قدّر لوران دوفيه، المدير الإداري في «لوريال» الشرق الأوسط، أن التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي سوف يرسمان مستقبل صناعة التجميل في الإمارات والمنطقة خلال الأعوام المقبلة. وقال إن حجم تجارة مواد التجميل في المنطقة يصل اليوم إلى حوالي 5 مليارات دولار، وأن الإمارات والسعودية هما من أكبر أسواق المنطقة والمحركان الرئيسان للنمو في قطاع مستحضرات التجميل على الصعيد الإقليمي.
وكشف دوفيه في تصريحات خاصة لـ«البيان»، أن الشركة الفرنسية وضعت أخيراً «استراتيجية قوية للتكنولوجيا التجميلية» تهدف إلى إحداث ثورة في الطريقة التي تستجيب بها «لوريال» لاحتياجات وتطلعات عملائها المتنوعة، عبر الاستفادة من تقنيات الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات لإنشاء تجارب شاملة ومنتجات شخصية لهم.
وأضاف: «مستمرون في الاستثمار في الشركات الناشئة لابتكار منتجات وخدمات جديدة للمستقبل من خلال صندوق «بولد». ونواصل تقديم خدمات رقمية جديدة للمنطقة لمساعدة المستهلكين في اختيار المنتجات التي تتوافق مع تفضيلاتهم، باستخدام أحدث التقنيات المتاحة».
وأشار إلى أن «لوريال» شهدت عالمياً نمواً استثنائياً بـ13.5% مقارنة بالعام الماضي، وقفزت المبيعات 20.9% بالنصف الأول 2022، موضحاً أن مبيعات المجموعة شهدت نمواً بمعدل مرتين أسرع من السوق المحلي في المنطقة على مدار عامين خلال وبعد جائحة «كوفيد 19»، التي أدت إلى زيادة رغبة المستهلكين لشراء مستحضرات التجميل، بعد استعادة عاداتهم وروتينهم اليومي. وتابع: «يعتبر قسم المنتجات التجميلية الجلدية لدينا المحرك لهذا النمو المطرد. واكتسبنا على مدار العامين الماضيين حصة لافتة في السوق من خلال أقسامنا الأربعة وعبر جميع فئاتنا في المنطقة».
وتوقع أن تلعب تقنيات التجميل الغامرة دوراً كبيراً في السنوات المقبلة. وقال: «قمنا أخيراً بإطلاق أول تقنية غامرة في عالم «إيف سان لوران بيوتي»، مدعومة بعلم الأعصاب؛ لمساعدة المستهلكين في اكتشاف العطر الذي يحبونه. ومن خلال ارتداء جهاز سماعة الرأس وشم عدد من نفحات العطور الأساسيّة المختلفة، تعرض تكنولوجيا التخطيط الدماغي (EEG) الجديدة استجابة عاطفية تجاه الروائح، ما يوفر للمستهلكين المنتج الذي يناسب شخصيتهم وقائم على أسس علمية».
ونوّه بأن سوق التجميل في الإمارات استعاد نشاطه الطبيعي بسرعة، وبات قريباً من وتيرة النمو التي كان عليها قبل الجائحة، مشيراً إلى أن قطاع مستحضرات التجميل بالمنطقة يتمتع بإمكانات هائلة نظراً للمتطلبات الجديدة للعناية بالجمال والاهتمام بالبشرة، بالإضافة إلى طبيعة التركيبة السكانية التي تزخر بالفئات الشابة، التي تحتاج إلى مثل تلك الخدمات.
خطط للاستدامة
وحول الجهود والاستثمارات التي تبذلها «لوريال» فيما يتعلق بالبحوث والابتكارات، قال دوفيه: «نستثمر مليار يورو سنوياً في البحث والابتكار للتأكد من تلبية احتياجات متعاملينا، فنحن أكبر مستثمر بالعالم في أبحاث البشرة والشعر، ولدينا 4000 عالم يعملون في 30 تخصصاً عبر 21 مركزاً للبحث والابتكار عالمياً. كما لدينا 497 براءة اختراع مسجلة حتى الآن ونُعتبر رواداً في «العلوم الخضراء»، التي نسخرها لتحقيق أهداف الاستدامة الخاصة بنا مع تقديم منتجات آمنة وفعالة للمستهلكين».