استبعد السير ريتشارد برانسون ضخ المزيد من الأموال في شركته الخاسرة للسفر إلى الفضاء فيرجن جالاكتيك، قائلاً إن إمبراطوريته التجارية «لم تعد لديها موارد مالية كبيرة».
وفي الشهر الماضي، أعلنت شركة فيرجن جالاكتيك، التي تأسست على يد برانسون في عام 2004، عن تقليص الوظائف، وتعليق الرحلات التجارية لمدة 18 شهراً، اعتباراً من العام المقبل، في محاولة للحفاظ على السيولة اللازمة لتطوير طائرة أكبر يمكنها نقل الركاب إلى حافة الفضاء.
ذكرت الشركة أن لديها التمويل الكافي للاستمرار حتى عام 2026، وهو الموعد المتوقع لدخول مركبة «دلتا» الأكبر حجماً إلى الخدمة. لكن بعض المحللين يتوقعون أن تطلب جالاكتيك من المستثمرين المزيد من الأموال في عام 2025 تقريباً. وقال برانسون لـ«فاينانشال تايمز» عند سؤاله عما إذا كان سيفكر في ضخ المزيد من الأموال في الشركة إذا استدعى الأمر: «لم تعد لدينا موارد مالية كبيرة بعد الجائحة، ولدى فيرجن جالاكتيك مليار دولار أو ما يقرب من ذلك. وفي رأيي، يجب أن يكون لدى الشركة الأموال الكافية لتقوم بالعمل بمفردها».
وقال برانسون إنه «لا يزال يحب» مشروع فيرجن جالاكتيك وأنه «أثبت نفسه وتقنياته» في مجال رحلات الفضاء التجارية. أكملت جالاكتيك للتو رحلتها التجارية السادسة خلال ستة أشهر، مع تذاكر تبدأ من 450.000 دولار للمقعد الواحد، على متن طائرتها الفضائية «يونتي» التي تعمل بالطاقة الصاروخية.
ولا تزال مجموعة فيرجن واحدة من أكبر المساهمين في جلاكتيك، رغم بيعها أسهم بقيمة تقارب مليار دولار في عامي 2020 و2021، مما أدى إلى تقليص حصتها إلى 7.7 %، وذلك لاستخدام الأموال لحماية أجزاء أخرى من أعمال الترفيه والسفر الواسعة خلال فترة الوباء.
وقبل ثمانية أشهر، انهارت شركة برانسون الناشئة للصواريخ، فيرجن أوربيت، بعد عملية إطلاق فاشلة من المملكة المتحدة، وكانت تلك أول مهمة لها من بين خمس مهام. وبسبب التأخيرات المتكررة التي واجهت مهمتها في المملكة المتحدة، نفدت أموال الشركة الناشئة، التي يمتلك برانسون 75 % منها.
وقال المحللون إن جالاكتيك تعلمت الدرس من أروبيت، لذلك، فهي ليست مستعدة لإنفاق كل ما لديها من سيولة على الرحلات الخاسرة. وقال جريج كونراد، المحلل في بنك جريفريز الاستثماري: «لقد جاء إطلاق هذا النشاط ليعمل على نطاق واسع. وبوجود الرحلات على مركبة يونيتي وحدها، يبدو واضحاً أن العمل لن يصل إلى النطاق الكبير المطلوب ويغطي تكاليفه». ومن المتوقع أن تحمل دلتا 6 ركاب، مقابل أربعة على متن يونيتي، وسيتم إطلاق الرحلات على نحو أكثر تكراراً.
وشركة جالاكتيك التي لم تحقق أرباحاً بعد، كانت قيمتها 2.3 مليار دولار عند ظهورها للمرة الأولى في بورصة نيويورك في عام 2019، لكن قيمة الشركة قدرت بمبلغ 935 مليون دولار حتى نهاية التداول يوم الجمعة.
وقال برانسون، الذي قضى عقوداً في تلميع صورة أعماله من خلال المغامرات الكبيرة والأعمال المثيرة، إنه يقضي الآن 90% من وقته في العمل الخيري، ولكن لا يزال هناك «الكثير مما يحدث» في مجموعة فيرجن. وتمتلك المجموعة محفظة استثمارية تتضمن حصصاً في مجموعة متنوعة من الأعمال، بما في ذلك السفر والترفيه والاتصالات.
وأضاف برانسون إن الشركة قد تشارك في خدمات السكك الحديدية في المملكة المتحدة مرة أخرى. وكانت قد أنهت مشاركتها في هذا القطاع عام 2019 بعد أن خسرت شركة فيرجن للقطارات امتياز الساحل الغربي، لكنه قال: «لن أتفاجأ إذا لم تعد فيرجن إلى قطاع القطارات».
وجاء حديث برانسون إلى «فاينانشال تايمز» على متن أول رحلة لفيرجن أتلانتيك من لندن إلى نيويورك باستخدام وقود من دهون الطهي والدهون الحيوانية المعاد استخدامها. وقال إن المملكة المتحدة يجب أن تدعم صناعة الوقود المستدام، وذلك لتقلل جزئياً اعتمادها على النفط المستورد. وختم قائلاً: «فقط يتعين على الحكومة الجلوس مع أهل الصناعة، وفتح الدفاتر، ومعرفة كيفية إنجاح هذا الأمر».