أكد أكثر من 59% من سكان الإمارات بأنهم راضون عن حياتهم في حين أشار 13% الى انهم راضون الى حد كبير وذلك استنادا إلى دراسة أجراها بيت.كوم، أكبر موقع للتوظيف في الشرق الأوسط، بعنوان السعادة والعافية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا - يونيو 2013، وذلك بالتعاون مع مؤسسة يوغوف، وهي مؤسسة مستقلة متخصصة في مجال الاستشارات. وبذلك تعد الإمارات من أسعد الدول في المنطقة.

وفي الواقع، تساهم العديد من العوامل في تصدر الإمارات قائمة السعادة في المنطقة، بما في ذلك السلامة العامة والأمن (66٪ راضون إلى حد كبير) وتوافر وسائل الترفيه (55٪) والاستقرار السياسي (60٪) وفرص التواصل الاجتماعي (26٪)، وتوافر مرافق الرعاية الصحية (36٪) ووسائل النقل العام (44٪) وجودة البنى التحتية العامة (45٪) وتوافر فرص العمل (14٪). وحلّت الإمارات في المرتبة الثانية من حيث موقف وسلوك الناس بشكل عام (23٪)، والقدرة على عيش حياة مالية مستقرة (21٪)، والقدرة على المحافظة على علاقات جيدة مع العائلة والأصدقاء (29٪).

الصحة

وأشار 73% من سكان الإمارات الى انهم في صحة ممتازة في حين أشار 20% الى انهم بصحة جيدة و6% الى انهم يعانون من بعض المشاكل الصحية ولكنهم قادرون على السيطرة عليها. في حين أن 40٪ من الموظفين في الإمارات راضون إلى حد ما (35٪)، أو راضون إلى حد كبير (6٪) عن وظائفهم، أفاد 60٪ من أفراد العينة بأنهم يعانون من ضغط الحياة اليومية (17٪ يعانون من ضغط كبير، و43٪ يعانون من ضغط إلى حد ما). وأشار ثلاثة أرباع من شملهم الاستطلاع إلى أن ارتفاع تكاليف المعيشة هو السبب الرئيسي للضغط النفسي في الإمارات، وهو السبب عينه الذي ذكره المستطلعون في باقي أنحاء المنطقة. وتشمل قائمة الأسباب المهمة الأخرى قضايا مرتبطة بالعمل (60٪) وعدم القدرة على الحفاظ على توازن جيد بين الحياة المهنية والشخصية (50٪).

أما من حيث التقدير في مكان العمل، فقد صرح 17% من المهنيين الإماراتيين بأنهم راضون الى حد كبير، في حين أشار 15% الى انهم راضون الى حد كبير عن ساعات العمل، و 14% راضون الى حد كبير عن الدعم الذي يتلقونه من زملائهم في العمل و13% راضون الى حد كبير عن التوازن بين الحياة والعمل.

سعادة الناس في الشرق الأوسط

أشار المشاركون من منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، فيما يتعلق بالحياة الشخصية، إلى أنهم راضون عن صحتهم العقلية والجسدية. في الواقع، أشار 75٪ منهم إلى أنهم يتمتعون بصحة جيدة عموماً، وقال نحو النصف إنهم راضون إلى حد كبير عن طبيعة علاقاتهم الحالية بعائلاتهم.

