تجمع أغلب التحليلات على أن قرار إيلون ماسك، أغنى رجل في العالم، الذي أعلن عنه بالانسحاب من صفقة شراء منصة «تويتر» للتواصل الاجتماعي، لا يُعد من قبيل المفاجأة، وإنما كان متوقعاً. وبحسب تقرير نشرته شبكة «سي إن بي سي» الأمريكية، أنه بعد أقل من 3 أشهر على إعلان ماسك عن اعتزامه شراء «تويتر» مقابل 44 مليار دولار، كان من الواضح من سير الأحداث التي وقعت خلال تلك الفترة أن ماسك يُعاني ما يُعرف باسم «ندم المشتري»، وهو شعور بالأسف يراود بعض المشترين بعد شرائهم لأشياء باهظة الثمن، إذ يشعرون أنهم دفعوا مقابلاً مُبالغاً في قيمته. ويقترن هذا الشعور دوماً بفقدان بريق الشيء المُشترَى في أعين المُشتري وانطفاء فرحة الأخير بالصفقة.

وبحسب التقرير، فقد أرسل المحامون الذين يمثلون ماسك خطاباً إلى فيجايا جاد، رئيسة الشؤون القانونية لدى «تويتر»، يشرحون فيها الأسباب التي دفعت موكلهم إلى اتخاذ قرار العزوف عن إتمام الصفقة. وكرر المحامون الادعاءات نفسها التي أثارها ولا يزال ماسك على مدى الأشهر الثلاثة الماضية، والتي مفادها أن إدارة «تويتر» تُقلل عن عمد عدد الحسابات الوهمية والمزيفة المُسجلة على المنصة.

وقال محامو ماسك في خطابهم: «باختصار، لم تقدم إدارة «تويتر» المعلومات التي يطلبها السيد. ماسك منذ ما يزيد على شهرين، رغم تصريحاته المتكررة التفصيلية التي تهدف إلى تبسيط مهمة «تويتر» في تحديد، تجميع، والإفصاح عن المعلومات ذات الصلة الموضحة في طلبه الأصلي».

وأضاف المحامون: «المعلومات غير الدقيقة التي قدمتها «تويتر» ضمن إفصاحها الذي رفعته إلى «هيئة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية» قد تُشكل أساساً إضافياً لإنهاء اتفاقية الاندماج».

وكان ماسك قد ذكر في مايو الماضي في تغريدة عبر «تويتر» نفسها: «صفقة «تويتر» مُعلّقة مؤقتاً إلى حين الإفصاح عن التفاصيل الداعمة للحسابات التي تقول إن الحسابات الوهمية/ المزيفة تمثل في واقع الأمر أقل من 5% من الحسابات المُسجلة على المنصة».

وفي غضون ذلك، تراجعت أسهم «تويتر» كثيراً بسبب قلق المستثمرين من إمكانية فشل الصفقة في نهاية الأمر. وكانت قيمة «تويتر» السوقية قد تراجعت قبل يوم من إعلان ماسك عن تعليق الصفقة مؤقتاً إلى 35 مليار دولار، أي أقل بنحو 9 مليارات دولار من قيمة عرض الشراء الذي تقدم به ماسك.

 

تكتيك للانسحاب من الصفقة:



ويرى بعض المحللين أن تصريحات ماسك المتكررة عن ارتفاع عدد الحسابات الوهمية لدى «تويتر» كانت مُتعمّدة في تكتيك من جانبه للانسحاب من صفقة شراء المنصة أو على الأقل إجبار إدارة «تويتر» على خفض سعر الصفقة، بعد تراجع القيمة السوقية للشركة.

ويعتقد توني ساكوناغي، من شركة «برنستاين» الأمريكية لإدارة الأصول الخاصة، أن ماسك كان يتبع تكتيكاً تفاوضياً على أمل أن يُجبر «تويتر» في نهاية الأمر على خفض سعر الصفقة. وقال ساكوناغي: «لقد انخفضت السوق كثيراً. لذا، فمن المرجّح أن ماسك استخدم حُجّة عدد المستخدمين الحقيقيين المُسجّلين على «تويتر» كحيلة تفاوضية».

وكانت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية قد ذكرت الأسبوع الماضي في تقرير أن ماسك ومعاونوه غير قادرين على إثبات صحة ادعائهم بشأن عدد الحسابات الوهمية على المنصة. وأفاد تقرير الصحيفة أن صفقة استحواذ ماسك على «تويتر» مُهدّدة بخطر الإلغاء.

و«تويتر» ليست مُستعدة في الوقت الحالي لأن تترك ماسك ينسحب من عرض شرائها. وهذا ما عبّر عنه بريت تايلور، الرئيس التنفيذي لشركة «تويتر» عندما أفصح في تغريدة عن اعتزام الشركة نقل الأمر إلى أروقة المحاكم.

وكتب بريت في تغريدته: «مجلس إدارة «تويتر» مُلتزم بإغلاق الصفقة وفقاً للسعر والشروط المُتفق عليها مع السيد. ماسك، ويُخطط لرفع دعوى قضائية لتفعيل اتفاقية الاندماج. ونحن على ثقة في أننا سننتصر في «محكمة ديلاوير العُليا»».