بدأت التوجهات الحكومية لدفع الشباب المواطن إلى دخول معترك القطاع الخاص، وتأسيس مشاريعهم الخاصة تؤتي أكلها، ومعها تنوعت الإبداعات الشبابية المهنية في الفترة الأخيرة، في إطار التنافس لكسب الربح، وهو ما أغرى الشباب المواطن في المناطق النامية من الدولة، لخوض التجربة بكل تحدياتها، أسوة بشباب المدن، لكن الأهم، عدم اعتمادهم على العمالة الخارجية، بل تقديم الخدمات للزبائن بأنفسهم.
مواكبة الجديد
مجموعة من شباب الشليلة والرحبة في إمارة أبوظبي، سعت إلى مواكبة كل ما هو جديد وعصري في عالم التجارة، فتميز أفرادها بتقديم مشروبات، امتزجت فيها النكهة مع الطعم واللون، والأجمل من هذا كله، أن الخدمات للزبائن ومزج المشروبات كلها، تصنع بإشرافهم وبأسعار جداً اقتصادية، إذ تبدأ اللائحة من 10 دراهم.
هؤلاء الشباب اعتمدوا على دخلهم الخاص في افتتاح محلاتهم هذه، التي تستقطب العملاء من مختلف المناطق والإمارات، إضافة لشباب من دول الخليج، وليس هذا فقط، بل جاءوا بمسميات جميلة لعناوين محلاتهم ومشروباتهم، وهذا ما وجدناه لدى جابر الياسي صاحب محل «مكس بيري» للمشروبات، الذي قال لـ«البيان الاقتصادي»، قمنا بهذا المشروع أنا وشريكي إبراهيم يوسف الحمادي منذ عام، والفكرة انطلقت من أن الباحثين عن المشروبات لذيذة الطعم، لا يجدونها إلا في المدن أو المقاهي التي تبعد كثيراً عن منازلهم، وتحديداً سكان منطقة الشليلة، التي تفتقد لمثل هذه الخدمات، فبادرنا بوضع خطة لدراسة جدوى المشروع.
يضيف: بعد افتتاح المحل، قمنا بتدريب العمالة على كيفية مزج العصائر من مكوناتها الطبيعية، كالفواكه والمشروبات الغازية بألوان متنوعة يحبها الجيل الجديد بشكل كبير، حيث لاقى المحل إقبالاً كبيراً منذ أول يوم على افتتاحه، عازياً الفضل للإشراف الذاتي، ومن ثم توجيهات الجهات الرقابية.
وتابع: في شهر رمضان الفضيل، نقدم مشروبي الفيمتو واللبن، حيث لاقى اللبن إقبالاً كبيراً، ما يدفعنا حالياً لوضع خطط جديدة لرمضان المقبل، مع البحث في توفير حلويات لذيذة، تلبي متطلبات المنطقة في الفترة المقبلة، لافتاً إلى أن جميع مسميات المشروبات والآيس كريمات من قبلنا، وجميعها تأتي خفيفة ونادرة، حتى تلفت سمع ونظر القارئ.
أما الشقيقان صالح وجاسم الحمادي، مالكا محل «دقيقة» للمشروبات في الرحبة، فقد واتتهما الفكرة من شريك لديه مثل هذا المشروع في القرية العالمية، وها هما يتبادلان الدوام في تقديم الطلبات للعملاء، مع ابن خالتهما منذ الصباح إلى فترة المساء.
وآخر ما توصلا إليه، تقديم المشروبات بالدخان، الذي يهتم به الجيل الجديد، ويتباهون بالتصوير على «إنستغرام» ومواقع التواصل الاجتماعي.
جيل جديد
وعن مثل هذه التوجهات لشباب مناطق ضواحي أبوظبي، قالت راية خميس المحرزي نائب رئيس جمعية الإمارات لحماية المستهلك، التي تقطن في منطقة الباهية المجاورة للمنطقتين، إن الإبداعات التي قدمها الشباب في هذين المشروعين، لبى العديد من الحاجات لدى الجيل الجديد، وأنهم بالفعل تمكنوا من توفير مصدر دخل آخر إلى جانب الراتب.