قال الدكتور عبد اللـه عبد العزيز النجار رئيس المؤسسة العربية للعلوم والتكنولوجيا: إن المؤسسة افتتحت فرعاً ومكتباً تمثيلياً لها في "مدينة إفريقيا التكنولوجية بالخرطوم"، في إطار سياستها الداعمة للعلوم والتكنولوجيا في الدول العربية عامة، والسودان الشقيق خلال هذه المرحلة، موضحاً أن هذا القرار يأتي متسقاً مع سياسة وبرامج المؤسسة. ويأتي افتتاح المكتب، الذي سيشرف عليه، الدكتور أسامة عوض الكريم عوض من مجلس إدارة المؤسسة، البروفيسور بكلية الهندسة جامعة ولاية بنسلفانيا الأميركية، بعد توقيع مذكرة تفاهم مع "مدينة إفريقيا التكنولوجية بالخرطوم" ومثلها مديرها العام الدكتور أسامة عبد الوهاب ريس، وتم اختيار الدكتور أحمد عبيد حسن ليكون مديراًَ لمكتب المؤسسة في الخرطوم. ويصاحب الإعلان عن افتتاح هذا المكتب، احتفال السودان بعيد الاستقلال.

وأكد الدكتور عبد اللـه عبد العزيز النجار أن المؤسسة العربية للعلوم والتكنولوجيا تهدف إلى خدمة أمتنا العربية وأهدافها العروبية التنموية وبناء مجتمع واقتصاد المعرفة، ومن ثم دعم الجهود العربية لدفع عجلة التنمية المستدامة في السودان، الذي يعد بمثابة البوابة الجنوبية للوطن العربي. وهناك مشاريع تنموية طموحة سيتم الإعلان عنها لاحقاً، تم الحصول فيها على رعاية ودعم جامعة الدول العربية، مؤكداً أن الجهود التنموية وعلاقات الجوار التعاونية، هي السبيل لتحقيق الاستقرار، ومصالح الشعب السوداني في الجنوب والشمال، بعيداً عن الصرعات، مشيراً إلى أن السودان تتوافر فيه موارد وثروات طبيعية هائلة، والمؤسسة في سبيل وضع خطة أولويات، تتمكن من خلال توظيف العلوم والتكنولوجيا، من توظيف الطاقات الريادية الخلاقة للشباب، والاستثمار الأمثل للموارد الطبيعية من مياه وأراض زراعية وطاقة وخاصة المتجددة وغيرها من الموارد الطبيعية، ودعم المرأة السودانية في العلوم والتكنولوجيا، وتوفير البيئة المناسبة للمشاريع الصغيرة والمتوسطة للتطور والنمو، وتطوير سياسات العلوم والتكنولوجيا، ودعم العلماء والباحثين والمخترعين السودانيين.

السودان «أرض بكر»

في سياق متصل، أكد الدكتور أسامة عبدالوهاب ريس المدير العام لمدينة إفريقيا التكنولوجية في الخرطوم أن المؤسسة العربية للعلوم والتكنولوجيا تتمتع بمكانة عربية ودولية، تمكنها من دعم برامج التنمية الاقتصادية والمجتمعية المعتمدة على العلم، وخاصة أن السودان "أرض بكر"، وهناك طاقات كثيرة معطلة زراعياً وصناعياً وتعليمياً وتعدينياً وبحثياً وغيرها من المجالات. وننتظر أن يساعدنا توظيف العلوم والتكنولوجيا على استثمارها بما يحقق مصلحة الشعب السوداني، وخاصة أننا نعمل على تحويل الأفكار إلى قيمة والابتكار إلى تنمية، وهذا من صميم أهداف وبرامج المؤسسة.

الاستعانة بخبرات العلماء

من جانبه، أوضح الدكتور أسامة عوض الكريم الأستاذ بكلية الهندسة جامعة بنسلفانيا الأميركية والمشرف على مكتب المؤسسة في الخرطوم أنه حان الوقت للاهتمام الحقيقي بالسودان، الذي يمكن أن يمثل إضافة حقيقية للمنطقة العربية، وخاصة أن النوايا أصبحت خالصة وقوية للعلماء والرياديين العرب داخل الدول العربية وفي الغرب، والاستفادة من خبراتهم الدولية، للمساهمة في جهود تنمية السودان لمصلحة أبنائه، بحيث تساعد العلوم والتكنولوجيا في تطوير الأسواق.

الخريطة عربياً وغربياً

من جانبها، أوضحت الدكتورة غادة محمد عامر نائب رئيس المؤسسة العربية للعلوم والتكنولوجيا أن هناك مشاريع طموحة ذات أبعاد إقليمية ودولية، ستنفذها المؤسسة في السودان، منها الإعداد لتنظيم المؤتمر الثاني للمرأة العربية في العلوم والتكنولوجيا، بعد أن استضافت دبي المؤتمر الأول بدولة الإمارات العربية المتحدة، موضحةً أن هذا المكتب الجديد بالخرطرم سيضاف إلى خريطة مكاتب المؤسسة العربية للعلوم والتكنولوجيا في الدول العربية، والمتواجدة في دولة الإمارات العربية المتحدة حيث المقر الرئيسي، ومكاتب تمثيلية في: العراق، الأردن، مصر، ليبيا، تونس والمغرب، بالإضافة إلى مكتب تمثيلي في العاصمة الأميركية واشنطن. وتخطط المؤسسة قريباً لفتح مكتبين في السعودية وسورية. وأكد الدكتور أحمد عبيد حسن مدير المكتب بالخرطوم أن دراسة المجتمع السوداني كشفت أن المستقبل للتنمية المعتمدة على المعرفة، وأن توظيف موارد السودان، يجب أن يحقق تراكماً في الثروات للأجيال الحالية والقادمة، عبر رعاية رواد الأعمال والمبتكرين، والتأكيد على مشاركة المرأة في الجهود التنموية. ومكتب المؤسسة في الخرطوم يمثل دعماً قوياً لتحقيق هذه الأهداف.