أكد مروان عبد العزيز جناحي، المدير التنفيذي للمجمع العلمي "دبيوتك" التابع لتيكوم للاستثمارات، أن افتتاح المقر الجديد للمكاتب مطلع 2016 سيرفع إجمالي عدد الشركات العاملة في المجمع إلى 250 شركة على الأقل. وأكد أن هناك مشروع توسعة للمخازن التابعة للمجمع العلمي التي تضم 25 وحدة بمساحة 120 ألف قدم مربع تضم 30 شركة تستخدمها لإعادة التعبئة والتخزين والتدريب.
ولفت جناحي إلى أن العام الجاري يشكل نقطة تحول جوهرية في مسيرة المجمع العلمي، إذ ينتظر الانتهاء من أعمال الإنشاء لبرج المكاتب الجديد في الربع الأول من 2016، إذ سيوفر مساحة 450 ألف قدم مربع أي ضعف المقر الحالي للمجمع.
موضحا أن العامين الماضيين شهدا ثباتا في عدد الشركات المنضوية تحت سقف دبيوتك، بمعدل 40 شركة سنوياً، متوقعا أن يتم إضافة 50 شركة على الأقل بنهاية العام الجاري 2015.
وأشار إلى أن إجمالي عدد الشركات العاملة في المجمع حاليا بلغ 200 شركة، وان العائق كان متمثلا في عدم قدرة المبنى الحالي على استيعاب هذا العدد ما اضطر الإدارة إلى توزيع الشركات الجديدة على المساحات المكتبية الشاغرة لدى تيكوم للاستثمار.
500
وأوضح أن الهدف مع نهاية العام جمع شمل جميع الشركات الحالية والمقبلة في المجمع الجديد، الذي يتسع لحوالي 500 شركة على الأقل. وان المبنى الحالي سيخصص فقط للمختبرات.
وقال إن المرحلة المقبلة ستشهد إعادة تأهيل مرافق المجمع المحيطة بالتزامن مع إنجاز المبنى الكبير، لتشمل سلسلة من المطاعم وقاعات المؤتمرات وحدائق وغيرها من المرافق الخدمية.
وأشار إلى أن إجمالي المبلغ الذي تم استثماره في البنية التحتية في المجمع العلمي منذ تأسيسه بلغت مليار درهم، شملت 3 مبانٍ هي المختبرات والمخازن وبرج المكاتب.
لافتا إلى أن الهدف المقبل خلال العام 2015 هو استيعاب 50 شركة جديدة مع بداية العام 2016.
فجوة
وقال إن الهدف في المرحلة المقبلة هو العمل على تقليص الفجوة بين سوق العمل والجامعات من خلال عدد من المبادرات المشتركة، موضحا أن المجمع العلمي قام بتنظيم معرض للوظائف بالتعاون مع الشركات الموجودة، وسجل حضور 450 طالباً، ونجح الحدث في تعريف الطلبة بواقع سوق العمل بعيدا عن الجانب النظري. لافتا إلى انه تم استهداف الجامعات الحكومية والخاصة من اجل هذا الهدف.
موضحا أن الأسلوب الآخر هو تشجيع الشركات والجامعات على عقد شراكات تعاون في مشاريع معينة. لافتا إلى أن هذه الخطوات لا تحقق أي مردود مادي للمجمع بل تعزز إيجاد أرضية إبداعية خصبة بفضل التعاون المشترك بين الكفاءات العلمية وأصحاب الشركات.
بدايات
وأشار إلى أن مجمع "دبيوتك" للتقنيات الحيوية والأبحاث يساهم منذ انطلاقه في عام 2005 بتحقيق رؤية دبي 2020 الرامية للوصول إلى الاقتصاد القائم على المعرفة. ويعد المجمع المنطقة الحرة الأولى عالمياً المتخصصة في قطاع علوم الحياة، ويستضيف حاليا حوالي 200 شركة مختصة بتقنيات علوم الحياة يغطي نشاطها قطاعات مختلفة.
وقد استقطب المجمع شركات من البرازيل وكوريا وتركيا، كما واصلت الشركات المختصة في مجال العلوم الحيوية في كل من ألمانيا والهند اهتمامها بالمجمع. وشهد العام المنصرم أيضاً نمواً هاماً للشركات التي تمارس أعمالها انطلاقاً من مجمع "دبيوتك"، حيث وسع بعض من شركاء الأعمال نطاق عملياتهم بشكل واسع في المجمع.
