يعتقد كثير من الخبراء في قطاع الطيران أن تسليح أو تزويد الطائرة بكاملها من الأنف وحتى الذيل بالتقنيات الحديثة لا تقتصر فوائده على توفير تجربة مثمرة للمسافرين، بل أيضاً تضمن أعلى معايير الأمان للطائرة وخاصة أنظمة التتبع الحديثة بعد اختفاء الطائرة الماليزية.

ويقول الخبراء إن التكنولوجيا أحدثت ثورة فعلية في قطاع الطيران والتغييرات، التي طالت القطاع خلال السنوات العشر الماضية لم تحدث في كامل تاريخ الصناع،ة الذي يمتد لأكثر من 100 عام.

ولعل أبرز المستفيدين من هذه الثورة سيكون المسافر نفسه الذي يطالب بخدمات اتصال عالية منها الواي فاي، للبقاء على تواصل مع عمله ومعارفه، فضلاً عن خدمات الاتصال العادية من مكالمات ورسائل نصية قصيرة.

لكن أبرز المزايا التي تتوفر في هذا الشأن سيكون كمية البيانات الضخمة، التي تتوفر سواء للمسافرين وشركات الطيران والمطارات على حد سواء وجميعها تصب في صالح صناعة الطيران.

وعلى سبيل المثال تقول شركة اون إير المتخصصة في المكالمات داخل الطائرة إن أكثر من 13 مليون مسافر أجروا مكالمات عبر خدماتها في العام الماضي وهي شركة ترتبط اليوم باتفاقيات مع 375 شركة مشغلة للهاتف عبر العالم في أكثر من 100 دولة.

ويؤكد خبراء الصناعة أن الطائرات الحديثة اليوم تحمل كمية بيانات هائلة وتتمتع بمقومات تقنية عالية بما فيها أجهزة تضمن للشركات رحلات جوية آمنة وبالوقت نفسه تجربة سفر تتجاوز توقعات الركاب وهم محور عمل شركات الطيران.

ومع توفر كمية البيانات الهائلة يمكن توفير خدمات التحميل والتنزيل في الطائرة والمطار أيضاً وتحسين تجارب السفر، بما فيها خدمات الأمتعة وبيانات المسافرين في المطارات قبل وصولهم إليها، بما يضمن انسياب أفضل لحركة الركاب داخل المطار.

وما يعزز هذا التوجه ظهور ما يعرف بـ« إنترنت الأشياء» التي ستسمح بمزيد من خدمات الاتصال والربط، بحيث يبقى المسافر متصلاً سواء داخل الطائرة أو في المطار. وتشير الإحصاءات إلى أنه بحلول عام 2020 سيكون هناك 26 مليار جهاز مربوط بشبكة الإنترنت علماً بأن أكثر من 85% من المسافرين يحملون اليوم أجهزة هاتف ذكية.

ومع تطور التكنولوجيا في الطائرات وانفجار البيانات الكبيرة وخدمات الإنترنت فمن الممكن أن تصبح أنظمة الترفيه الحالية قديمة وخاصة شاشات المقاعد، مع توفر المزيد من خيارات الترفيه والاتصال للمسافرين.