كشفت مؤسسة دبي لخدمات الإسعاف، عن جهودها لتوفير مصادر متنوعة ومستدامة للمستقبل، وتحسين الأثر البيئي، تأكيداً لسعيها نحو تحقيق اقتصاد أخضر، تتبنى من خلاله أفضل الممارسات البيئية، وفقاً لأعلى المعايير العالمية.

وقال مشعل عبد الكريم جلفار المدير التنفيذي للمؤسسة لـ «البيان»: إن المؤسسة، ومن خلال استراتيجيتها المؤسسية، ركزت على 3 جوانب مهمة، وهي البيئة والاقتصاد والمجتمع «ويظهر ذلك جلياً في رؤيتها التي تبنت مفهوم الاستدامة بوضوح، وربطتها بمشاريعها بشكل عام، للمساهمة في ازدهار مجتمع مدينة دبي، وتحويلها لمدينة مستدامة ذات ريادة عالمية، لتحسين جودة الحياة وكفاءة الخدمات والموارد البشرية».

وأشار إلى أن المؤسسة كلفت فريق عمل لمتابعة ودعم مشاريع الاستدامة في المؤسسة، وتقييم الممارسات الخضراء، وصولاً لتحقيق هدف الحياد الصفري، وبناء مستقبل أفضل وأكثر استدامة للجميع.

مشروع الطاقة الشمسية

وأشار جلفار إلى مشروع الطاقة الشمسية، الذي يصب في استراتيجية الإمارة للحد من استهلاك الطاقة بنسبة 30 % بحلول 2030، وتطبيق سياسات الطاقة الخضراء، واستخدام الموارد المتجددة والمستدامة.

حيث بلغت سعة مشروع «تكامل الطاقة الشمسية» 1,397 كيلو واط، ويستمر لمدة 20 عاماً، ومن المتوقع أن يولد المشروع في عامه الأول 1,986 كيلو واط في الساعة من الطاقة النظيفة، ما يسهم في توليد تراكمي قدره 37,708 كيلو واط في الساعة، طوال فترة المشروع.

ومن المتوقع أن تتحكم هذه المبادرة في انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، بمقدار 15,121 طناً مترياً خلال عمرها التشغيلي «وهي خطوة نوعية نحو دمج الممارسات الخضراء في عملياتنا اليومية، وتعزيز الكفاءة التشغيلية، والحد من بصمتنا الكربونية بشكل كبير».

زورق إسعافي

وأشار جلفار إلى أن المؤسسة طورت زورقاً إسعافياً يعمل بالطاقة الشمسية، ليصبح وحدة إسعافية متكاملة صديقة للبيئة، بما يتماشى مع استراتيجيتها لتطوير الخدمات الإسعافية، ويندرج ضمن توجه حكومة دبي للاعتماد على الطاقة النظيفة.

مؤكداً أن الزورق أحد الابتكارات الرائدة في مجال الاستدامة على المستوى الوطني والعالمي، حيث استبدل فريق عمل المؤسسة مولد الطاقة الخاص بالزورق، والذي يعمل بالوقود، بألواح شمسية تعمل على توليد طاقة نظيفة، لتشغيل المعدات والأجهزة الإسعافية في مقصورة الزورق.

كما أسهم استخدام الألواح الشمسية في تقليل وزن الزورق، حيث تم إزالة مولد الطاقة المعتاد وخزان الديزل، ما أدى إلى تحسين سرعة الزورق الجديد عند الاستجابة للحوادث البحرية الطارئة.

ولفت جلفار إلى أن الزورق الجديد، هو (النموذج المستقبلي) الذي ستتبناه المؤسسة في القوارب البحرية مستقبلاً لأسطولها البحري، مع الحرص على متابعة أفضل الممارسات العالمية في مجال الآليات البحرية، للوقوف على مستجدات السوق، وإضافة التطويرات اللازمة.

وسائل نقل صديقة للبيئة

ومن جانبه، أشار محمد المظرب مدير إدارة الدعم المؤسسي، رئيس فريق الاستدامة في المؤسسة، إلى تبنّي سياسة وسائل نقل صديقة للبيئة، حيث تم تغيير مواصفات مركبات الإسعاف، من حيث حجم المحرك واقتصادية استخدام الوقود، واستخدام زيوت التشحيم عالية الجودة.

والتي لها أضرار بيئية قليلة، مقارنة بالمواد الأخرى، كما أن المواد المستخدمة في صبغ مركبات الإسعاف، ذات مكون مائي، بحيث لا يسبب ضرراً بيئياً.

ولفت المظرب إلى سعي المؤسسة لإدخال بعض وسائل النقل الصديقة للبيئة، حيث أضافت لخدمات الإسعاف أول دراجة إسعاف كهربائية، وأول «سيجواي كهربائي»، وأول مستجيب بري كهربائي، وتأتي تلك الخطوة دعماً لخططها لتحويل أسطولها بشكل كامل لصديق للبيئة، وتنساق الممارسات البيئية في المؤسسة أيضاً على بيئة العمل والمعيشة.

فقد تم تدشين خمس وحدات سكنية مطابقة لشروط ومعايير المباني الخضراء في الإمارة، ملحقة بصناديق إعادة تدوير الأوراق والعلب، ونظام منظم طاقة، يشمل المباني والنقاط الإسعافية، للحد من استهلاك الكهرباء وتوفير الطاقة، وتشجير النقاط الإسعافية بزراعة عضوية، لتشجيع الجميع على استخدام الموارد الطبيعية.

مشتريات خضراء

وأكد المظرب أن المؤسسة شرعت بتطبيق سياسة المشتريات الخضراء لجميع التعاملات، بحيث يتم التعاقد مع الموردين، الذين يضمنون منتجات ذات تأثير بيئي منخفض.

وذلك حفاظاً على صحة الإنسان والبيئة والموارد، وهو ما سيعزز دعم توجه إمارة دبي لتكون نموذجاً لمدينة مستدامة الممارسات والموارد، تسهم في الحد من البصمة الكربونية، وتفعيل مفهوم الاقتصاد الدائري.

إعادة تدوير وتأهيل المركبات

وأكد المظرب حرص المؤسسة على إعادة تأهيل مركبات الإسعاف القديمة، من خلال إعادة استخدام هياكلها، وتأهيلها وتجديدها، ومن ثم إعادة استخدامها، ما يقلل نسبة هدر المواد والنفايات، إلى جانب إعادة استخدام قطع الغيار.

حيث تقوم الورشة بإعادة إصلاح بعض قطع المركبات، من خلال استبدال الأجزاء الداخلية، عوضاً عن تغييرها بالكامل، ما يقلل من النفايات، ويزيد من نسبة الترشيد.

حيث يتم التعاون مع الشركات المختصة في مجال تدوير الزيوت القديمة وقطع الغيار والإطارات المستعملة، وإعادة استخدام غاز التكييف المعاد تكريره بنسبة 100 %.