أكد معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع على أن دولة الإمارات بصفة عامة والمنطقة الغربية بصفة خاصة، تحقق معدلات نمو سنوية كبيرة وهائلة يعتمد فيها الاقتصاد وبشكل متسارع ومتزايد على قطاعات غير نفطية متنامية وعلى قطاع خاص فاعل ومؤثر يسهم في تنوع الاقتصاد ومصادر الدخل ومجالات الإنتاج ويصاحبها قدرة فائقة على التنافس العالمي ويتسم بالتحول السريع إلى اقتصاد المعرفة، فيما يتوقع أن يصل ناتج المنطقة الغربية إلى500 مليار درهم بحلول 2030 بنمو 100%.

وتعزز الإمارات جهودها لتنويع مصادر الطاقة، حيث تم إنجاز 70% الإنجاز في المحطة النووية السلمية الإماراتية الأولي، فيما قدرت أدنوك استثماراتها بنحو 714 مليار درهم حتى 2019.

وشدد معاليه في الكلمة الرئيسة للدورة الثالثة لمؤتمر الغربية للتنمية، التي انطلقت أمس في فندق ومنتجع سانت ريجنس في جزيرة السعديات تحت رعاية سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، ممثل الحاكم في المنطقة الغربية، وبمبادرة من دائرة التنمية الاقتصادية أبوظبي، على حرص دولة الإمارات على الاستخدام الأمثل للموارد، مشيراً إلى أن حكومتنا الرشيدة تعطي أولوية قصوى للتعليم والصحة والتنمية البشرية كما تحافظ على القيم والثقافة والتراث، موضحاً أن تمكين الإنسان المواطن هو محور التركيز والاهتمام في كل جهد أو عمل في الدولة.

مستقبل زاهر

وقال معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان في كلمته التي شهدها أمل القبيسي مديرة مجلس أبوظبي للتعليم ومحمد عمر عبد الله وكيل دائرة التنمية الاقتصادية أبوظبي ومحمد حمد بن عزان المزروعي وكيل ديوان ممثل الحاكم في المنطقة الغربية، وأكثر من 300 شخص من المسؤولين الحكوميين وممثلي كبرى الشركات على المستوى المحلي والإقليمي والعالمي، «إن المستقبل، الذي ينتظر دولة الإمارات، في ظل قياداتها الواعية والرشيدة هو دون شك مستقبل زاهر وإن الدولة سائرة وعازمة بالفعل لتؤكد موقعها المرموق ومكانتها المركزية في مسيرة العالم كله.

واعتبر معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان أن العلاقة بين الثقافة والتنمية ونشرها في كل ربوع المجتمع أمر أساسي كي تتأصل التنمية في البلاد على أسس متينة وقواعد راسخة وكي تصبح هذه التنمية، مجالاً مهماً لتعزيز الهوية الوطنية، بل وأداة حقيقية لتعزيز الأمل في المستقبل.

وأشار إلى أن المؤتمر المعني بتحقيق التنمية في المنطقة الغربية يأتي في إطار المساعي الرامية إلى توفير مناخ ملائم وثقافة استثمارية مدعومة بمسؤوليات مشتركة من جميع الأسر، رجال الأعمال ، مؤسسات التعليم والثقافة، الدوائر الحكومية، ومؤسسات المجتمع المدني في سبيل تحقيق هذا الهدف.

ونوه معاليه بدور سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في المنطقة الغربية وحرصه على تحقيق التنمية الشاملة في كل مدن المنطقة الغربية مؤكداً حرص وزارة الثقافة على تقديم مقترحاتها في سبيل تحقيق هذا المناخ الثقافي الملائم والمأمول في المنطقة الغربية، حيث قامت بإعداد تقرير تفصيلي في هذا الشأن.

تنويع الاقتصاد

وأكد علي ماجد المنصوري رئيس دائرة التنمية الاقتصادية أبوظبي «إن رؤية أبوظبي الاقتصادية 2030 تعتمد بشكل رئيس على تنويع اقتصاد الإمارة وتحقيق التنمية المستدامة من خلال العمل على تنمية القطاعات غير النفطية الاستراتيجية ومنها الصناعة والزراعة والأعمال والطاقة والاستثمار الأجنبي وغيرها وهي التي تتوفر بنيتها التحتية بشكل كبير في المنطقة الغربية».

وأوضح أن مؤتمر الغربية للتنمية بات منصة هامة لاستعراض أبرز المشاريع التنموية التي تشهدها مختلف مدن المنطقة الغربية الأمر الذي توليه حكومة إمارة أبوظبي الرشيدة اهتماماً وحرصاً كبيرين باعتبار هذه المنطقة تمثل 60% من المساحة الكلية لإمارة أبوظبي، كما تسهم بأكثر من 40% من إجمالي الناتج المحلي لها، حيث تضم العديد من المدن والقرى والجزر المتباعدة في ما بينها، ما يؤهلها إلى أن تكون مستقبل الإمارة للأجيال القادمة.

