أغلقت السلطات المنظمة للسوق الأمريكية، اليوم، بنك سيليكون فالي (SVB) بعد حالة ذعر أثارها عجز البنك الأشهر في دعم الشركات التكنولوجية الناشئة، جمع سيولة لتغطية سحب المودعين بشكل جماعي أموالهم إثر خسائر تكبدها البنك في بيع سندات قبل أيام.

وقالت مؤسسة التأمين على الودائع الفيدرالية، بحسب تقرير لصحيفة وول ستريت جورنال، مساء اليوم، إنها سيطرت على SVB عبر بنك جديد أنشأته يسمى بنك تأمين الودائع الوطني في سانتا كلارا. وقالت الهيئة التنظيمية إنه تم تحويل جميع ودائع SVB إلى البنك الجديد.

وصباح اليوم، بتوقيت الساحل الشرقي للولايات المتحدة، أبلغ حراس مبنى يضم فرعاً لبنك سيليكون فالي بمانهاتن، الشرطة عن وجود عشرة من مجموعة مؤسسي البنك يحاولون سحب ودائعهم نقداً، وفق ما نشرته صحيفة نيويورك بوست على موقعها الإلكتروني.

والحادث أحدث مؤشر على تزايد الذعر بين المستثمرين المرتبطين بالبنك.

مخاوف الأسواق

وانخفضت مؤشرات وول ستريت بعد الافتتاح اليوم، متأثرة بأزمة بنك سيليكون (SVB) ومخاوف من امتداد مشكلة سحب الودائع إلى مصارف أخرى.

وتوقفت ثلاثة بنوك عن التداول في سوق الأسهم اليوم، هي الشركة الأم لسيليكون فالي (SVB) وفيرست ريببليك (FRC) وبنك سيغنيجر (SBNY). وانخفض سعر أسهم البنوك الثلاثة بحدة، وبلغت في حالة سيليكون فالي 60% في يوم واحد والتي أشعلت شرارة المخاوف في القطاع المصرفي العالمي برمّته.

ويعد بنك وادي السيليكون مقرضاً مهماً للشركات في مراحلها المبكرة، وهو الشريك المصرفي لما يقرب من نصف شركات التكنولوجيا والرعاية الصحية المدعومة من المشاريع الأمريكية التي أدرجت في أسواق الأسهم العام الماضي. وسيمتد تأثير أي هزة في القطاع المصرفي على السوق عموماً، خاصة قطاع التكنولوجيا.

ومنيت مصارف كبيرة في أوروبا بخسائر خلال الساعات الماضية. كما منيت الصارف المدرجة في بورصتي هونغ كونغ واليابان بخسائر كبيرة.

وقال ديفيد بينامو مدير الاستثمارات في مجموعة "أكسيوم الترناتيف اينفستمنت" لوكالة فرانس برس قبل قرار إغلاق البنك من قبل السلطات الأمريكية: إن هذا "الذعر الصغير نجم عن ردود فعل متتالية" تبدأ بسحب مبالغ كبيرة من قبل عدد كبير من العملاء.

والسبب الأول كان إعلان مجموعة "اس في بي فايننشال غروب" الشركة الأم لمصرف "سيليكون فالي بنك" الأربعاء ، عن زيادة رأس مالها بمقدار 2,25 مليار دولار للتغلب على صعوبات.

وليلة أمس، دعا المدير المالي للمجموعة المالية العملاء إلى "عدم سحب هذه الودائع من المصرف وعدم بث الخول والذعر".

إلا أن رياحاً معاكسة زادت من صعوبة الموقف، فقد دعت شركة "بيتير ثيلز فواندرز فند" (Peter Thiel’s Founders Fund)، العاملة في الاستشارات المصرفية، المودعين بسحب الأموال من بنك سيليكون، كإجراء وقائي.

هل يمكن تكرار سيناريو 2008؟

مصادر على صلة بمنظمي السوق الأمريكية، استبعدت سيناريو أزمة عام 2008 مع إفلاس بنك "ليمان براذرز" وتحولها إلى أزمة مالية عالمية.

وقال ستيفن إينيس المحلل في مجموعة "اس بي آي مانجمنت"، في تصريح نشرته وكالة فرانس برس، اليوم، إن وقوع "حادث مرتبط برأس المال أو السيولة بين المصارف الكبرى" احتمال "ضئيل".

ومنذ الأزمة المالية في عامي 2008-2009 وإفلاس بنك "ليمان براذرز" أصبح على المصارف تقديم ضمانات قوية لسلطة ضبط الأسواق الوطنية والأوروبية.

وتخضع الهيئة المصرفية الأوروبية خمسين مصرفا رئيسيا في القارة لاختبارات ملاءة. وكشفت نتائج آخر اختبار من هذا النوع في نهاية يوليو 2021 أن المؤسسات المالية قادرة على تحمل أزمة اقتصادية خطيرة بدون أضرار جسيمة.

مخاطر العدوى

وفي هذا السياق، ذكر محمد عبد الله العريان، رئيس صندوق "جرامرسي" وكاتب عمود في "بلومبرغ" أن البنوك الأمريكية يمكنها أن تحتوي مخاطر العدوى وضغوط النظام الناجم عن الاضطرابات التي تسبب فيها مصرف "سيليكون فالي بنك".

وأضاف العريان في تغريدة له على موقع التواصل الاجتماعي (تويتر) اليوم "يمكن احتواء مخاطر العدوى والتهديد المنهجي بسهولة، من خلال إدارة دقيقة للميزانية العمومية".