تهاوى سهم البنك الأمريكي «فيرست ريبابليك بنك» في تداولات الاثنين والثلاثاء، بعد تقرير مالي عن أداء البنك في الربع الأول من العام الجاري.

وعند بدء التداولات في بورصة وول ستريت، أمس، هوى 26.6% ليواصل هبوطه خلال الجلسة بنسبة 44.6 % ويكسر حاجز 10 دولارات ويصل إلى 8.9 دولارات.

وأنهى السهم تعاملات الاثنين على انخفاض 12.2% عند 16 دولاراً للسهم، وخلال التداولات تراجع 22%. وبلغت نسبة تراجع سهم البنك أكثر من 87%، منذ بداية 2023 حتى إغلاق الاثنين.

وجاء التراجع بعد نشر تقرير مالي عن الربع الأول من العام 2023، وأعلن البنك الأمريكي عن نزوح كبير للودائع وزيادة في القروض.

وأشار البنك الذي يحتل الترتيب 12 في قائمة البنوك الأمريكية إلى سحب 40.8% من الودائع في الأشهر الثلاثة الأولى من العام لتصل إلى 104.47 مليار دولار، وفي الربع الأخير من العام الماضي بلغت 176.43 مليار دولار.

وهذا رابع انهيار لبنك أمريكي منذ تفجرت أزمة المصارف الأمريكية التي بدأت مع انهيار بنك سيليكون فالي منذ 10 مارس 2023، وثم بنك «سيغنتشر» و«سيلفر غيت»، والتي تحولت إلى أزمة ثقة نتيجة تأهب المستثمرين لأزمة مالية عالمية جديدة مثل تلك التي حدثت في العام 2008.

وبلغ حجم الودائع في البنك 173.5 مليار دولار في 9 مارس 2023، ولكن في تاريخ 10 مارس وبعد الإعلان عن أزمة بنك سيليكون فالي شهد «فيرست ريبابليك بنك» تهافتاً غير مسبوق على سحب الودائع، استمر حتى 16 مارس عندما تلقى المصرف دعماً بقيمة 30 مليار دولار، من مجموعة من 11 بنكاً خاصاً في الولايات المتحدة.

بما في ذلك سيتي غروب وويلز فارغو وبنك أوف أميركا وجيه بي مورغان تشيز، حيث استفاد من الخطوات الطارئة التي اتخذها المنظمون الأمريكيون التي كانت تهدف إلى إنقاذ القطاع المصرفي من الانهيار.

يأتي هذا التراجع رغم إعلان إدارة المصرف أنها بدأت باتخاذ إجراءات لتعزيز أعمالها وإعادة هيكلة ميزانيتها العمومية، حيث تشمل هذه الإجراءات زيادة الودائع المؤمن عليها، وتقليل الاقتراض من بنك الاحتياطي الفيدرالي، وخفض أرصدة القروض لتتوافق مع انخفاض الاعتماد على الودائع غير المؤمن عليها.

كما سيتخذ البنك خطوات لتقليل النفقات، والتي تشمل خفض تعويضات المسؤولين التنفيذيين بشكل كبير، وتقليل المشاريع والأنشطة غير الأساسية، إضافة إلى تقليص قوته العاملة بنسبة تتراوح بين 20 و25 بالمئة خلال الربع الثاني من 2023.

وبحسب الخبراء، فإن نتائج أعمال البنك خاصة لناحية الإعلان عن حجم الودائع التي تم سحبها، قد تُجدد موجة هروب الودائع من بعض المصارف الصغيرة والمتوسطة، التي تعاني من خلل في أعمالها واستثماراتها، والتي تدخل المصرف المركزي الأمريكي، لمنع انهيارها بعد سقوط بنك سيليكون فالي، ما يعني أن شبح الأزمة المصرفية سيعود ليطل برأسه من جديد.

وقال خبير الأسواق وائل مكارم في في حديث لموقع «اقتصاد سكاي نيوز عربية»، إن ما يحصل حالياً مع البنك أمر بديهي، فرغم حصول البنك على 30 مليار دولار من مجموعة مصارف كبرى، إلا أن نتائج أعماله خلال الربع الأول من العام 2023 أظهرت أن ودائع الزبائن لديه انخفضت بشكل ملحوظ، وأن مبلغ الـ 30 مليار دولار أمريكي أعيد سحبه خلال شهر.