تواجه الحكومات عبئاً متزايداً بسبب مشكلة المجتمعات المُسنة، لذلك، جاءت فكرة إطلاق مسابقة لتشجيع الإنجازات التكنولوجية، التي تساعد على العيش لفترة أطول وبصحة أفضل.
وتقدم إكس برايز، وهي مؤسسة غير ربحية في الولايات المتحدة، جائزة 101 مليون دولار، وهي أكبر جوائزها على الإطلاق، لفِرق البحث التي يمكنها إثبات تطوير علاجات لاستعادة وظائف العضلات والمخ والجهاز المناعي للأشخاص بين 65 و80 عامًا.
وسيحتاج العلماء إلى إثبات أن علاجاتهم بإمكانها أن تؤدي إلى تحسن يعادل تأخير الساعة البيولوجية بما لا يقل عن 10 سنوات، مع هدف نهائي يصل إلى 20 عامًا. ويجب ألا يستغرق العلاج سوى عام واحد أو أقل، وستستمر المسابقة 7 سنوات.
وقال بيتر ديامانديس، الرئيس التنفيذي لمؤسسة إكس برايز، إنه بما أن الناس يعيشون لفترات أطول، لكن ليس بالضرورة بصحة أفضل، فإن الحلول الفعالة تعزز الاقتصاد العالمي من خلال مساعدة المسنين على البقاء فترة أطول ضمن قوة العمل.
وأضاف : «تعمل الحكومات تحت ضغط بسبب ضرورة التعامل مع تبعات اعتلال السكان وعدم الوصول إلى السبب الجذري».
وقدّرت دراسة لكلية لندن للأعمال وجامعتا أوكسفورد وهارفارد، أن تمديد الحالة الصحية الجيدة للسكان لمدة عام واحد يساوي 38 تريليون دولار للاقتصاد العالمي.
ووفقًا لمنظمة الصحة العالمية فمن المتوقع بحلول 2050 أن يتجاوز عمر واحد من كل 5 أشخاص 60 عامًا وهذا المؤشر سيعني رفع تكاليف الرعاية الصحية وخفض الإنتاجية ما لم يتم إحداث تحسينات على ما يسمى بفترة العمر الصحي، وهي الفترة التي يمكن فيها اعتبار أن الشخص يتمتع بصحة جيدة.
وتشمل الجهات الراعية لمؤسسة إكس برايز كلاً من مؤسسة هيفولوشن غير الربحية وصندوق سولف إف إس إتش دي لتمويل المشاريع الخيرية. ويستثمر صندوق سولف في الأبحاث المتعلقة بنوع من ضمور العضلات أصيب به تشيب ويلسون، مؤسس «لولوليمون» للملابس الرياضية وهو من كبار المتبرعين للجائزة.
وقال ديامانديس إنه يأمل أن تساعد المسابقة على اهتمام أكبر للمزيد من الأشخاص بعلوم مكافحة الشيخوخة ورفع مكانتها، مشيرًا إلى أن إكس برايز التي ظهرت إلى النور 1996 لعبت دورًا مهمًا في وضع أسس قطاع الفضاء التجاري.
ورغم ضخ مليارات الدولارات في أبحاث إطالة العمر، حيث شارك في تمويلها مليارديرات التكنولوجيا مثل جيف بيزوس مؤسس أمازون، إلا أن العلماء لا يزالون يواجهون تحديات هائلة في تحقيق إنجازات تطبيقية ولا تعترف الهيئات التنظيمية للصحة بالشيخوخة كمرض، وقد يكون من الصعب تتبع تقدم العلاج دون الانتظار لسنوات لرؤية تأثيره على متوسط العمر المتوقع.
وقال ديامانديس «نأمل أن تساعد مؤسسة إكس برايز في تشكيل الإجراءات التنظيمية المستقبلية» وتابع: «لم تكن هناك قوانين ولوائح تخص رحلات الفضاء الخاصة عندما أعلنت عن جائزة إكس برايز لرحلات الفضاء».
وكان إيلون ماسك، الرئيس التنفيذي لشركتي تسلا وإكس سبيس، أطلق عام 2021، بالاشتراك مع ماسك فاونديشن، جائزة بقيمة 100 مليون دولار للمساعدة في تطوير حلول لإزالة ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي.
كما تبرع تشيب ويلسون بـ 25 مليون دولار لمؤسسة إكس برايز، وقال ديامانديس إن مؤسس لولوليمون أراد أن تكون قيمة الجائزة أكبر من قيمة «جائزة إيلون ماسك... لذا جعلنا قيمتها 101 مليون دولار».