عاد اللون الأخضر إلى أسواق المال المحلية بقوة بدعم من زيادة شهية التداول على العديد من الأسهم الثقيلة المدرجة ضمن قطاع العقار على وجه الخصوص، الأمر الذي منح الأسهم مكاسب بمقدار 13.5 مليار درهم في جلسة أمس، ورفع بالتالي من إجمالي ربحها خلال الجلسات الخمس الماضية إلى 34.5 مليار درهم، ما زاد من حصيلة مكاسبها في أسبوعين إلى 71.4 مليار درهم وفقاً للإحصاءات الرسمية.
وإلى جانب التحسن في أسعار النفط الذي انعكس بآثاره الإيجابية على الأسواق، فقد ساهم دخول سيولة استثمارية بهدف الحصول على التوزيعات السخية في تعزيز نهج الصعود للأسهم للأسبوع الثاني على التوالي، ومن المنتظر استمرار التحسن الأسبوع المقبل بعد إعلان شركات قيادية أخرى عن توزيعاتها على المساهمين.
وكان المؤشر العام لسوق دبي المالي ارتفع بنسبة 2.5% أمس، ما عزز من مكاسبه الأسبوعية إلى 7 % تقريباً، مخترقا حاجز 3058 نقطة.
وبلغت نسبة نمو المؤشر العام لسوق أبوظبي على المستوى اليومي 2.13% ونحو 5.9% أسبوعيا محلقا إلى 4140 نقطة. من جانبه بلغت نسبة نمو المؤشر العام لسوق الإمارات المالي خلال خمس جلسات 5.36% مغلقاً عند 4188 نقطة.
وكان لافتاً للنظر بروز نجم أسهم جديدة في قائمة الأكثر تحقيقاً للمكاسب من بين الأسهم الثقيلة، وهو سهم الاتصالات المتكاملة المرتفع خلال الأسبوع بنسبة 16.5% قافزاً إلى 6.06 دراهم..
في حين نما سهم بنك الخليج الأول بنسبة 15.8% إلى 11.70 درهماً، وكسب سهم إعمار مولز 12.7% بالغا 2.58 درهم، في ما ارتفع إعمار 10.5% إلى 5.40 دراهم في أعلى مستوى له منذ اكثر من شهر، وكسب سهم الدار 9.1% إلى 2.40 درهم.
ومع تواصل التحسن السعري للأسهم فقد ارتفعت شهية التداول وبلغت قيمة الصفقات المبرمة على مستوى الأسبوع إلى 4.4 مليارات درهم مقارنة مع 3.4 مليارات درهم في الأسبوع الذي سبق، ووصل عدد الأسهم المتداولة 3.3 مليارات درهم نفذت من خلال 45788 صفقة.
وقال حسام الحسيني، الخبير المالي إن التعاملات كانت جيدة خلال الأسبوع، ولوحظ نجاح شريحة كبيرة من الأسهم القيادية باختراقات سعرية تؤهلها لمواصلة الارتفاع خلال الأيام القادمة، مشيراً إلى أن إعلان بقية الشركات القيادية عن توزيعاتها سيسهم في تقديم المزيد من الدعم للأسواق ومن المتوقع تجاوز المؤشرات حواجز مقاومة جديدة.
سوق دبي
وبالعودة إلى تفاصيل التعاملات في اليوم الأخير من الأسبوع على مستوى الأسواق فقد جاءت افتتاحية سوق دبي المالي خضراء، كما كان متوقعاً بعد التماسك الذي أظهرته في اليوم السابق وتواصل التحسن في أسعار النفط لليوم الثاني على التوالي، رغم تراجع معامل الارتباط بنسب أقل من الأيام الأخيرة. وارتفعت أسعار الأسهم بقوة بقيادة الأسهم الثقيلة التي نجحت في بلوغ مستويات سعرية تعد الأولى من نوعها منذ أكثر من شهر.
وفي ظل التحسن السعري المسجل منذ بداية الجلسة فقد شجع ذلك على إبرام الصفقات مجدداً، ما رفع من شهية التداول مقارنة مع الجلسة السابقة، وبرغم عمليات المضاربة التي شهدها السوق إلا أن الأسهم استطاعت البقاء عند أعلى مستويات بلغتها خلال التعاملات وهو ما يعني انها باتت مرشحة لمواصلة لارتفاعها مع بداية الأسبوع المقبل.
وكان سهم إعمار صعد إلى 5.18 دراهم في بداية الجلسة، وهو ما أعطى إشارة إيجابية إلى مسيرة التعاملات بشكل عام، وشجع على دخول سيولة جديدة على السهم بمرور الوقت، مما دفعه للتحليق إلى 5.40 دراهم بمكاسب نسبتها 6.1% وذلك للمرة الأولى منذ أكثر من 4 أسابيع..
وبلغت قيمة الصفقات المبرمة عليه 133 مليون درهم، كذلك فقد شهد سهم داماك نشاطا كبيرا مرتفعا بنسبة 4.3 % بالغا 2.44 درهم، فيما وصل سهم إعمار مولز إلى 2.58 درهم ولحق به أرابتك إلى 1.17 درهم. وشملت الربحية الاتحاد العقارية المغلق عند 0.665 درهم ودريك اند سكل 0.343 درهم وديار 0.457 درهم.
