صرح عمدة لندن صادق خان بأن قراره الذي أثار الجدل بتوسيع منطقة الهواء النظيف في المدينة قد ثبتت جدواه بعد أن أظهرت الأرقام انخفاض عدد المركبات الملوثة التي تسير في أطراف المدينة. وذكرت هيئة النقل في لندن أن 95 % من المركبات التي تسير في المناطق الخارجية من المدينة لندن قد امتثلت لمعايير التلوث في نهاية سبتمبر، بعد شهر واحد من توسيع منطقة الانبعاثات المنخفضة للغاية.
وارتفع معدل الامتثال من 91 % في يونيو الماضي، و85 % منذ أن تم طرح استشارات المخطط لأول مرة في مايو من 2022، أي أقل يومياً بما يعادل في المتوسط 49 ألف مركبة غير متوافقة مع المعايير.
جدير بالذكر أنه تم توسيع منطقة الانبعاثات المنخفضة للغاية ليغطي أنحاء لندن الكبرى في 29 أغسطس، وهي خطوة أثارت رد فعل عنيفاً من بعض السائقين والسياسيين، حيث يتعين على السائقين الذين يقودون المركبات التي لا تستوفي معايير الانبعاثات دفع رسوم يومية قدرها 12.50 جنيهاً إسترلينياً لدخول المنطقة. وتنطبق الرسوم بشكل عام على المركبات التي تعمل بمحركات البنزين، والتي تم تصنيعها قبل عام 2006 وسيارات الديزل التي تم تصنيعها قبل عام 2016.
وقد علق خان قائلاً: «لقد قلت دائماً إن قرار توسيع المنطقة كان صعباً للغاية، ولكن يمكننا أن نرى بالفعل جدوى هذه الخطوة، خاصة وأنها ستحدث فرقاً كبيراً في حياة وصحة سكان لندن». وقد كان لمظاهر الغضب الشعبي ضد توسعة المنطقة، والتي شهدت نزع بعض الكاميرات من قبل السكان الغاضبين، تداعيات سياسية أوسع، وأدت ردود الأفعال هذه إلى تأجيل قرار رئيس الوزراء ريشي سوناك بشأن التدابير الخضراء مثل التخلص التدريجي من مركبات الديزل والبنزين الجديدة وإنهاء تركيب غلايات منزلية جديدة تعمل بالغاز.
ويأمل خان المنتمي إلى حزب العمال أن تنحسر أي ردود فعل عنيفة ضد تمديد المنطقة بحلول موعد انتخابات عمدة لندن المقبلة في مايو، لكن المحافظين يستعدون لشن حملة قوية ضد هذه السياسة، التي يعتقد أنها حالت دون اقتناص حزب العمال مقعد أوكسبريدج من حزب المحافظين في انتخابات فرعية هذا الصيف.
لقد غيرت حكومة المحافظين انتخابات عمدة لندن من نظام التمثيل النسبي إلى نظام «الفوز للأغلبية الأولى» والذي يمكن أن يجعل فوز خان بولاية ثالثة أقل سهولة. وقد ورد في تقرير هيئة النقل بلندن إنه من السابق لأوانه تحليل مقدار التغير في مستوى تلوث الهواء في المنطقة الموسعة، غير أن الهيئة، التي تدير معظم شبكة النقل في العاصمة، أضافت أن إنشاء المنطقة في عام 2019 وتوسعتها الأولى في عام 2021، قد تسببا في انخفاض مستويات ثاني أكسيد النيتروجين.
وخلال الأسابيع الأربعة الأولى من التوسع للأطراف الخارجية من لندن، أصدرت هيئة النقل في لندن إشعارات تحذيرية لسائقي المركبات غير المتوافقة، وبدأت في إصدار الغرامات اعتباراً من 26 سبتمبر. وفي الأيام الخمسة الأخيرة من سبتمبر، تم تغريم 13480 سائقاً. وأضافت الهيئة أنه لا تزال لديها أموال متبقية من خطة الإلغاء الخاصة بها، والتي تدعم تبديل السائقين للمركبات. وقد تحقق النجاح في أنحاء لندن، بما في ذلك مناطق وسط لندن وداخلها، بحيث كانت 95 % من المركبات متوافقة بحلول نهاية سبتمبر، مقارنة بـ 39 % عام 2017.