تشير التقارير الأخيرة إلى أن نسبة اكتشاف الروابط الضارة في الإمارات قد ارتفعت بنسبة 36.5%، حيث زادت من متوسط 17.05% في عام 2023 إلى 23.34% في عام 2024.
مما يعكس التحديات المتزايدة للأمن السيبراني في المنطقة. وفي الوقت الذي تجذب فيه العروض المغرية المتسوقين مع بدء موسم التسوق للعطلات، يستعد المجرمون الإلكترونيون لاستغلال هذا الحماس، خصوصاً خلال الأيام التي تشهد حركة تسوق كثيفة مثل الجمعة السوداء والاثنين السيبراني.
وقال زياد نصر، المدير العام لشركة أكرونيس في الشرق الأوسط إن الإمارات تشهد تحولاً رقمياً متسارعاً وتصاعداً في دورها كمركز مالي وابتكاري عالمي مما يجعل منها عرضة للتهديدات السيبرانية الموسمية. حيث تشهد المنطقة زيادة كبيرة في النشاط عبر الإنترنت خلال الفعاليات التسويقية الكبرى مثل الجمعة السوداء، مصحوبة بزيادة في عمليات التصيد الاحتيالي والرسائل غير المرغوب فيها وعمليات الاحتيال المتطورة.
وقد أصابت حملة «Phish n' Ships»، النشطة منذ عام 2019، الآلاف من المتاجر الشرعية على الإنترنت، من خلال عرض قوائم منتجات مزيفة وإعادة توجيه العملاء إلى مواقع احتيالية تقوم بسرقة البيانات الشخصية ومعلومات الدفع. وتجعل تقنيات تحسين محركات البحث هذه الهجمات تبدو شرعية في نتائج البحث، مما يخدع حتى أكثر المستهلكين حذراً.
كما يقوم المحتالون بتكثيف خطط القسائم المزيفة، حيث يوجهون المستخدمين إلى روابط ضارة تتنكر كخصومات. وقد ساهمت هذه التكتيكات في زيادة الأنشطة الاحتيالية الملحوظة خلال شهر رمضان، حيث تجاوز الإنفاق الاستهلاكي في السعودية 16 مليار دولار، مما جذب المجرمين السيبرانيين وأسفر عن خسائر مالية تقدر بين 70 إلى 100 مليون دولار.
بالإضافة إلى ذلك، ارتفعت عمليات الاحتيال المتعلقة بالتحقق من الحسابات، مع تلقي المستخدمين تنبيهات مزيفة تدفعهم لـ «تأكيد» محاولات تسجيل دخول مشبوهة عبر روابط احتيالية.
كما تستغل الإشعارات المزيفة للتسليم الزيادة في حركة الشحن، مع ارتفاع مقلق في عمليات الاحتيال التي تنتحل صفة «بريد الإمارات»، والتي تجذب المستهلكين إلى مواقع خبيثة تتنكر في شكل مواقع تتبع الشحنات، وتخدعهم لمشاركة معلوماتهم الشخصية وإجراء مدفوعات غير مصرح بها.
وفي ظل استمرار الإمارات في تحولها الرقمي السريع، تواجه البلاد مجموعة متزايدة من التهديدات السيبرانية، خصوصاً خلال فترات التسوق الكبرى مثل الجمعة السوداء والاثنين السيبراني.
تتراوح هذه التهديدات بين الحملات الاحتيالية المتطورة والهجمات المستهدفة على البنية التحتية الحيوية، مما يجعل الشركات والمستهلكين عرضة للتكتيكات المتطورة التي يستخدمها المجرمون الإلكترونيون. يمكن أن يساعد تطبيق تدابير أمان قوية في التخفيف من هذه المخاطر.
من خلال نهج استباقي يتضمن اليقظة وتدريب الموظفين وخطط استجابة شاملة للحوادث، يمكن لكل من المؤسسات والأفراد حماية أنفسهم بشكل أفضل ضد هذه التهديدات السيبرانية الموسمية والمستمرة طوال العام.