تنشر شركة تدوير رائدة معالجة النفايات في الإمارات والشرق الأوسط والتي تتخذ من دبي مقراً لها دراسات تثقيفية على صفحات البيان الاقتصادي بهدف توسيع معارف القراء والمتابعين بأهمية التدوير على مختلف الأصعدة، الاجتماعية والاقتصادية في مواكبة منها لتوجهات الإمارات على صعيد حماية البيئة وتوجهات حكومة دبي بالتحول إلى الاقتصاد الأخضر ودعماً لجهود بلدية دبي في نشر المعرفة البيئية والتعريف بأفضل الممارسات العالمية...
وإلى تفاصيل الحلقة الثالثة التي تسلط الضوء على الفرص الصناعية التي تنطوي عليها صناعة إدارة تدوير النفايات وضرورة التشجيع الحكومي لشريحة الشباب الراغب بالانخراط في الأعمال التجارية ومن ضمنها الصناعات المرتبطة بصناعة إعادة التدوير.
تقول شركة تدوير يمكن إقامة العديد من الصناعات الصغيرة المرتبطة باعادة تدوير المخلفات، وذلك بهدف تعظيم الاستفادة من المواد الخام وتحقيق الاتزان البيئي وخلق فرص عمل جديدة. وفيما يلي بعض الأمثلة للصناعات التي يمكن أن تعتمد على تدوير المخلفات:
اولاً: صناعات تقوم على مخلفات الصناعات الغذائية:إذ يمكن إقامة العديد من الصناعات على مخلفات الصناعات الغذائية مثل مخلفات صناعة السكر والخضار والفاكهة وصناعة الألبان، حيث يمكن الاستفادة من هذه المخلفات في إنتاج حمض الستريك والعلف الحيواني...إلخ.
ثانياً: صناعات تقوم على مخلفات الصناعات الهندسية والمعدنية:و ينتج عن هذه الصناعات العديد من المخلفات مثل البلاستك والمطاط والمعادن، ويمكن إقامة العديد من الصناعات الصغيرة لتدوير هذه المخلفات مثل تدوير البلاستك أو تصنيع مخلفات المطاط لإنتاج عدة منتجات مثل خراطيم المياه، كما يمكن تجهيز مخلفات المعادن بصورة يمكن معها إعادة استخدامها-عن طريق تصنيفها وكبسها مثلاً، لسهولة النقل والتداول- في كثير من الصناعات.
ثالثاً: صناعات تقوم على المخلفات الزراعية: وتعد المخلفات الزراعية والمحاصيل غير الناضجة أو التي زاد نضجها، تعتبر ثروة يجب الاستفادة منها وتصنيعها وإعادة تدويرها وإقامة الكثير من الصناعات الصغيرة عليها (مثال ذلك الأعلاف الحيوانية ومواد إنتاج السكريات- والغاز والأسمدة الحيوية وغيرها).
رابعاً: صناعات تقوم على المخلفات المنزلية: تنتج الكثير من المخلفات المنزلية أو الفندقية أو المكتبية التي يمكن إعادة تدويرها مثل الزجاج والصفيح والورق والكرتون، ويمكن إقامة العديد من الصناعات وإعادة تدوير هذه المخلفات. ولتطوير هذه الصناعات القائمة على تدوير المخلفات يجب اتخاذ الخطوات التالية:
1. تقييم التقنيات المستخدمة حالياً في تدوير المخلفات واستخدام تقنيات حديثة مناسبة للمشروعات الصغيرة مع عمل دراسات للتسويق.
2. تقديم تصميمات للمشروعات المقترحة متضمنة أساليب تطوير التقنيات الموجودة حالياً تؤدي إلى تقليل الأثر البيئي السلبي للأنشطة البشرية، على أن تكون هذه التقنيات بدورها متوافقة مع قوانين البيئة. أما الطرق الميكانيكية لمعالجة النفايات فهي :
إعادة تدوير الورق
تعتبر عملية إعادة تدوير الورق عملية اقتصادية من الدرجة الأولى، وذلك لأن هذه العملية توفر كميات هائلة من المياه والطاقة. حيث إن إنتاج طن ورق من المخلفات الورقية يوفر 4،100 كيلو وات ساعة طاقة وكذلك 28 متراً مكعباً من المياه، بالإضافة إلى الخامات الأولية التي تستخدم في صناعة لب الورق إما أشجار أو مواد سليليولوزية ناتجة من المخلفات الزراعية.
ويتكون خط تحويل المخلفات الورقية في حالة الصناعات الصغيرة من ماكينة تقطيع الورق وذلك لزادة المساحة السطحية ثم تحويلها إلى عجينة ورق من خلال ماكينة عجانة الورق حيث يتم تحويل قطع الورق إلى لب الورق. وتوضع بعد ذلك عجينة الورق في أحواض كبيرة لخلطها بنسبة مياه تصل إلى 95% طبقاً للسمك المطلوب للورق لتحويلها إلى نماذج ورقية بواسطة براويز خشبية طبقاً للأبعاد المطلوبة ثم يتم بعد ذلك فرد الورق.
