قال رئيس إحدى أكبر شركات تطوير الطاقة النظيفة في العالم إن المستثمرين يقفون على الجانب الخاطئ من التاريخ، إذ يقودون عمليات بيع تاريخية في أسهم الطاقة المتجددة، فقد تأثرت أسهم الشركات المشاركة في مشاريع طاقة الرياح والطاقة الشمسية والمعدات المرتبطة بها بشكل كبير هذا العام؛ بسبب ارتفاع أسعار الفائدة والتضخم الذي ضرب ربحيتها.
لكن أندريس جلوسكي، الرئيس التنفيذي لشركة إيه إي إس للطاقة، في مقابلة إن المستثمرين يرتكبون «خطأ كبيراً» بالنظر إلى حجم أزمة المناخ. وأضاف: «نحن نشهد أكثر السنوات حرارة في التاريخ؛ ومع ذلك تعطي وول ستريت الأولوية الكبرى لشركات النفط على حساب شركات الطاقة المتجددة».
وتابع: «بناء مصادر طاقة متجددة منخفضة الكربون هو الجانب الصحيح من التاريخ، وهي مسألة وقت فقط حتى يتجلى ذلك. ويمكن لوول ستريت فهم الأمور بشكل خاطئ تماماً على المدى القصير». من خلال مقرها الرئيس الكائن في أرلينغتون، فيرجينيا، تبني شركة إيه إي إس مشاريع الطاقة المتجددة، وهي أكبر بائع للكهرباء المتجددة للشركات، بما في ذلك شركتا أمازون وغوغل. ورغم امتلاكها محطات طاقة تعمل بالفحم والغاز الطبيعي، تحركت الشركة في اتجاه جعل محفظتها خضراء نت خلال خطط للتخلص من الفحم بحلول عام 2025، ومضاعفة قدرتها على إنتاج الطاقة المتجددة ثلاث مرات بحلول عام 2027.
وتأتي تصريحات جلوسكي في خضم موسم صعب لأرباح شركات الطاقة النظيفة، مع الإعلان عن إلغاء وتأخير العديد من المشاريع في جميع أنحاء القطاع خلال الأسابيع الأخيرة. وانخفضت أسهم شركة إيه إي إس بنسبة 40 % خلال 2023، كما انخفض مؤشر ستاندرز آند بورز العالمي للطاقة النظيفة، الذي يضم 100 من أكبر الشركات المرتبطة بالطاقة النظيفة، بنسبة 31 % منذ بداية العام، مقارنة بانخفاض قدره 1 في المئة لمؤشر ستاندرز آند بورز 500 للطاقة الأحفورية.
وأعلنت شركة لي سايكل الكندية، لإعادة تدوير البطاريات، أخيراً، عن توقف مؤقت لمشروع في نيويورك بعد أن رفعت تقديرات التكلفة إلى ما يصل إلى مليار دولار من ميزانية أصلية قدرها 560 مليون دولار. وجاء الإعلان بعد أيام من تحذير شركة بلج باور، وهي شركة أمريكية مطورة لخلايا وقود الهيدروجين، من «شكوك كبيرة» حول قدرتها على الاستمرار في الأشهر الاثني عشر المقبلة. وفي الشهر الماضي، سحبت الشركة الدنماركية العملاقة أورستد مشروعين لطاقة الرياح قبالة ساحل نيو جيرسي، مشيرة إلى ضغوط على مستوى الاقتصاد الكلي وتعقيدات في سلسلة التوريد.
وتشير توقعات بلومبيرغ نيو إنرجي فاينانس إلى أن أكثر من نصف عقود طاقة الرياح البحرية في الولايات المتحدة قد ألغيت أو تواجه خطر الإلغاء، ما يجعل خطة الرئيس جو بايدن لتوزيع قدرة تبلغ 30 جيجاواط بحلول عام 2030 «مستحيلة».
ووصف بيتر جارديت، المدير التنفيذي لشؤون المناخ والتكنولوجيا النظيفة في «ستاندرز آند بورز جلوبال كوموديتي إنسايتس» العقبات الأخيرة التي واجهتها مصادر الطاقة المتجددة بأنها «تكلفة نمو»، وتوقع أن يتجه القطاع نحو الأسواق الخاصة للحصول على التمويل نظراً لارتفاع نفقاته الأولية وفترات السداد الطويلة.
وقال جاريت، الذي لفت إلى أن سوق الأسهم الخاصة بالطاقة النظيفة قد نمت أكثر من خمسة أضعاف منذ أن أقرت الولايات المتحدة قانون الحد من التضخم: «يمكن للأسهم الخاصة أن تتخذ نظرة طويلة المدى، ويمكنها القول إن السوق تتجه نحو إنتاج المزيد من الكهرباء والإنتاج الأنظف وإنتاج الطاقة المتجددة بتكلفة أقل».
وتابع: «بوسعك المراهنة على ذلك قطاعياً بطريقة تسمح لك بتجاهل بعض ضجيج أسعار الأسهم المدرجة في البورصة»؛ حيث أسهم التضييق على أسواق النفط والعصر الجديد لانضباط رأس المال في تعزيز مخزونات النفط والغاز.
وعاد المستثمرون إلى الاستثمار في شركات النفط والغاز رغم ضغوط المدافعين عن البيئة لتجنب هذا القطاع. وجد تحليل حديث أجرته وكالة ستاندرز آند بورز جلوبال للتصنيفات الائتمانية أن شركات الموارد عملياً لا تواجه أي تكاليف اقتراض إضافية مقارنة بالشركات الأقل تلويثاً.