصة وحملات ترويجية تشمل العملاء الجدد والحاليين وتتركز على تخفيض نسبة الربح وتأجيل الأقساط وأول دفعة، يشمل هذا منتجين رئيسيين هما السيارات وبطاقات الائتمان، ويعود ذلك لسبب اقتصادي ..

حيث يسود اعتقاد أنه في شهر رمضان تسود حالة من الركود ويتراجع الطلب على التمويل بأشكاله المتعددة؛ إذ يميل العملاء إلى توجيه نفقاتهم إلى الحاجات الغذائية والتموينية وتأجيل قرارات الحصول على التمويل للأشهر الأخرى. وأوضح أن العروض التي تقدمها البنوك يجب أن تتمتع بالشفافية، وأن تكون عروضاً حقيقية بحيث يجني منها العملاء الفائدة والخير..

لكن في المقابل يجب أن تكون تلك العروض منضبطة ولا تدفع العملاء للحصول على خدمات تمويلية هم في الحقيقة لا يحتاجونها أو تشجيعهم على الإسراف في استخدام البطاقات في المشتريات، وان لا تكون على حساب الإنفاق والتصدق.

استثمار

وقال ناصر إن الإسلام يحث على الاستثمار والبعد عن الإسراف والبذخ وتجنب الاستثمار في كل المحرمات، فلا يجوز التربح مما حرّم الله عز وجل، من التجارة في الخمور أو المخدرات أو الدعارة أو المواد الإباحية المختلفة، وغيرها من المحرمات، لأنها لا تعتبر مالاً متقوماً في الإسلام.

وحول النصائح التي يمكن تقديمها لمن يواجه صعوبات مالية ولا يستطيع التصدّق أو الإنفاق في وجوه الخير خلال الشهر الفضيل، قال ناصر: من لم يستطع التصدق عليه الإكثار من العبادة والتقرب إلى الله بفضائل الأعمال (لا يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا). وهناك الكثير من الأعمال فضلها أفضل من الصدقة مثل إصلاح ذات البين.

ودعا ناصر إلى توجيه التبرعات إلى جهة مرخصة رسمياً من الدولة وأن يكون لديها عدد متنوع من المشاريع الخيرية داخل الدولة وخارجها، مثل مشاريع الصدقة الجارية، والوقف الخيري، ومشاريع الإغاثة، ورعاية الأيتام، والأسر المتعففة، وعلاج المرضى، وتعليم الطلاب المحتاجين، والغوث في المناطق المتضررة من الكوارث وويلات الحرب ومساعدة الفقراء فيها. وفي بناء دور العبادة والمدارس والمستشفيات والمساكن وحفر الآبار وغيرها.

نصائح

نصح أمجد ناصر بالابتعاد عن الإسراف والتبذير والتخطيط للمستقبل من خلال الادخار على المستوى المالي.

1- زيادة المدخرات من السيولة النقدية.

2- مراقبة المصروفات والإيرادات الشهرية من خلال تدوينها.

3- الالتزام الصارم بالميزانية الشهرية والتقيد بها والإنفاق بحكمة ورشد.

4- دفع الأقساط في مواعيدها يجنب الأزمات المالية التي تنجم عن تراكم الديون والأقساط التي يعجز صاحبها عن سدادها.

5- ادخار جزء لا يقل عن 20% من الدخل الشهري للأزمات المستقبلية.