أعلن رئيس مجلس إدارة شركة أرامكو النفطية السعودية خالد الفالح أن أي طرح لأسهمها للاكتتاب العام سيتطلب وقتاً، بحسب مقابلة أجرتها معه صحيفة «وول ستريت جورنال» ونشرت أمس.
وقال الفالح، هو أيضا وزير الصحة، «لا توجد خطة ملموسة في هذه المرحلة للقيام بالطرح. ثمة دراسات تجرى»، واصفاً إياها بأنها «جدية».
وأضاف إن طرح الاكتتاب العام قد يشمل «الشركة الرئيسية» وطبعاً الشركة الرئيسية تضم عمليات استخراج النفط الخام، إضافة إلى عمليات التكرير والوحدات البتروكيميائية.
وأوضح أن العديد من هذه القطاعات «هي أيضاً مشاريع (تضم) شركاء آخرين، وعلينا المرور بعملية مراجعة الاتفاقات القانونية بيننا وبين شركائنا»، مؤكداً أن كل ذلك «سيتطلب وقتاً».
وتأتي تصريحات الفالح بعد أيام من تأكيد الشركة المملوكة من الحكومة السعودية، أنها تدرس طرح جزء من أسهمها للاكتتاب العام. وقالت الشركة في بيان يوم الجمعة الماضي إنها بدأت منذ فترة «بدراسة عدة خيارات لإتاحة الفرصة، عبر الاكتتاب العام في السوق المالية».
وتم إبلاغ بعض المديرين في أرامكو بأن الشركة تتطلع لإدراج أسهم في «وحدات تابعة مشتركة في أنشطة المصب» في داخل المملكة وخارجها.
وأتى بيان الشركة غداة كشف ولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، والذي يرأس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية في البلاد، عن إجراءات دراسة لطرح حصة من أسهم الشركة.
وأوضح الفالح أن طرح الأسهم سيركز بشكل أساسي على السوق السعودية، مضيفاً «إلا أنني لن أستبعد في هذه المرحلة الطرح في الأسواق العالمية نظراً إلى الحجم المتوقع» للشركة. وفي حال طرحت الأسهم للاكتتاب العام، ستكون أول شركة نفطية خليجية مملوكة حكومياً، تقدم على خطوة كهذه. واعتمدت المملكة سابقاً سياسة تقوم على بيع حصص في الشركات الكبرى المملوكة للدولة، كما فتحت العام الماضي باب الاستثمارات الأجنبية في سوق الأسهم.
وتعد «أرامكو» من الشركات العملاقة، إذ تملك مخزونات من النفط الخام تقدر بأكثر من 260 مليار برميل.
وتأتي دراسة طرح الأسهم بعد إعلان المملكة عجزاً قياسياً في ميزانية 2015 بلغ 98 مليار دولار، وتوقعها عجزاً في موازنة 2016 يبلغ 87 ملياراً، في ضوء الانخفاض الكبير في أسعار النفط منذ منتصف 2014.
ويتوقع محللون أن يطرح جزء محدود من «أرامكو» للاكتتاب، معتبرين أن الخطوة تظهر إصرار السعودية على مواجهة التأثيرات الاقتصادية لفقدان النفط أكثر من 60 % من سعره خلال الأشهر الماضية.
مشروعات
ولم يتضح أي المشروعات التي ستطرح أسهمها للبيع لكن هناك مجموعة واسعة من المشروعات المرشحة إذ إن أرامكو والوحدات التابعة لها تملك بالكامل أو لها حقوق ملكية في طاقة تكرير تبلغ أكثر من خمسة ملايين برميل يومياً.
وتشمل عملياتها مصفاة تملكها بالمشاركة مع رويال داتش شل في الجبيل وتعرف باسم (ساسرف) ومشروع مع إكسون موبيل في ينبع يعرف باسم سامرف إلى جانب مصفاة ياسرف وهي مشروع مشترك مع شركة سينوبك الصينية للبتروكيماويات. وسبق أن قالت ياسرف بالفعل إنها تدرس إدراج أسهمها في البورصة السعودية.
ومن بين المشروعات التي تملك أرامكو حصصاً فيها في الخارج إس-أويل في كوريا ومصفاة فوجيان مملوكة للصين وإكسون موبيل وسينوبك وموتيفا في الولايات المتحدة وهي مشروع مشترك مع شل.
لكن الحساسيات السياسية في السعودية قد تؤثر على أي عملية بيع.
وبالتالي فإن الأسهم ستدرج على الأرجح في سوق الأسهم السعودية. وعلى الرغم من فتح السوق للاستثمار الأجنبي المباشر العام الماضي فإن المشاركة في طرح عام أولي قد تقتصر على المستثمرين المحليين وسيضطر الأجانب لشراء الأسهم من السوق الثانوية.
جوهرة التاج
قال مصرفي كبير في الرياض «لن تتخلى الحكومة أبداً عن جوهرة التاج». وهناك سابقة للبيع بالفعل هي شركة رابغ للبترول والبتروكيماويات (بترورابغ) وهي مشروع مشترك بين أرامكو وسوميتومو اليابانية للكيماويات.
وقال عصام الزامل الكاتب البارز المتخصص في الشؤون الاقتصادية بالسعودية «الأولوية القصوى هي طرح عام أولي لأنشطة المصب... ستكون هدفاً سهلاً».