تراجع معدل التضخم في المملكة المتحدة بوتيرة أسرع من المتوقع ليصل إلى أدنى مستوى منذ 2021، ما سوف يؤدي لإبقاء البنك المركزي على مسار خفض معدلات الفائدة في وقت لاحق من هذا العام.
وأظهرت أرقام رسمية أن التضخم في بريطانيا تباطأ بأقل من المتوقع عند 3.4 % على أساس سنوي في فبراير من 4 % في يناير.
وعلى أساس شهري، ارتفع مؤشر أسعار المستهلكين الرئيس بنسبة 0.6 %، ليعود إلى المنطقة الإيجابية بعد قراءة 0.6- % في يناير.
وكان اقتصاديون استطلعت رويترز آراءهم توقعوا تضخماً سنوياً قدره 3.5 % لشهر فبراير، وشهرياً 0.7 %، وفقاً لبيانات LSEG.
ونقلت وكالة بلومبرج للأنباء عن مكتب الإحصاء الوطني القول، أمس، إن مؤشر أسعار المستهلكين ارتفع بنسبة 3.4 % في فبراير الماضي، مقارنة بالعام الماضي. وكان معدل التضخم قد ارتفع بنسبة 4 % خلال يناير الماضي.
وقال مكتب الإحصاءات الوطنية إن أكبر المساهمات الهبوطية جاءت من الأغذية والمطاعم والمقاهي، في حين أن أكبر الضغط الصعودي جاء من الإسكان والوقود.
وقال مكتب الإحصاءات الوطنية إن أسعار المواد الغذائية والمشروبات غير الكحولية ارتفعت بنسبة 5 % على أساس سنوي في فبراير، بتباطؤ من 7 % في يناير، وهو أدنى معدل سنوي منذ يناير 2022.
وأضاف المكتب: «انخفض المعدل للشهر الحادي عشر على التوالي من أعلى مستوى له مؤخراً عند 19.2 % في مارس 2023، وهو أعلى معدل سنوي شوهد منذ أكثر من 45 عاماً».
وكان محافظ البنك المركزي اندرو بايلي، قد أشار إلى أنه يحتاج إلى رؤية مزيد من الأدلة على تراجع الضغوط السعرية إلى الهدف المحدد وهو 2 % قبل أن يقرر خفض معدلات الفائدة.
ومن المتوقع أن يبقى المسؤولون على معدلات الفائدة عند أعلى مستوى منذ 16 عاماً عند 5.25 % في اجتماع اليوم.
مع اقتراب التضخم من هدفه وتباطؤ سوق العمل بدأ الخبراء بتقليص رهاناتهم بشأن خفض معدلات الفائدة، حيث تسود التوقعات أن يبقي بنك إنجلترا مستويات الفائدة عند 5.25% خلال اجتماع اليوم.
وذكر استطلاع أجرته City AM أن 61% من الاقتصاديين يتوقعون أن تبدأ أولى عمليات الخفض في يونيو المقبل، في حين توقع 9% أن يكون الخفض في شهر مايو، ورجح 62% من الخبراء أن يكون الخفض في شهر أغسطس.. ومع ذلك فإن بنك إنجلترا يراقب مختلف البيانات المتعلقة بالتضخم الذي يمضي بمسار هبوطي ونمو الضعيف وسوق العمل الذي سجل ارتفاعاً في معدل البطالة، بحسب شبكة «سي إن بي سي».
الإشارات المتضاربة حول الاقتصاد البريطاني تعني أن بنك إنجلترا من المرجح أن يستمر في التحرك بحذر والتوقعات الآن أن يبقى في حالة انتظار بيانات أقوى بشأن السيطرة على التضخم، وحتى ذلك الحين فإن معدلات الفائدة ستبقى بمستويات مرتفعة.
ويرى 48% من الاقتصاديين أن يخفض بنك إنجلترا معدلات الفائدة 3 مرات في عام 2024 في حين يرى 30% من الخبراء إمكانية حدوث أربع تخفيضات في هذا العام ويعتقد 9% منهم حدوث 5 تخفيضات ويرجح خبراء في معهد الشؤون الاقتصادية أن مستوى 4% لمعدلات الفائدة سيكون جيداً على المدى الطويل ويتسق بشكل عام معدل التضخم عند 2% ونمو بالنسبة ذاتها في الاقتصاد الحقيقي.