أشار تقرير نشرته أمس مجموعة «جيه أل أل» للاستثمارات والاستشارات العقارية، أن دبي سجلت تقدماً ملحوظاً وبات ترتيبها ضمن أكثر خمس مدن في العالم تحسناً في الأداء منذ عام 2010، إلى جانب اسطنبول وموسكو ومومباي وسيؤول.

وأكد التقرير أن دبي حسَّنَت ترتيبها العالمي في مؤشرين مختلفين هما الخدمات المالية والابتكار، وكلاهما يشكلان عنصرين مهمين من رؤية 2021 الاقتصادية الحكومية للمدينة. ويحلل التقرير الذي أعدته «جيه أل أل» بالتعاون مع مجموعة «ذا بيزنس أوف سيتيز جروب»، معطيات أكثر من 200 مؤشر عالمي معتمد لمدى أداء مدن العالم بهدف تفهُّم الأداء المقارن لتلك المدن، أن نيويورك ولندن وسنغافورة وباريس وهونج كونج تعتبر أفضل خمس مدن أداء بالمقارنة مع بيانات ستة مؤشرات رائدة وشاملة لأداء المدن.

فرص عمل

وتستفيد العديد من الشركات من توعية زبائنها بعلامتها التجارية وشبكاتها التجارية ومساهميها لاعداد صورة دقيقة لحجم الطلب على منتجاتها وخدماتها داخل المدن وعن المدن نفسها، وتسلط التقييمات التي تقودها تصورات الضوء على المزايا الدائمة التي تمتلكها العلامات التجارية في بعض المدن. وأكد التقرير أن المدن الصاعدة دبي وبنجالورو وساو باولو وسانتياجو أصبحت تشتهر عالمياً بتوفير فرص عمل مميزة بالتزامن مع تطور مراكزها السكنية والاقتصادية.

مدن صغيرة

وعلى الرغم من استقرار كبرى المدن التي تصدرت تصنيفات الأداء العالمي، حققت المدن الأصغر حجماً مستويات عالية من التطور خلال الأعوام الثلاثة الماضية بفضل تأقلمها مع جغرافية الفرص العالمية. من ناحيتها، رسَّخَت اسطنبول مكانتها باعتبارها أكثر المدن تحسناً في الأداء باستمرار خلال الفترة الماضية وبصفتها مركزاً مرموقاً لشتَّى أنواع الخدمات المالية، وتفوقت باستمرار على أداء المدن الراسخة متوسطة الحجم بسبب حجمها وموقعها الاستراتيجي كبوّابة بين الشرق والغرب.

وقالت روزماري فينان، المدير الدولي لدائرة الأبحاث العالمية في مجموعة «جيه أل أل» إنه في القرن الحادي والعشرين، أصبحت وتيرة انضمام مدن جديدة إلى قوائم أفضل المدن أداء أسرع من أي وقت مضى. وباتت مدن صاعدة أمثال هو شي مِنِّه ونيروبي ودلهي تسعى بشكل متزايد في الدورة الجديدة من دورات العولمة إلى دخول الاقتصاد العالمي وتسريع نموها الاقتصادي عبر الابتكار وتأسيس شركات جديدة للتكنولوجيا المتطورة.

إطلالة حقيقية

وقال جريج كلارك، رئيس مجلس إدارة مجموعة «ذا بيزنس أوف سيتيز جروب» ورئيس مركز «جيه أل أل» لبحوث المدن، إن تفهُّم أداء المدن لم يكن أكثر أهمية مما هو عليه الآن، حيث إن قدرة المدن على استقطاب الاستثمارات وإدارة نموها وتوفير أنماط حياة عالية الجودة سوف تحدد طبيعة وبالتالي مدى نجاح ما يسمَّى بـ «عصر التجمعات الحَضَرية».

سنغافورة وستوكهولم

دأبت سنغافورة وستوكهولم على احتلال مواقع متقدمة في تصنيفات أكثر المدن تحسناً في الأداء على مدى العامين الماضيين. واكتسبت قصة نجاح سنغافورة أبعاداً جديدة بالتزامن مع تفوق أدائها على أداء طوكيو وباريس في العديد من المؤشرات الرئيسية للمرة الأولى على الإطلاق. وتتصدر سنغافورة الهجمة الآسيوية لتحسين الأداء في قطاعات التعليم والحركة المعلوماتية والعلوم استخدام الحزمة العريضة للإنترنت والتكنولوجيا، وباتت تعتبر «المدينة الأولى» في تيسير الأعمال في العالم. كما تشير تصنيفات العلامة التجارية للمدينة إلى أنها أخذت تتخلص من سمعتها السيئة بصفتها مدينة تفتقر إلى حيوية الوافدين والسياح. البيان