أرسلت شركة أمازون العالمية رسالة إلى موظفيها، مطلع الأسبوع، تخطرهم فيها بضرورة العودة إلى مكاتبهم أو سيتم تحويلهم إلى نظام الدوام الجزئي، لاحقة بركب العديد من شركات التكنولوجيا التي اتخذت القرار المماثل، فيما بدا وكأنه أفول لثقافة "العمل من المنزل" بعد نحو 4 أعوام على بلوغها الذروة مع جائحة كورونا.
وفرضت ظروف الحجر الصحي خلال الجائحة طريقة "العمل من المنزل" في معظم أنحاء العالم، وانتشرت سريعاً كحل عملي في ظل الإغلاق الذي فرضته معظم دول العالم في تلك الفترة.
وحتى بعد انتهاء الجائحة، استمرت سياسة العمل من المنزل في الازدهار، حتى أن الكثيرين اعتبروا أنه زمن انحسار العمل المكتبي لقطاعات معينة.
لكن مؤخراً، بدأت العديد من المؤسسات العالمية الكبرى مثل جي بي مورجان وجولدمان ساكس في مراجعة هذه السياسة، حيث رأت إداراتها أن العمل من المكتب يزيد من الإنتاجية ويحسن كثيراً من الترابط والتعاون بين الزملاء ويقوي مهارات العمل الجماعي بين الموظفين.
إليكم أبرز الشركات والمؤسسات العالمية التي اتخذت قراراً بإلغاء سياسة العمل من المنزل والعودة إلى المكاتب، سواء جزئياً أو كلياً، وذلك وفقاً لموقع بيزنس إنسايدر.
أبل
في أغسطس 2022، طالب المديرون القادة في شركة أبل موظفيهم بالعمل من المكتب ثلاثة أيام في الأسبوع. وقال تيم كوك الرئيس التنفيذي لأبل إن القرار اتخذ من أجل إعادة الروابط بين الموظفين إلى مستوياته السابقة.
وعلى الرغم من أن موظفين عدة في الشركة طالبوا باستمرار سياسة العمل من المنزل، زاعمين أنهم قادرون على القيام بعمل استثنائي من المنزل، فإن الشركة تمسكت بقرارها حتى يومنا هذا.
جوجل
في مارس 2022، أرسلت جوجل إلى موظفيها في سان فرانسيسكو وبعض المقرات الأخرى في الولايات المتحدة الأمريكية تطلب منهم الرجوع إلى المكتب لثلاثة أيام في الأسبوع على الأقل، قبل أن تقوم بالتضييق عليهم أكثر والتأكيد على أن الحضور لمقر العمل سيكون عاملاً أساسياً في تقييمات الأداء.
وفي مذكرة لفيونا شيكوني مديرة شؤون الأفراد في جوجل، ذُكر بوضوح أن "من الآن فصاعداً سيتم اعتبار العمل من المنزل أمراً استثنائياً".
ميتا
في سبتمبر 2023، حدثت شركة ميتا، المالكة لفيسبوك وواتساب، سياستها الخاصة بالعمل من المنزل وطلبت من موظفيها العمل من المكتب 3 أيام أسبوعياً، كما توقفت عن إضافة العمل عن بعد إلى عقود التوظيف الجديدة.
وفي يونيو من العام الجاري، أخطرت الشركة موظفيها أنه سيتم متابعة حضورهم بشكل يومين، محذرة من أن الفشل في الالتزام بذلك قد يؤدي إلى إنهاء التعاقد.
تسلا
في يونيو 2022، أرسل إيلون ماسك إلى موظفيه رسالة بعنوان "سياسة العودة الإجبارية إلى المكتب"، حيث اشتملت على كلمات صارمة مثل "إذا لم تظهر في المكتب فسوف نفترض أنك قدمت استقالتك"، ومؤكدة على أن كل موظف عليه أن يعمل 40 ساعة أسبوعياً على الأقل.
ويملك ماسك أراءً واضحة فيما يتعلق بالعمل من المنزل، حيث يرى أنه "خطأ أخلاقياً"، مشيراً إلى ظهوره المستمر في مصانع تسلا، حيث قال: "لو لم أفعل ذلك، لكانت تسلا أفلست من زمن بعيد".
ديزني
في مذكرة عام 2023، أخطر بوب إيجر الرئيس التنفيذ لشركة ديزني العاملين أن عليهم العودة إلى مكاتبهم 4 أيام أسبوعياً على الأقل، وهو ما دفع حوالي 2300 موظف بالشركة إلى توقيع عريضة تطالب بإعادة النظر في القرار، جاء فيها وفقاً لصحيفة ذا واشنطن بوست: "هذه السياسة سوف تبطئ مرحلة التعافي من الجائحة والنمو، وذلك من خلال خلق نقص في الموارد والتسبب في خسارة المعرفة المؤسسية التي لا يمكن تعويضها".
زووم
صدق أو لا تصدق، حتى الشركة التي بنت معظم نجاحاتها من فكرة العمل عن بعد، تخلت عن هذه السياسة مع موظفيها.. نتحدث هنا عن شركة زووم التي يعتبر تطبيقها لمحادثات الفيديو هو أساس العمل عن بعد.
في 2022، لم يكن أكثر من 2% من موظفي زووم يعملون من المكتب، ولكن مع أواخر العام الماضي، طالبت الشركة بالعودة إلى المكتب يومين على الأقل أسبوعياً، وذلك لمن يقطنون في دائرة قطرها 50 ميلاً أو أقل من مقر الشركة.
وصدق من قال إذا كان رب العمل عن بعد ضاربا، فشيمة أهل الشركات العمل من المكتب!