إعادة تدوير البلاستك
ينقسم البلاستيك إلى أنواع عديدة ولكن يمكن تجميعها إلى نوعين رئيسيين وهما البلاستيك الناشف (مثل زجاجات الخل والزيت) وأكياس البلاستيك، ويجب مراعاة تجميع كل نوع من أنواع البلاستيك مثل بولي إثيلين PE وبولي بروبيلين PP وبوليستيرين PS وبولي فينيل كلورايد PVC، على حدة حتى يتم تشكيله بعد ذلك لإنتاج منتج نهائي ذو خواص ميكانيكية وكيميائية تصلح للاستخدامات المختلفة مثل مشابك الغسيل وأكياس القمامة والشماعات وخراطيم البلاستيك...إلخ.
لذلك يتم أولاً فرز كل نوع من أنواع البلاستيك على حدة قبل إعادة التدوير ثم يتم غسيل البلاستيك بمادة الصودا الكاوية مضافاً إليها الماء الساخن، ثم بعد ذلك يتم تكسير البلاستيك إذا كان من النوع الناشف أو بلورته في ماكينات البلورة إذا كان من النوع الذي تصنع منه الأكياس Thin Film Plastic.
وبعد مرحلة التكسير يؤخذ ناتج التكسير إلى ماكينات الحقن لإنتاج منتجات جديدة مختلفة مثل الشماعات والمشابك، طبقاً لنوع القالب المستخدم.
كما يمكن تصنيع خراطيم الكهرباء أو يمكن عمل خرز وذلك عن طريق ماكينة التخريز والذي يتم بيعة لمصانع البلاستيك حيث يضاف بنسبة معينة إلى المواد الخام المستخدمة. ولا ينصح باستخدام البلاستيك المعاد تدويره لإنتاج أي منتجات تتعامل مع المواد الغذائية.
ويمكن تصنيع أكياس البلاستيك اللازمة للمخلفات الخطرة والمخلفات غير الخطرة وذلك عن طريق ضبط سمك الكيس وعرضه ولونه حيث يستلزم سمكاً أكبر للمخلفات الخطرة عن تلك المستخدمة للمخلفات غير الخطرة.
إعادة تدوير القماش
تمثل مخلفات القماش نسبة قليلة من المخلفات الصلبة ولكن يمكن الاستفادة منها وذلك بعمل السجاد أو بعض المفروشات ذات التصميمات الخاصة التي تعتمد على فضلات القماش ونوعياتها وألوانها. كما يمكن إنتاج قطن قليل الجودة وذلك عن طريق استخدام ماكينات تتكون من اسطوانتين تدور كل واحدة عكس اتجاه الأخرى ومزودتين بمسامير لفك الأنسجة الطولية من الأنسجة العرضية من القماش وإنتاج هذا النوع من القطن. ويمكن كذلك كبس القماش في بالات لتجميعها ونقلها إلى أماكن تصنيعها بواسطة مكابس هيدروليكية. إلا أنه توجد بعض الاحتياطات الواجب اتخاذها لإزالة أي ملوثات وخاصة الملوثات العضوية التي قد توجد بها.
إعادة تدوير (المخلفات العظمية)
هناك العديد من المنتجات التي يمكن إنتاجها من مخلفات العظام مثل الغراء والفحم الحيواني الذي يستخدم في صناعة تكرير السكر وبودرة الكالسيوم التي تستخدم كإضافات لأعلاف الحيوانات، كما تستخدم المواد الدهنية وخاصة النخاع في مستحضرات التجميل.
ويمكن الاستفادة من العظام عن طريق تكسيرها بكسارات إلى قطع صغيرة ثم طبخها في خزانات بخار تحت ضغط ودرجة حرارة عالية، وبعد إتمام عملية الطبخ تمر على فاصل يعمل بالطرد المركزي لفصل المواد الدهنية عن العظام.
وبعد ذلك يتم تبريد العظام وطحنها لإنتاج بودرة الكالسيوم. كما توجد بعض الصناعات الحرفية التي تعتمد على العظام وقرون الحيوانات لعمل بعض الصناعات اليدوية كالتماثيل والأباجورات...إلخ.
إعادة تدوير المخلفات المعدنية
المخلفات المعدنية الموجودة بالقمامة تشمل الصفيح والألمنيوم ويمكن تجميعها وإعادة صهرها في مسابك الحديد ومسابك الألمنيوم، كما يمكن كبسها في مكابس هيدروليكية لتقليل حجمها وعمل بالات يتم تجميعها وبيعها للمصانع.
إعادة تدوير المخلفات الزجاجية
يصنع الزجاج من نوع معين من الرمال حيث تصهر الرمال عند درجات حرارة تصل إلى 1،600 درجة مئوية، ولذلك صناعة الزجاج من الصناعات المستهلكة للطاقة. وفي حالة إعادة تدوير الزجاج يمكن توفير قدر كبير من الطاقة وكذلك المواد الخام التي تستخدم في صناعة الزجاج. ويتم تجميع الزجاج وبيعه إلى مصانع الزجاج ويقدر سعره حسب القدرة على فرزه وفصل الزجاج طبقاً للون، فمثلاً الزجاج الأبيض أعلى سعراً من الزجاج الأخضر أو البني.