من ناحية أخرى، جاء ضعف الاستقلال المالي في كل من دول مجلس التعاون الخليجي والمشرق العربي وشمال أفريقيا في طليعة مصادر الاستياء التي كشفت عنها الدراسة. وتجدر الإشارة الى أن الناس في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا غير راضين تماماً عن حياتهم المهنية، حيث أشار 45٪ من المشاركين في جميع أنحاء المنطقة إلى أنهم غير راضين عن رواتبهم. كما أن هناك شعورا عاما بعدم وجود فرص للتطور المهني (بخاصة في سوريا، والأردن، والجزائر والمغرب). وعندما سئل المشاركون عن رضاهم العام عن وظيفتهم الحالية، أشاروا الى أنه منخفض عموماً وذلك في جميع أنحاء المنطقة، وشهدت المغرب أدنى مستويات الرضا. كما أشار 15٪ فقط من المشاركين بأنهم راضون إلى حد كبير عن التوازن الحالي بين حياتهم المهنية والشخصية. وعندما سئل المشاركون عن المستويات الحالية من الضغط النفسي في حياتهم اليومية، قال 4 من كل 10 إنهم مضغوطون إلى حد ما، ويكمن أحد أهم أسباب ارتفاع مستويات الضغط النفسي في المنطقة في زيادة تكاليف المعيشة والوضع الاقتصادي الحالي.

العمل والرضا

وقال سهيل المصري، نائب الرئيس للمبيعات في بيت.كوم: "من الواضح جداً أن العمل يلعب دوراً كبيراً في رضا سكان المنطقة عن حياتهم. كما يبدو أن الضغط النفسي مشكلة سائدة في مختلف أرجاء المنطقة، وهو على الأرجح انعكاس للوضع الاقتصادي غير المستقر في كثير من بلدان الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. مع ذلك، وعلى الرغم من معاناة العديد من المهنيين من وعكات صحية مرتبطة بالضغط النفسي، يبدو أن هناك شعورا عاما من السعادة والرضا بالمستوى العام للحياة، ونحن في بيت.كوم نتخصص في تمكين الباحثين عن عمل وأصحاب العمل من خلال تزويدهم بالمعلومات التي تساعدهم في مسيرتهم المهنية وحياتهم اليومية".

ومن جانبه، قال صنديب شهال، الرئيس التنفيذي لشركة يوغوف: تختلف معايير السعادة إلى حد كبير استناداً إلى عوامل عديدة عند مقارنة المناطق الرئيسية الثلاث التي تشكل منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ألا وهي المشرق العربي وشمال أفريقيا ومجلس التعاون الخليجي. وتكشف الدراسة عن كون دولة الإمارات العربية المتحدة أكثر البلدان سعادة على مستوى المنطقة. ويمكن أن يعزى هذا الأمر إلى حقيقة أن الناس يشعرون بالأمن والأمان والاستقرار السياسي في الدولة.

بيانات

وتم جمع بيانات استبيان السعادة والعافية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الذي أجراه موقع بيت.كوم عبر الإنترنت خلال الفترة ما بين 6 و20 يونيو 2013، بمشاركة 11,17 ألف شخص تفوق أعمارهم 21 عاماً، ويقطنون في الجزائر والبحرين ومصر والأردن والكويت ولبنان والمغرب وعُمان وباكستان وقطر والسعودية وسوريا وتونس والإمارات.

تأثير بلد الإقامة

كان من الواضح أن الحالة العامة لبلد الإقامة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تؤثر بشكل كبير على مستويات السعادة؛ حيث أظهرت الدراسة أن المشاركين من دول مجلس التعاون الخليجي ينعمون بمستويات رضا أعلى بكثير بفضل العديد من العوامل التي يُنظر إليها على أنها مفتاح السعادة، وفي مقدمتها تكاليف المعيشة وفرص العمل.

من جهة أخرى، أعرب المشاركون في شمال أفريقيا عن استيائهم الكبير من عدم توافر أمور أساسية مثل البنى التحتية العامة، ومرافق النقل العام ووسائل الترفيه. في المشرق العربي بالمقابل، أشار المشاركون في الأردن إلى رضاهم عن معظم معايير الدراسة، على الرغم من وجود عدم رضا كبير في كل من لبنان وسوريا. ويبدو أن فرص العمل وتكاليف المعيشة في بلد الإقامة يمثلان أبرز عوامل عدم الرضا في منطقة الشرق الأوسط عموماً.