أكد الدكتور عبد الوهاب زايد، أمين عام جائزة خليفة الدولية لنخيل التمر والابتكار الزراعي، أن الجائزة تعد من أبرز المبادرات الريادية التي أطلقتها دولة الإمارات العربية المتحدة لتعزيز التنمية الزراعية المستدامة، مع التركيز على دعم زراعة نخيل التمر بوصفه عنصراً محورياً في الأمن الغذائي والهوية الثقافية، وعلى مدار 17 عاماً، أسهمت الجائزة في تحقيق تقدم ملحوظ في تنمية وتطوير قطاع زراعة النخيل وإنتاج التمور على المستوى الوطني والإقليمي والدولي، من خلال تعزيز الابتكار، والتشجيع على البحث العلمي، وإبراز التجارب الناجحة، وتشرفت الجائزة بالانضمام تحت مظلة مؤسسة إرث زايد الإنساني، تخليداً لإرث المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وجهود رموز الدولة المستمرة في العمل الإنساني والخيري والتنموي.

منصة للعلماء

وأوضح أمين عام جائزة خليفة الدولية لنخيل التمر والابتكار الزراعي لـ«البيان» أن الجائزة وفرت منصة للعلماء والمبتكرين، وشجعت على الابتكار الزراعي وتحفيز الأبحاث العلمية لتطوير تقنيات حديثة تعزز كفاءة إنتاج التمور، بما يشمل تقنيات الري، وتحسين جودة الثمار، ومكافحة الآفات، من خلال التنافس على واحدة من فئات الجائزة، ألا وهي الابتكارات الرائدة في مجال زراعة النخيل وإنتاج التمور، كما شجعت الجائزة مزارعي ومنتجي التمور على تطبيق ممارسات زراعية مستدامة تقلل من استهلاك الموارد المائية وتعتمد على الطاقة المتجددة في الزراعة.

تقنيات فعالة

وحول أهم التقنيات الحديثة المستدامة في زراعة الشجرة المباركة، قال: إن التقنيات الحديثة المستدامة تلعب دوراً رئيسياً في تعزيز كفاءة زراعة نخيل التمر مع الحفاظ على الموارد البيئية، ومن خلال تبني هذه الحلول المتقدمة يمكن تحسين الإنتاجية، وتقليل الأثر البيئي، وضمان استدامة الزراعة للأجيال القادمة، من أهمها الزراعة الدقيقة التي تعتمد تقنيات حديثة مثل أجهزة الاستشعار، والطائرات المسيرة، ونظم تحديد المواقع الجغرافية (GPS)، إذ تهدف إلى تحسين كفاءة استخدام الموارد (المياه والأسمدة)، وتقليل الهدر، والكشف المبكر عن الأمراض والآفات.

وأضاف أن من أهم التقنيات المستخدمة هي الزراعة العضوية المستدامة، التي تهدف إلى استخدام الأسمدة العضوية وتطبيق تقنيات مكافحة الآفات البيولوجية مثل الأعداء الطبيعية والفطريات المفيدة، هذا بالإضافة إلى تقنية زراعة الأنسجة، وتقنية استخدام الطاقة المتجددة لتشغيل المعدات الزراعية، وأنظمة الري ومحطات التحلية.

تكيف مستدام

وحول دور أشجار النخيل في الحد من تأثيرات التغير المناخي، أكد أمين عام جائزة خليفة الدولية لنخيل التمر والابتكار الزراعي أن أشجار النخيل تسهم بشكل فعّال في التخفيف من تأثيرات التغير المناخي، بفضل قدرتها على التكيف مع البيئات القاحلة من خلال امتصاص ثاني أكسيد الكربون، وتحسين جودة التربة، وتوفير غطاء نباتي مستدام، إذ تمثل أشجار النخيل عنصراً حيوياً في مواجهة التحديات البيئية الناجمة عن تغير المناخ، وتعمل أشجار النخيل كمصارف طبيعية للكربون، حيث تمتص كميات كبيرة من ثاني أكسيد الكربون (CO2) خلال عملية البناء الضوئي، ما يسهم في تقليل تراكم الغازات الدفيئة في الغلاف الجوي، كما تنتج الأكسجين، ما يحسّن جودة الهواء، خاصة في المناطق الصحراوية، كما تقلل أشجار النخيل من درجات الحرارة المحلية من خلال توفير الظل وتبريد الهواء، ومن جهة ثانية توفر أشجار النخيل موائل طبيعية للعديد من الكائنات الحية، ما يعزز التنوع البيولوجي ويسهم في استقرار النظم البيئية.

وأشار إلى أن جائزة خليفة الدولية لنخيل التمر والابتكار الزراعي تعد منصة رائدة تهدف إلى تشجيع الابتكار في الزراعة وتعزيز الممارسات المستدامة، من خلال تسليط الضوء على الابتكارات التي فازت بالجائزة، حيث وصل عدد الفائزين ضمن فئة الابتكار الزراعي إلى 22 فائزاً خلال سبعة عشر عاماً، أسهمت في تنمية وتطوير قطاع زراعة النخيل وإنتاج التمور ودعم التنمية المستدامة، وتحقيق الأمن الغذائي، والمحافظة على الموارد الطبيعية للأجيال القادمة.