قالت منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) اليوم الأربعاء إنها مستبشرة خيراً بتقديرات لوكالة الطاقة الدولية تسلط الضوء على أهمية أمن النفط، لكن التباين الكبير في توقعات الجانبين حول الطلب لا يزال مستمراً.
وتأتي تقديرات وكالة الطاقة الدولية، التي تقدم المشورة للدول الصناعية، عقب خلافات بينها وبين أوبك في السنوات القليلة الماضية حول قضايا مثل الطلب على النفط على المدى الطويل والحاجة إلى استثمارات جديدة.
وقالت أوبك «في منظمة البلدان المصدرة للبترول، شجعتنا هذه الرسالة والإشارة إلى الأهمية المستمرة للنفط بالنسبة للعالم».
وتتباين وجهات نظر الجانبين بقدر كبير فيما يتعلق بتقديرات الطلب على النفط هذا العام فصاعداً. وتتوقع وكالة الطاقة الدولية أن يصل الطلب إلى ذروته بحلول عام 2030، بينما لا يرى منتجو النفط في أوبك أي وصول إلى الذروة في توقعاتهم التي تمتد إلى عام 2045.
وذكرت وكالة الطاقة الدولية في تقديرات نشرت يوم الاثنين وكتبها المحلل رونان جراهام المعني بأمن الطاقة والباحث إلياس أتيجي «في حين أن اعتماد العالم على النفط آخذ في الانخفاض، فإنه لا يزال متجذراً، لذا فإن تعطل الإمدادات لا يزال من الممكن أن يسبب ضرراً اقتصادياً كبيراً وأن يكون له تأثير سلبي كبير على حياة الناس».
وأضافت الوكالة «هناك درجة عالية من الغموض بشأن مدى سرعة انخفاض الطلب، مما يترك شركات النفط في مواجهة قرارات صعبة ومحفوفة بالمخاطر تجارياً بشأن الاستثمار في عمليات المنبع»، وأشارت إلى أن الغموض في الاستثمار يزيد من خطر اختلال التوازن بين العرض والطلب.
وأضافت أن دعوات وكالة الطاقة الدولية لعدم توجيه استثمارات جديدة في النفط والغاز الطبيعي «أسهمت بشكل كبير في حالة الغموض هذه، والتي لديها القدرة على أن تؤدي إلى فوضى كبيرة في مجال الطاقة، وليس أمن الطاقة المنشود».
وذكرت رويترز هذا الأسبوع أن وجهات نظر الجانبين باتت متباعدة أكثر مما كانت عليه قبل 16 عاماً على الأقل.
وقرر تحالف أوبك+، الذي يضم منظمة الدول المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاء من بينهم روسيا، في عام 2022 التوقف عن استخدام بيانات وكالة الطاقة الدولية عند تقييم حالة سوق النفط.
واتفقت قرابة 200 دولة في مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ كوب 28 الذي استضافته دبي في ديسمبر الماضي على أن العالم يحتاج إلى التحول بعيداً عن الوقود الأحفوري.
وقالت وكالة الطاقة الدولية في عام 2021 إنه لا ينبغي للمستثمرين تمويل مشاريع جديدة متعلقة بإمدادات النفط والغاز والفحم إذا أراد العالم الوصول إلى صافي صفر انبعاثات بحلول منتصف القرن، في تحول عن دعوات سابقة لمزيد من الاستثمار.
وقالت أوبك «أكدت أوبك باستمرار التزامها باستقرار سوق النفط وأمن الإمدادات، ويشمل ذلك احتفاظ أعضائها بقدرات فائضة على نفقتهم الخاصة في حالة حدوث أي انقطاع غير متوقع في إمدادات النفط العالمية».
وتقول وكالة الطاقة الدولية إن زيادة استخدام الطاقة النظيفة هي الطريقة الأكثر فعالية للحكومات لتعزيز أمن الطاقة.