كشفت دراسة حديثة أن حوالي 90 % من الشركات عالمياً تستخدم الذكاء الاصطناعي، بينما كانت التحديات التكنولوجية والنقص في الكفاءات أبرز المعوقات.

جاء ذلك في تقرير بعنوان «واقع الذكاء الاصطناعي المؤسسي والبنية التحتية الحديثة للبيانات» أجرتها «كلاوديرا».

كما تطرق إلى خطط اعتماد الذكاء الاصطناعي، وحالة البنية التحتية للبيانات، وفوائد إدارة البيانات الهجينة فيما يتعلق بتبني الذكاء الاصطناعي في المؤسسات. وكشف الاستطلاع أنه على الرغم من اعتماد الأغلبية العظمى للشركات للذكاء الاصطناعي بطريقة ما (88 %)، إلا أن العديد منها يفتقر إلى البنية التحتية للبيانات والمهارات اللازمة للموظفين للاستفادة الكاملة من إمكاناته.

كما تشهد قطاعات محددة مثل التكنولوجيا المالية والنقل والذكاء الاصطناعي العاطفي في مجال البيع بالتجزئة تقدماً ملحوظاً في مجال الذكاء الاصطناعي، حيث يتوقع 61 % من المسؤولين التنفيذيين في الشرق الأوسط تحقيق زيادة في الإنتاجية تتجاوز 10% من الذكاء الاصطناعي والذكاء الاصطناعي التوليدي في عام 2024.

وقال كريم عازار، نائب الرئيس الإقليمي للشرق الأوسط وتركيا في كلاوديرا: «تشهد منطقة الشرق الأوسط تحولاً سريعاً من مبادرات الذكاء الاصطناعي التجريبية إلى التطبيقات الموسعة، مع إمكانات كبيرة لتعزيز الإنتاجية وتحقيق النمو الاقتصادي. ومع تسارع اعتماد الذكاء الاصطناعي، والذي من المتوقع أن يسهم بما يصل إلى 150 مليار دولار في الناتج المحلي الإجمالي لدول الخليج، تدرك المؤسسات بشكل متزايد أهمية البنية التحتية القوية للبيانات. نحن في «كلاوديرا» ملتزمون بتمكين الشركات في المنطقة من خلال منصتنا الهجينة، مما يضمن قدرتها على الاستفادة بشكل فعال من قدرات البيانات والذكاء الاصطناعي الخاصة بها، لتحقيق أهدافها الاستراتيجية ومواجهة تعقيدات التحول الرقمي».

كشفت دراسة «كلاوديرا» حول الذكاء الاصطناعي أن التحديات الرئيسية،التي تواجه اعتماد هذه التقنية تتمثل في المخاوف المتعلقة بالأمن والامتثال (74 %)، ونقص الكفاءات والتدريب اللازمين لإدارة أدوات الذكاء الاصطناعي (38 %)، والتكاليف المرتفعة لهذه الأدوات ( 26%)، وتشير هذه النتائج إلى وجود فجوات كبيرة في استراتيجيات الذكاء الاصطناعي لدى العديد من المؤسسات على الرغم من سرعة انتشار هذه التقنية.

كما خلصت الدراسة إلى أن جميع مبادرات الذكاء الاصطناعي مرتبطة بشكل أساسي بموثوقية البيانات. وعلى الرغم من ثقة 94 % من المشاركين في بياناتهم أبدى 55 % منهم تذمراً من صعوبة الوصول إلى كامل البيانات التابعة لشركاتهم. ويعزى هذا الإحباط إلى تحديات منها البيانات المتناقضة (49 %)، وعدم القدرة على التحكم بالبيانات عبر المنصات (36 %)، ووجود فائض من البيانات (35 %). تشير هذه المعوقات إلى افتقار العديد من المؤسسات إلى بنية بيانات حديثة تتيح الوصول الآمن والسهل والموثوق للبيانات على مستوى المؤسسة، بغض النظر عن موقعها.

كما أبرزت الدراسة أن أهم تطبيقات الذكاء الاصطناعي تتمثل في أتمتة وتحسين العمليات التشغيلية، تطوير روبوتات محادثة قادرة على تقديم دعم فوري وفعال للعملاء في الخطوط الأمامية، والاستفادة من التحليلات لدعم اتخاذ القرارات. كما ركزت على أهمية الذكاء الاصطناعي في تحسين تجربة العملاء (60 %)، وتعزيز الكفاءة التشغيلية (57 %)، وتسريع التحليلات (51 %).

 

تحسين تجربة العملاء:

تسعى الشركات إلى تعزيز تجربة العملاء من خلال تطبيق تقنيات الذكاء الاصطناعي في مجالات الأمن والكشف عن الاحتيال (59 %)، وأتمتة خدمات الدعم (58 %)، والاستفادة من خدمة العملاء الاستباقية (57 %)، وتطوير روبوتات المحادثة (55 %).

 

تعزيز الكفاءة التشغيلية:

يتم دمج الذكاء الاصطناعي في مختلف جوانب الأعمال، وأظهرت الدراسة أن استخدام الذكاء الاصطناعي يتجاوز أقسام تكنولوجيا المعلومات، حيث يستخدمه 52 % من المشاركين في خدمة العملاء، مثل تحسين روبوتات المحادثة، و45 % في التسويق، مثل تحليل بيانات مراكز الاتصال لتقديم عروض ترويجية مستهدفة.

 

تسريع التحليلات:

يوفر الوصول السريع والدقيق إلى التحليلات دعماً أفضل لاتخاذ القرارات، مما يمنح الشركات التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي ميزة تنافسية، حيث أكد حوالي 80 % من المشاركين أهمية استخدام جميع البيانات المتاحة لاتخاذ قرارات تجارية مدروسة. وتعتبر هذه البيانات ذات قيمة استراتيجية، مما يبرز أهمية الوصول الكامل إلى بيانات المؤسسة.

 

المنهجية

شملت الدراسة، التي أجرتها شركة «ريسرش سكيب» بتكليف من «كلاوديرا»، 600 من رواد تكنولوجيا المعلومات في الولايات المتحدة وأوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا وآسيا والمحيط الهادئ العاملين في شركات تضم أكثر من 1000 موظف. وتم إجراء الاستبيان في أبريل ومايو 2024، وتم تعديل نتائج الدراسة، لتعكس الناتج المحلي الإجمالي للدول المشمولة.