كشف أحد مؤسسي أكبر صندوق تحوط في أوروبا عن أن صعود صناديق التحويط متعددة المديرين قد أدى إلى «دوامة» من العروض لمبالغ مالية كبيرة «بحماقة» على مديري المحافظ.

وقال السير بول مارشال، أحد مؤسسي شركة مارشال ويس، مؤخراً في مؤتمر استثماري بمدينة هونغ كونغ، إن هيمنة المنصات متعددة المديرين أعادت تشكيل الصناعة، من خلال «عرض دفع مبالغ هائلة لاستهداف المديرين».

وتابع مارشال، الذي شارك مع إيان ويس في تأسيس المجموعة ومقرها لندن في عام 1997، قائلاً: «يرغب الجميع في ضم محترفين على شاكلة كريستيانو رونالدو إلى فرقهم، لكن ليس هناك، بطبيعة الحال، كُثر مثل كريستيانو رونالدو، وما يحدث الآن هو أن الجميع يتقاضون الأجر نفسه الذي يتقاضاه كريستيانو رونالدو».

ولم يذكر مارشال، الذي يعمل على شراء مجموعة «تليجراف جروب» في المملكة المتحدة عن طريق مجموعته الإعلامية الرقمية «أَن هيرد»، أسماء شركات بعينها، لكن تعليقاته تعكس كيف أن هيمنة المنصات متعددة المديرين مثل سيتاديل وميلينيوم مانجمنت وبوينت 72 أست مانجمنت، أدت إلى حرب ضروس ومزايدة ضارية حول الكفاءات.

ويُعد مارشال ويس بأصوله التي تقدر بقيمة 64 مليار دولار، أكبر صندوق تحويط في أوروبا، ومن حيث الحجم فهو بنفس مستوى سيتاديل وميلينيوم. وتميل المنصات متعددة المديرين إلى استخدام نموذج رسوم مختلف عن صناديق التحويط التقليدية، وهي عادةً ما تقوم بتخصيص رأس المال عبر عشرات أو مئات الفرق من المتداولين المتخصصين.

وبدلاً من المعيار الشائع لصناديق التحويط «2 و20» - رسوم إدارة بنسبة 2 %؜، ورسوم أداء بنسبة 20 % - فإن السمة المميزة للمنصات متعددة المديرين هي أنها بدلاً من رسوم الإدارة تستخدم نموذج «تمرير النفقات». وبموجب هذا النموذج، يُمرر المدير جميع التكاليف، بما في ذلك إيجارات المكاتب والتكنولوجيا والبيانات والرواتب والعلاوات وحتى تكاليف الترفيه على حساب المستثمرين النهائيين.

الفكرة هنا هي أن المديرين يستثمرون بكثافة في مجالات المهارات والتكنولوجيا، مع تغطية تلك التكاليف من خلال الأداء النهائي. وفوق ذلك، يميلون إلى فرض رسوم أداء بنسبة 20 % إلى 30 %؜.

ويفضي نموذج تمرير النفقات إلى ممارسات مثل: مكافآت توقيع تصل إلى ملايين أو عشرات الملايين من الدولارات، وإجازات مدفوعة الأجر ومدفوعات تتراوح بين 20 إلى 30؜ % من الأرباح للمدير الواحد، وكل هذه الممارسات تأتي بغرض استقطاب الأفضل أداءً والاحتفاظ بهم في مناصبهم؛ لذلك تقارب قيمة العقود والمدفوعات الإضافية لبعض المديرين المتعددين عقد رونالدو، الذي يقدر بقيمة 200 مليون دولار سنوياً مع فريق النصر السعودي.

وأجبرت المنافسة على الكفاءات صناديق التحويط التقليدية، مثل شركة مارشال، على محاولة التماشي مع الوضع؛ لذلك قام صندوق التحوط يوريكا الأبرز لدى الشركة بدفع «رسوم تعويض إضافية» تصل قيمتها إلى 0.75 % من قيمة الصندوق، لاستخدامها في مكافأة أصحاب الأداء المتميز، وهو القرار الذي علق عليه مارشال وقتها قائلاً إنه تم اتخاذه لأن «المنصات متعددة المديرين تقود حرب مزايدة على الكفاءات».

وقال في مؤتمر هونغ كونغ إن نموذج منصات صناديق التحوط مكّن بعض المتداولين من الحصول على مكافآت «غاية في السخافة والحماقة عند التوقيع» حتى إذا طُردوا بعد عامين أو ثلاثة وانتقلوا إلى مكان آخر، فهذه الممارسة تُعرف في الصناعة باسم «استغلال الضمانات المالية».

وذكر مارشال أن نموذج الأجور السخية بصورة مفرطة لبعض منصات صناديق التحوط «لم يكن الطريقة المثلى لبناء أنشطة تجارية ضخمة أو حتى بناء صناعة كبيرة لعملائنا». وخلال الجلسة النقاشية نفسها، قال كريس جرادل، أحد مؤسسي مجموعة بي أيه جي الاستثمارية في هونغ كونغ، إن بعض الموظفين في وحدة صناديق التحوط بشركته عُرض عليهم مكافآت توقيع مكونة من ثمانية أرقام مقابل الانتقال إلى الشركات المنافسة، وهي الممارسة التي وصفها بأنها «جنون مطلق». وأضاف ضاحكاً: «نقول لهم يستحسن أن تقبلوا العرض»، ثم تابع: «إن هذا التيار كان فترة مؤقتة، فترة سيئة بالفعل. قد تكون جيدة لأشخاص معينين على ما أظن، لكنها ليست جيدة للعملاء، ولا جيدة للصناعة».

وفي الجلسة ذاتها، أعرب ألبرت جوه، وهو واحد من أربعة رؤساء استثماريين في هيئة النقد في هونغ كونغ، التي تعد المصرف المركزي الفعلي للإقليم وصندوق الاستثمار السيادي، عن امتنانه للتعليقات؛ لأننا «لا نحب دفع الرسوم».

وتُعد هيئة النقد في هونغ كونغ مستثمراً رئيسياً على الصعيد العالمي، حيث يبلغ حجم صندوق الصرف الخاص بها ما يقرب من 4 تريليونات دولار هونغ كونغ (511 مليار دولار أمريكي).