أكد الخبير الاقتصادي محمد العريان أن الأسواق تبالغ في تقدير وتيرة خفض «الاحتياطي الفيدرالي» لأسعار الفائدة ومقدارها، لأنها تتجاهل التضخم المرتفع بشكل عنيد.

وقال العريان، وهو رئيس كلية «كوينز» في كمبردج وكاتب العمود في «بلومبرغ»: «أعتقد أننا وصلنا إلى نقطة محورية، ولكن مقارنة بما تتوقعه السوق، لن يكون الخفض بهذه الوتيرة السريع أو العمق المتوقع، لن أتفاجأ إذا بدأنا ذلك في وقت لاحق، ربما بداية الصيف، ولن أتفاجأ إذا أنهينا العام بتخفيضات أقرب إلى ما أشار إليها «الاحتياطي الفيدرالي»، وهي 75 نقطة أساس، وهو ما يتعارض مع ما أخذته السوق في الاعتبار».

يعوّل المتداولون حالياً على تخفيض بنحو 140 نقطة أساس خلال العام الجاري، بانخفاض عن الذروة الأخيرة البالغة نحو 175 نقطة أساس، بعد أن عارض محافظ «الاحتياطي الفيدرالي» كريستوفر والر التخفيضات الكبيرة في أسعار الفائدة، وتجاوز بيانات مبيعات التجزئة الأمريكية للتوقعات.

وقال العريان، خلال مؤتمر إدارة الثروات العالمية الذي عقده بنك «يو بي إس» في هونغ كونغ، إن الأسواق تقلل من تقديرات التضخم في قطاع الخدمات، الذي لا يزال أعلى من تضخم السلع، ولا بد من خفضه بشكل أسرع بكثير، ربما يؤدي أي تغيير في تفويضات «الاحتياطي الفيدرالي» بشأن الفائدة إلى الإضرار بمصداقيته، حيث قال العريان: «إذا كنت بنكاً مركزياً ارتكب العديد من أخطاء السياسة النقدية في السنوات القليلة الماضية، فإن آخر شيء تريد القيام به هو إعطاء الانطباع بأنك ستغير هدفك، لذلك لا تتوقع أي تغيير في هدف التضخم».

وأضاف العريان، رداً على سؤال في المؤتمر، إن عوائد سندات الخزانة لأجل 10 سنوات قد تنهي العام بالقرب من 4.5، من 3.5 %، في حين أن نمو الناتج المحلي الإجمالي الأمريكي قد يصل إلى نحو 1 % إلى 2 % مع عودة الاقتصاد إلى طبيعته، من ارتفاع المدخرات خلال فترة الجائحة في العام السابق.