قال وزراء في مجموعة أوبك+، اليوم الخميس، إن المجموعة قد تعدل أحدث اتفاق لها بشأن إنتاج النفط، والذي يدعو إلى التراجع عن بعض تخفيضات الإنتاج في وقت لاحق هذا العام، إذا لزم الأمر، لدعم السوق، بعد تراجع أسعار النفط في أعقاب الإعلان عن الاتفاق.

وأشاد وزراء ومسؤولون كبار من مجموعة «أوبك+»، التي تضم أعضاء منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك)، وحلفاء من بينهم روسيا، في منتدى اقتصادي في سان بطرسبرغ، بالاتفاق، وقالوا إن توقعات الطلب على النفط إيجابية.

ووافق بعض أعضاء «أوبك+»، بما في ذلك روسيا، يوم الأحد، على الإلغاء التدريجي لقرارات الخفض الطوعية الإضافية، البالغة 2.2 مليون برميل يومياً، على مدى عام، يبدأ في أكتوبر حتى سبتمبر من العام المقبل. واتفقت «أوبك+» أيضاً على الإبقاء على تخفيضات أخرى تصل إلى 3.66 ملايين برميل يومياً حتى نهاية 2025.

ضغوط الإمدادات

وتراجع النفط هذا الأسبوع، إذ لامس خام برنت أدنى مستوى في 4 أشهر دون 77 دولاراً للبرميل يوم الثلاثاء، بسبب ضغوط من الشكوك حول تأثير زيادة الإمدادات، في حين تشهد السوق زيادة في الإنتاج من خارج أوبك+، ومخاوف بشأن مستويات الطلب.

وقال وزير الطاقة السعودي، الأمير عبد العزيز بن سلمان «إنه اتفاق مدته عام ونصف العام، به كل الآليات، وبعض الآليات ليست جديدة، ومارسناها من قبل... خاصة مسألة الوقف المؤقت أو الإلغاء».

وقال ألكسندر نوفاك نائب رئيس الوزراء الروسي، إن الاتفاق الحالي لتحالف «أوبك+» لمنتجي النفط، يساعد على تحقيق توازن بين العرض والطلب، ويحقق حالة من اليقين في أسواق الطاقة.

وأضاف أن المجموعة قد تعدل الاتفاق الحالي لدعم السوق، إن لزم الأمر.

وقال نوفاك، وهو يجلس إلى جانب وزير الطاقة السعودي، ومجموعة من الضيوف الكبار، خلال المنتدى الاقتصادي في سان بطرسبرغ «ومع ذلك، نحن مستعدون للتفاعل بسرعة مع حالات الغموض في السوق».

وجرى تداول خام برنت يوم الخميس بأعلى من 78 دولاراً للبرميل، مستفيداً من تزايد توقعات خفض مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي) لأسعار الفائدة.

طلب قوي

ودافع هيثم الغيص الأمين العام لأوبك في حديث في سان بطرسبرغ، عن التعديلات الأحدث على اتفاق «أوبك+»، بشأن مستويات إنتاج النفط، ووصفها بأنها ناجحة، وأبدى تفاؤله حيال استمرار الطلب القوي على النفط، وأرجع هذا إلى تعافي حركة السفر.

ويخفض أعضاء «أوبك+»، البالغ عددهم 22 دولة، حالياً، الإنتاج بإجمالي 5.86 ملايين برميل يومياً، أو ما يعادل 5.7 % من الطلب العالمي.

وكان اجتماع الأحد مختلفاً، لأن أعضاء «أوبك+» الثمانية الذين ينفذون خفضاً إضافياً قدره 2.2 مليون برميل يومياً، اجتمعوا بشكل مباشر في الرياض، بينما انضم أعضاء آخرون إلى المحادثات عبر الإنترنت.

وقال وزير الطاقة الإماراتي، سهيل المزروعي، في المنتدى «أود أن أسميهم «الثمانية الكبار»»، في إشارة إلى مجموعة من الدول تضم أيضاً السعودية وروسيا والجزائر وقازاخستان والكويت وسلطنة عمان والعراق.

وحصلت الإمارات على هدف إنتاج أعلى ضمن اتفاق يوم الأحد، ليعكس جهودها لتعزيز الطاقة الإنتاجية. وتثير مسألة الحصص جدلاً بالنسبة لـ «أوبك+» وهو ما دفع أنغولا العام الماضي إلى ترك المجموعة.

وأضاف الوزير أن الإمارات ملتزمة تجاه تحالف «أوبك+»، لمنتجي النفط، وكذلك تجاه المستهلكين والسوق، على الرغم من أن بعض التقارير الإعلامية تشير إلى خلاف ذلك.

وأوضح نوفاك للصحافيين أن روسيا تعمل على تحديد طاقتها الإنتاجية للنفط بحلول خريف العام المقبل. وأرجأت «أوبك+»، يوم الأحد، المناقشات بشأن الطاقة الإنتاجية حتى نوفمبر 2025.

وفي محاولة لتهدئة الخلافات، كلفت المجموعة ثلاث شركات استشارية مستقلة، هي وود ماكنزي وآي.إتش.إس وريستاد، بتقييم قدرات الدول الأعضاء.