ستتوقف البنوك المركزية في منطقة اليورو، باستثناء ألمانيا والنمسا، عن إصدار أوراق نقدية بقيمة 500 يورو.
فحتى وإن كان الكثيرون لم يستخدموها أبداً، بعد مرور سبعة عشر عامًا على وجودها، فإن الورقة الأرجوانية البالغة قيمتها 500 يورو تعيش لحظاتها الأخيرة، فابتداء من يوم الاحد سيتوقف 17 من 19 بنكا مركزيا في أوروبا عن إصدارها، وستلتحق ألمانيا والنمسا بالركب في أبريل.
وطمأن البنك المركزي الأوروبي من يكتنزون هذه الورقة القيمة، بأنه سيظل بإمكانهم استبدالها في البنوك المركزية في منطقة اليورو والاستمرار في استخدامها كوسيلة للدفع في الوقت الحاضر وحتى تاريخ لا يزال غير محدد، أي إن قيمتها تبقى مضمونة، حتى إشعار آخر.
يذكر أن ورقة 500 يورو طرحت للتداول العام 2002، وأصبحت منذ ذلك الحين العملة المفضلة للعمليات غير الشرعية، حيث أصبحت تمثل 2.4% من كتلة النقد المتداول من أوراق اليورو والبالغة (521 مليون ورقة)؛ أي ما يقرب من 20% من القيمة التراكمية لجميع الأوراق النقدية باليورو، أو ما يقرب 261 مليار يورو في نهاية العام 2018، وفقا للبنك المركزي الأوروبي.
يذكر أن اليوروبول كشفت عن حقيبة مهربة تحتوي على مليون يورو بقطع من 500 تزن فقط حوالي 2.2 كيلوجرام!، كما أن البنك المركزي الأوروبي (ECB)، الذي أصدر في مايو 2016 مرسوم وفاة بقيمة 500 يورو، يعتقد أن الناس تتجه أكثر فأكثر نحو عدم استعمال النقد في الدفع، خاصة في العمليات الكبيرة وبالتالي لم يصبح لوجودها مبرر، كون وسائل الدفع الجديدة أكثر أمانًا للمستخدمين الذين لم يعودوا بحاجة إلى حمل المال في جيوبهم، كما يمكن تتبع المعاملات كجزء من التحقيق.
ومع ذلك لم يكن قرار إعدام هذه الورقة النقدية في منطقة اليورو بالاجماع، ففي ألمانيا لا يزال المستهلكون مرتبطين للغاية بالدفعات النقدية، بما في ذلك المشتريات الكبيرة مثل أجهزة الكمبيوتر وحتى السيارات. وقبل إدخال اليورو في العام 2002، كانت الألمان يستعملون ورقة نقدية بقيمة 1000 مارك لتسديد فواتير مشترياتهم، وفق صحيفة "لوباريزيان" الفرنسية.