تراجعت أسعار النفط بأكثر من 3 % اليوم الخميس، إذ زادت إجراءات الإغلاق الجديدة في الصين بهدف مكافحة كوفيد-19 من المخاوف من أن ارتفاع التضخم وأسعار الفائدة يضعفان الطلب على الوقود.
وهبط خام برنت 3.28 دولارات ليبلغ عند التسوية 92.36 دولار للبرميل، بانخفاض 3.4 % وتراجعت كذلك العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 2.94 دولار، أو 3.3 % إلى 86.61 دولار.
وقال نوبرت روكر المحلل لدى جوليوس باير "الطلب على النفط في العالم الغربي، وكذلك في الصين، متباطئ، بينما تتزايد الإمدادات بشكل تدريجي، لأسباب على رأسها ارتفاع إنتاج النفط الصخري في الولايات المتحدة".
وأظهرت نتائج مسوح نشرت اليوم الخميس أن نشاط المصانع في آسيا تراجع في أغسطس ، إذ تواصل الضغوط التي تفرضها قيود كورونا في الصين وارتفاع التكاليف النيل من الأنشطة التجارية، مما زاد من قتامة التوقعات الخاصة بالتعافي الهش بالمنطقة.
في غضون ذلك، شددت شنتشن، مركز التكنولوجيا في جنوب الصين، قيود كوفيد-19 مع استمرار زيادة الحالات. وعلقت الفعاليات الكبيرة والترفيه الداخلي لمدة 3 أيام في منطقة باوان الأكثر اكتظاظا بالسكان في المدينة.
وتراجع اليوم المؤشر الرئيسي للأسواق الأوروبية لأدنى مستوى في 7 أسابيع، مما يزيد المخاوف من رفع حاد لأسعار الفائدة وارتفاع قياسي للتضخم في المنطقة.
أما مؤشر الدولار فارتفع إلى أعلى مستوى في 20 عاماً بعد أن أظهرت بيانات أمريكية قوة ومرونة أكبر اقتصاد في العام، ما يعطى مجلس الاحتياطي الاتحادي مساحة أكبر لرفع أسعار الفائدة. ويجعل الدولار القوي النفط المسعّر به أكثر كلفة لحاملي العملات الأخرى.
جولة أخرى
وقال نائب رئيس إدارة التداول في مؤسسة (بي.أوه.كيه فايننشال) "الصين تقوم بجولة أخرى من عمليات الإغلاق (للحد من تفشي) كوفيد في موانئ تصدير رئيسية، والتي تؤدي إلى جانب 'الدولار الفائق القوة' إلى مزيد من تسييل الأموال في العقود الآجلة للنفط الخام".
كما تتأثر الأسعار باحتمال إعادة إحياء الاتفاق النووي الإيراني، والذي من شأنه أن يتيح للدولة العضو في منظمة الدول المصدرة للبترول (أوبك) زيادة صادراتها.
وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اليوم الخميس إنه يأمل في التوصل إلى اتفاق مع إيران في غضون أيام.
نقص الإمدادات
وزادت تقلبات سوق النفط هذا العام بسبب مخاوف من نقص الإمدادات في الأشهر التي أعقبت إرسال روسيا قوات عسكرية إلى أوكرانيا وفي الوقت الذي تجد فيه أوبك صعوبة في زيادة الإنتاج.
وبلغ إنتاج أوبك 29.6 مليون برميل يومياً في الآونة الأخيرة، وفقاً لمسح لرويترز، بينما ارتفع إنتاج الولايات المتحدة إلى 11.82 مليون برميل يومياً في يونيو الماضي ، وكلاهما في أعلى مستوياته منذ أبريل 2020.
ومع ذلك، أظهرت بيانات من تجمع «أوبك+» الذي يضم منظمة أوبك ومنتجين مستقلين من خارجها من بينهم روسيا، أن سوق النفط لن يحظى إلا بفائض ضئيل يبلغ 400 ألف برميل يومياً في عام 2022، وهو أقل بكثير مما كان متوقعاً في وقت سابق.
وتتوقع "أوبك+" عجزاً في سوق النفط يبلغ 300 ألف برميل يومياً عام 2023.