ضمن أربع غرف كبيرة معزولة وسط صحراء حارة جافة، تتبدى إحدى التجارب الزراعية المبتكرة الناجحة في دولة الإمارات العربية المتحدة، التي تحدّت الظروف الطبيعية لإنبات الفطر «المشروم».
واستطاعت إنتاج أنواع عدة منه بكميات تجارية وافرة، تصل إلى نحو طنٍ شهرياً، تنافس في السوق المحلي الكثير من أنواع الفطر المستورد، لما تتميز به من جودة غذائية عالية، وأسعار معقولة، وقدرة استثنائية على التكيف مع البيئة المحلية، تحميه من سرعة التلف، وإمكانية التخزين لفترات طويلة.
أحدث الابتكارات
تجربة زراعية رائدة، لم يكن ليكتب لها النجاح، لولا إرادة مبدعيها والقائمين عليها في شركة «بيلو فارم»، التي تتخذ من أبوظبي مقراً لها، والتي استعانت بأحدث الابتكارات التكنولوجية لزراعة الفطر المعتمدة على ممارسات الزراعة الدائرية، لتكون «بيلو فارم» بذلك أول شركة تقنية زراعية في العالم متخصصة في حلول زراعة الفطر الشاملة في المناخات الجافة. ويأتي تسليط الضوء على هذا النموذج الزراعي الناجح في شركة بيلو فارم لزراعة الفطر بطرق مستدامة، تتحدى الظروف الصحراوية الجافة.
ضمن حملة أجمل شتاء في العالم، في نسختها الخامسة، التي انطلقت تحت شعار «السياحة الخضراء»، بالتعاون بين وزارة الاقتصاد، والمركز الزراعي الوطني، والهيئات السياحية المحلية في الدولة، بهدف تشجيع المشاركة المجتمعية في الممارسات الزراعية المستدامة، وتحفيز الزيارات السياحية إلى هذه المزارع والمشاريع الزراعية المستدامة.
وذلك في إطار استراتيجية السياحة الداخلية في دولة الإمارات، التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، والهادفة إلى تطوير منظومة سياحية تكاملية على مستوى الدولة.
السوق المحلي
وعززت شركة بيلو فارم حضورها في السوق المحلي، بإنتاج أنواع عديدة من الفطر، أبرزها «المحار»، و«محار الملك»، و«شيتاكيه»، و«عرف الأسد»، والذي يتم ضمن 4 غرف، تم تصميمها بشكل خاص، تخضع بشكل متواصل لضوابط التحكم المناخي ومغطاة بطبقة عازلة.
ونظراً لكون ظروف زراعة وإنتاج مثل هذه الأنواع المنافسة اقتصادياً من الفطر في وسط الصحراء غير ملائمة، لجأت شركة بيلو فارم، إلى تطويع واستخدام أفضل تقنيات التكنولوجيا، للتغلب على الظروف المناخية غير المواتية لنمو الفطر في دولة الإمارات.