أكدت هيئة البيئة - أبوظبي من خلال تقرير بعنوان «هواء نقي وصحي للجميع» ضمن خطتها المئوية البيئية سعي العاصمة إلى أن تحظى بمركز متقدم عالمياً من حيث جودة الهواء الخالي من الملوثات ومنظومة التحكم والمراقبة الشاملة لجودة الهواء في جميع القطاعات، وأن تكون الأفضل عالمياً في الحفاظ على البيئة بحلول مئويتها البيئية 2071.

ومن خلال هذه النظرة الاستباقية، أكدت الهيئة أنه في إطار المساعي التي تتبناها لإيجاد منظومة وطنية لتحقيق أفضل معايير لجودة الهواء، تتجه إلى تبني «التهوية المحسنة» وهو نظام جديد مبتكر، من خلال دمج أنظمة جودة الهواء الداخلي ضمن المباني والبيوت والأماكن العامة المغلقة في إمارة أبوظبي لقراءات آنية عن مستوياتها، والتحليل الذكي لمصادرها وربطها بمنظومة الصحة البيئية في الإمارة، والابتكار في ممارسات التهوية الطبيعية وفي منظفات الهواء ووضع التشريعات لتطبيقها، فضلاً عن ابتكار «غرفة التحكم» وهي إحدى التقنيات الذكية الجديدة التي ترتكز عليها الخطة البيئية المئوية، من خلال استخدام نظام الاستشعار عن بُعد، وآليات ذكية آنية لجمع بيانات ملوثات الهواء والضوضاء أوتمتتها بشكل كامل، ودمج الأنظمة بين القطاعات الحكومية وتوفير التحليل الذكي الآني، الذي يعتمد على الذكاء الاصطناعي لكل البيانات لدعم صناعة القرار.

جودة

وتسعى الهيئة من خلال برامجها المستقبلية لدعم جودة الهواء إلى تطبيق تشريعات تتواءم مع المعايير المحلية والوطنية والعالمية لجميع ملوثات الهواء الخارجي والداخلي وحماية طبقة الأوزون، ومعايير لكل قطاع في الإمارة تضمن التنمية الشاملة المستدامة، وإجراءات وضوابط لانبعاثات الغازات ومعالجة الملوثات.

وتركز الخطة المئوية البيئية أيضاً على تأسيس خطة محكمة لإرساء تقنيات جديدة تخرج عن المألوف من خلال ابتكار «النظم المرورية البيئية» لفرض الرقابة الذكية على النظم المرورية وأخذ التدابير للحد من التلوث والضوضاء الناجمين عن قطاع النقل، وتعزيز مفهوم التحول إلى وسائل النقل العام فائقة السرعة والصديقة للبيئة مثل الهايبرلوب والقطارات والمركبات والطائرات والسفن المستدامة.

وسلط التقرير الضوء على تقنية مبتكرة تسعى الهيئة إلى إرسائها ضمن خطتها وتتمثل في ابتكار نظام ذكي للتحكم بالملوثات الناجمة عن المنشآت الصناعية باستخدام تكنولوجيا حديثة تقوم بتغذية الجهات الحكومية مباشرة ببيانات القطاع الصناعي عن طريق الأنظمة الذكية.

تدشين

ولضمان تحقيق هواء نقي وصحي للجميع، أعلنت هيئة البيئة - أبوظبي أخيراً عن إنشاء 33 كيلومتراً من المسارات لوسائل النقل الخفيفة الصديقة للبيئة مثل الدراجات والمشي لتحفيز المجتمع على اتباع العادات الصحية والمستدامة، فضلاً عن تدشين برج لتنقية الهواء في جزيرة الحديريات بتكنولوجيا التأين الإيجابي الصديقة للبيئة، حيث ينقي البرج 30 ألف متر مكعب للساعة لينعم الزوار بهواء صحي، وأصبحت أنظمة نمذجة جودة الهواء أشمل لتغطي عوامل الغلاف الجوي وانتقال المواد الكيميائية، كما تم ربط 40 من مداخن المصانع إلكترونياً ضمن نظام المراقبة المستمرة للإمارة.