ويتابع مجمع "دبيوتك" للتقنيات الحيوية والأبحاث دعمه للشركات من الفئة الصغيرة والمتوسطة المختصة في مجال علوم الحياة وذلك استجابةً للطلب المتزايد من قبل هذه الشركات.
وقال مروان عبد العزيز: يسعى مجمع "دبيوتك" مستقبلاً إلى مواصلة التركيز على القطاعات الصيدلانية، والأجهزة الطبية، والتجهيزات، والزراعة، بالإضافة إلى الشركات المختصة بالتقنيات الحيوية البيئية. كما يهدف المجمع أيضاً للتعاون مع المؤسسات التعليمية والجامعات لتعزيز تطوير قطاع التكنولوجيا الحيوية وبناء القدرات وصقل المواهب في الإمارات.
منطقة حرة
يتمتع المجمع بموقع استراتيجي ويوفر مرافق عالمية المستوى مخصصة لقطاع العلوم الحيوية، وتشمل المكاتب والمختبرات والمخازن والأراضي، الأمر الذي يعزز من البيئة المتكاملة والداعمة التي يوفرها لشركاء الأعمال ..
والتي تشتمل على العديد من مزايا المناطق الحرة، ومنها التملك الحر بنسبة 100%، والإعفاء الضريبي، وإلغاء القيود على نقل الأرباح ورأس المال، والإعفاء من الرسوم الجمركية على البضائع والخدمات، فضلاً عن تطبيق أفضل الممارسات من النواحي القانونية والتنظيمية.
ويوفر مجمع دبيوتك خدمات مميزة بما في ذلك إدارة العلاقات التنظيمية، وتطوير أعمال الشركاء، والتسجيل والتراخيص، وخدمات الإيجار والخدمات الحكومية، وذلك بهدف دعم نمو الشركات المحلية والعالمية التي تمارس أعمالها انطلاقاً من المجمع، وهو ما يعزز مكانة المجمع باعتباره وجهة رائدة تتيح للشركات العاملة في مجال العلوم الحياتية إمكانية تأسيس مقراتها وإطلاق عملياتها في الأسواق الصاعدة والمتنامية بالمنطقة.
اقتصاد المعرفة
قال مروان عبد العزيز: لكي نصل إلى تطوير اقتصاد قائم على المعرفة مستدام وبنمو مستمر نحن بحاجة إلى التركيز على ركائز التطوّر الأساسية مثل التعليم والرعاية الصحية وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات والأسواق المالية.
ومن أجل القيام بذلك، نحن بحاجة إلى فهم أساسيات كل من هذه الأسواق. وقد قامت قرية دبي للمعرفة ومدينة دبي الأكاديمية العالمية بإجراء دراسة تخطيط القوى العاملة بالتعاون مع شركة "ديلويت"، حيث تضمنت هذه الدراسة استطلاع آراء أكثر من 2.400 طالب في 17 دولة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لتحديد الفجوة في المهارات.
وقد كشفت الدراسة عن زيادة في الطلب على المهارات الطبية المتخصصة مثل التكنولوجيا الطبية والمخبرية، وخصوصا في المستوى المبتدئ والمتوسط من الموظفين. وبالتالي، فإذا أردنا تطوير اقتصاد قائم على المعرفة، فنحن بحاجة للتأكد من تطوير مهارات العاملين في القطاعات الصناعية وسدّ الفجوة في مهارات العاملين في هذه القطاعات.
وأضاف: أعتقد أننا نتقدم في الطريق الصحيح للمنافسة دولياً في مجالات الابتكار والمعرفة. وقد أثبت مجمع "دبيوتك" بأنه نموذج اقتصادي ناجح جداً يساعدنا في التركيز على القطاعات الأساسية للصناعة التي تفيد السكان وتطور اقتصاداً مستداماً. سنواصل الرحلة التي بدأناها نحو تحقيق الرؤى التي حددتها قيادتنا في الإطار الذي يمكننا من تحقيق هذه الأهداف.
مشيرا إلى أن استقطاب شركات تعمل على نطاق دولي، يتيح لنا الاستفادة من خبراتهم وتطبيقها محليا وإقليميا لصالح السكان والشركات في الدولة. كما يساعد الموقع المثالي لدولة الإمارات هذه الشركات على الوصول إلى منطقة جغرافية واسعة، وبالتالي فقد ساعد هذا الموقع على استقطاب عدد من الشركات العالمية إلى دبي للاستفادة من بيئة الأعمال المزدهرة والقوى العاملة الماهرة.