إعادة تدوير المخلفات الزراعية
1. تحويل المخلفات الزراعية إلى سماد عضوي:
يعتبر قش الأرز والمخلفات الزراعية المختلفة غنية بالمادة العضوية والكربون ولذلك يمن الاستفادة منها كسماد عضوي عن طريق إضافة مادة أخرى غنية بالنيتروجين حتى يمكن التحكم في نسبة الكربون إلى النيتروجين. وهناك العديد من المخلفات الأخرى الغنية بالنيتروجين مثل روث الحيوانات والطيور وكذلك مخلفات الصرف الصحي. كما يجب التحكم في نسبة الرطوبة حتى لا تقل عن 50% ولا تزيد عن 60% حتى يتم عمل كمر هوائي للمخلفات وإعطاء فرصة للبكتريا الهوائية للتكاثر. وتساعد التفاعلات البيولوجية خلال عملية الكمر الهوائي على القضاء على الأمراض وبذور الحشائش.
2. تحويل المخلفات الزراعية إلى علف حيواني:
تمثل الفجوة الغذائية للإنتاج الحيواني في مصر حوالي 3 ملايين طن سنوياً، وتحويل المخلفات الزراعية إلى مصدر للطاقة للإنتاج الحيواني يساعد على تقليل هذه الفجوة، ولكن يجب عمل تحويل للمخلفات الزراعية حتى تصلح كعلف للحيوان وذلك عن طريق تقطيعها وزيادة معدل هضمها ويتم ذلك إما ميكانيكياً أو كيميائياً أو بيولوجياً .
3. تحويل المخلفات الزراعية إلى وقود غير تقليدي (القولبة):
يتم ذلك عن طريق تقطيع المخلفات الزراعية إلى قطع صغيرة جداً ثم كبسها في نوع معين من المكابس والتي تقوم بكبس حبيبات المخلفات بفعل الحرارة المتولدة من الاحتكاك بين الجزيئات وبعضها وتحويلها إلى قوالب منتظمة الشكل يمكن استخدامها كوقود صلب للأفران الصناعية أو الأفران المستخدمة في القرى.
تصور
ضرورة التعامل مع ثقافة التدوير بإيجابية
يتصور الكثيرون خطأ أن مصطلح النفايات هو مصطلح سلبي، ولكن العكس هو الصحيح. والنفايات لها أهمية تجارية وصناعية وخاصة أن الموارد الطبيعية في تناقص مستمر وأسعارها في ارتفاع متواصل، ويمكن الاستفادة من النفايات بدلاً من التخلص منها.
لذلك يجب إدخال برامج الاستفادة من النفايات البلدية في خطط التنمية والعمل على استخلاصها كمصدر طبيعي للصناعات المنخفضة التكاليف. إن الإسلام يدعو للعناية بالبيئة والنظافة ومن ذلك إدارة وتدوير النفايات حيث قال النبي المصطفى محمد {؛ "إماطة الأذى عن الطريق صدقة"، وقال سيدنا محمد {؛ "إن الإيمان بضع وسبعون شعبة أعلاها كلمة لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق".
لذلك فالتعامل مع النفايات بشكل غير سليم يعتبر أذى ويأثم فاعلها، في حين أن إزالتها أو الاستفادة منها كتدويرها تعتبر صدقة ويثاب العاملون عليها.
أهداف
الاستثمار في تدوير النفايات يتطلب استراتيجية شاملة
يتطلب الاستثمار في تدوير النفايات استراتيجية شاملة تشترك فيها مؤسسات القطاعين العام والخاص ذات العلاقة بالنظافة العامة والنفايات والصحة العامة وحماية البيئة والأجهزة الاقتصادية المختصة بهدف معالجة النفايات والاستفادة منها، بالإضافة إلى متابعة الدراسات في مجال تدوير النفايات وإعادة استخدامها في الصناعة، والقطاع الخاص هو الأكثر مقدرة وتأهيلاً للاستثمار في مجال تصنيع النفايات إذا ما توفر له الدعم المطلوب.
ويعتبر المستثمر ورأس المال وتكاليف الضمان من المعايير المهمة التي تؤخذ بعين الاعتبار مالياً. ومعظم الكلف العالية ناتجة عن الاستخدام غير الفعال للمصادر نتيجة هدر في تكلفة المواد الخام والطاقة بالإضافة إلى عدم كفاءة التشغيل والمعالجة وزيادة تكاليف الدعاوى القضائية.
المراجع
1. كتاب" الإدارة البيئية فى المشروعات الصغيرة". د.محمد أيمن عبد الوهاب.
2. مصطفى كمال طلبة، مركز دراسات الوحدة العربية، برنامج الأمم المتحدة للبيئة. إنقاذ كوكبنا التحديات والآمال (حالة البيئة في العالم). مركز دراسات الوحدة العربية، -بيروت-لبنان.
3. The Konrad-Adenauer-Foundation 2002. Environmental Issues in Egypt. The Konrad-Adenauer-Foundation.