من جانبه استعاد قطاع البنوك نشاطه مرة أخرى بقيادة سهم بنك الإمارات دبي الوطني المرتفع إلى 7.50 دراهم، وقفز سهم بنك دبي الإسلامي إلى مستوى 6.04 دراهم لكنه عاد للإغلاق في النهاية عند 5.95 دراهم بزيادة نسبتها 1.7 %، وكسب سهم مصرف عجمان 3.8 % مغلقا عند 2.20 درهم. كما ارتفع سهم أملاك إلى 1.30 درهم.
قطاع الاستثمار
أما في قطاع الاستثمار فقد تواصل التحسن بقيادة دبي للاستثمار، الذي وصل إلى 1.75 درهم، وتبعه في نفس الاتجاه سهم السوق إلى 1.19 درهم. وكان لافتا للنظر استمرار الصعود القوي لسهم الاتصالات المتكاملة الذي كسر حاجز 6 دراهم بالغا 6.06 دراهم وسط انتظار إعلان الشركة عن توزيعاتها، وبقي سهم تبريد فوق قيمته الاسمية عند 1.01 درهم، وكسب سهم طيران العربية 3.3 % إلى 1.26 درهم.
وأسفرت الحصيلة النهائية للتعاملات عن كسر المؤشر العام للسوق لحاجز 3000 نقطة بالغا 3058 نقطة بنمو نسبته 2.8% مقارنة مع اليوم السابق. وبذلك يكون قد تجاوز نقطة مقاومة مهمة بحسب معطيات التحليل الفني.
وعلى صعيد السيولة فقد شهدت بعض التحسن وارتفعت قيمة الصفقات المبرمة إلى 604 ملايين درهم وعدد الأسهم المتداولة 458 مليون سهم نفذت من خلال 6824 صفقة. واستحوذ اللون الأخضر على المساحة الأكبر من شاشة العرض بعدما ارتفعت أسعار أسهم 33 شركة من اجمالي اسهم 34 شركة جرى تداولها امس في حين تراجع سهم شركة واحدة.
وفي بورصة ناسداك دبي المعروضة أسهمها للتداول من خلال منصة سوق دبي المالي، عاد الأخضر بقوة وارتفع سهم موانئ دبي العالمية إلى 18.25 دولارا ولحق به ارواسكوم إلى 6.65 دولارات.
سوق أبوظبي
وفي سوق أبوظبي للأوراق المالية لم يختلف الوضع كثيرا من حيث النشاط، حيث قاد قطاعا البنوك والعقار ميسرة الأخضر رغم شمول الإيجابية لغالبية القطاعات الأخرى، وأغلق المؤشر العام للسوق عند مستوى 4140 نقطة بنمو نسبته 2.13% مقارنة مع جلسة أمس الأول.
وعاد سهم بنك الخليج الأول المرتفع بنسبة 3.5% إلى 11.70 درهما لتقديم الدعم لسوق العاصمة إلى جانب سهم بنك أبوظبي التجاري الذي كسب 4% بالغا 6.50 دراهم ونجح بنك أبوظبي الوطني في القفز إلى مستوى 8.18 دراهم بنمو نسبته 4%، كما صعد سهم بنك الاتحاد الوطني إلى 3.85 دراهم.
وحقق سهم الدار نموا بنسبة 4.8% بالغا 2.40 درهم للمرة الأولى منذ اكثر من شهر، وكسب سهم رأس الخيمة العقارية 2.1% بالغا 49 فلسا، وثبت سهم إشراق عند 57 فلسا. ولعب الارتفاع الذي حققه سهم اتصالات البالغ 16.20 درهما دورا في دعم مكاسب المؤشر. وفي قطاع الطاقة سادت الإيجابية أيضا، وفي ما ارتفع دانة غاز إلى 45 فلسا صعد أبوظبي للطاقة إلى 43 فلسا.
وشهدت السيولة بعض التحسن في أبوظبي وارتفعت قيمة التداولات إلى 255 مليون درهم وعدد الأسهم المتداولة 219 مليون سهم نفذت من خلال 2275 صفقة. وفي نهاية التعاملات ارتفعت أسعار أسهم 19 شركة من إجمالي اسهم 29 شركة جرى تداولها، في حين تراجعت أسعار اسهم 5 شركات واستقرت أسعار نفس العدد من الأسهم دون تغيير يذكر.
عودة الشراء الأجنبي في دبي
أعلن سوق دبي المالي أن قيمة مشتريات الأجانب من الأسهم قد بلغت خلال الأسبوع نحو 1.58 مليار درهم لتشكل ما يقارب من 53.87 % من إجمالي قيمة المشتريات. كما بلغت قيمة مبيعات الأجانب من الأسهم خلال نفس الفترة نحو 1507.07 ملايين درهم لتشكل ما نسبته % 51.33 من إجمالي قيمة المبيعات.
ونتيجة لهذه التطورات فقد بلغ صافي الاستثمار الأجنبي نحو 74.67 مليون درهم، كمحصلة شراء. من جانب آخر، بلغ صافي الاستثمار المؤسسي خلال الفترة نحو 127.52 مليون درهم، كمحصلة شراء.