وأكد المنصوري أن المقومات الاستثمارية التي توفرها المنطقة الغربية تمثل عامل جذب كبيراً للمستثمرين الأجانب في ظل المشاريع التنموية الكبرى التي يتم تنفيذها في قطاعات الطاقة والسياحة والصناعة والزراعة وغيرها حيث يعد هذا المؤتمر السنوي الهام فرصة للإعلان عن ابرز هذه المشروعات، وما يمكن أن تمثله من قيمة مضافة للتنمية الاقتصادية على مستوى إمارة أبوظبي والدولة بشكل عام.

ونوه علي ماجد المنصوري بحرص واهتمام ومتابعة سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في المنطقة الغربية في تنفيذ المشاريع التنموية في المنطقة الغربية الأمر الذي يعكس توجهات حكومة إمارة أبوظبي الرشيدة نحو تفعيل وتعزيز دور المنطقة الغربية من خلال استغلال الموارد والمقومات التي تتمتع بها.

فرع جديد

وذكر أن دائرة التنمية الاقتصادية أبوظبي تتأهب لافتتاح فرع رئيس لها في مدينة زايد الأمر الذي من شأنه أن يسهم في تعزيز دورها في المنطقة الغربية بشكل عام من خلال م،ركز أبوظبي للأعمال ومكتب تنمية الصناعة التابعين لها، مؤكداً حرص الدائرة على مواكبة التطورات التي تشهدها المنطقة الغربية وخاصة في مجالات الأعمال والتجارة والقطاع الصناعي والاستثمار إلى جانب دورها التشريعي والقانوني الرئيس في تسهيل كل الإجراءات للعملاء ورجال الأعمال والمستثمرين.

وأعرب رئيس دائرة التنمية الاقتصادية أبوظبي عن أمله في أن تحقق الدورة الثالثة لمؤتمر الغربية للتنمية أهدافها الرامية إلى تقديم صورة واضحة أمام المشاركين من رجال الأعمال والمستثمرين عن الفرص الاستثمارية في المنطقة الغربية والنظرة المستقبلية الثاقبة لحكومة أبوظبي الرشيدة تجاه كل المشاريع التنموية في الغربية.

فرص استثمارية

وأكد محمد حمد بن عزان المزروعي، وكيل ديوان ممثل الحاكم في المنطقة الغربية أن مؤتمر الغربية للتنمية حقق نجاحاً ملحوظاً خلال العامين الماضيين، مشيراً إلى أن الدورة الثالثة تهدف إلى إلقاء الضوء على الإمكانات الهائلة التي تطرحها هذه المنطقة، حيث نركز هذا العام على العمل مع كبار الشركاء المعنيين من مؤسسات القطاعين الحكومي والخاص بهدف تحقيق نمو اقتصادي مستدام على مستوى الغربية.

وأشار إلى المؤتمر يقدم للمستثمرين والشركات ورواد الأعمال رؤى جديدة حول القطاعات الرئيسة في المنطقة الغربية، كما يلقي الضوء على المشروعات التنموية الكبرى الجارية حالياً إلى جانب الفرص المتاحة للمستثمرين والشركات في المنطقة.

ونوه محمد حمد المزروعي بأن مساحة المنطقة الغربية تبلغ 40,000 كيلو متر مربع ما يشكل نحو 60% من مساحة إمارة أبوظبي وتحتضن المنطقة الغربية بيئة طبيعية غنية بالموارد الوافرة، التي تشمل التلال والكثبان الصحراوية إلى جانب الخط الساحلي الممتد لنحو 350 كيلو متراً، الذي لم تمسه يد بعد، كما تمثل الغربية الطريق البري لعبور البضائع والمسافرين بين المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة.

مدارس عصرية

وأكدت أمل القبيسي مديرة مجلس أبوظبي للتعليم الاهتمام الكبير، الذي يوليه المجلس لتطوير التعليم في مدارس المنطقة الغربية، مشيرة إلى أن المجلس يشجع رجال الأعمال والمستثمرين على بناء مدارس عصرية في المنطقة الغربية. وأشارت إلى حكمة القيادة الرشيدة لإمارة أبوظبي في تكثيف الاستثمار في المواطنين بهدف بناء نظام تعليمي يحفز على الابتكار ويتوافق بين المخرجات التعليمية وسوق العمل إضافة إلى بناء الشراكات مع مؤسسات العمل، بما يؤدي إلى حسن الاستفادة من القوي البشرية المواطنة.

رفع الإنتاج

وتحدث سيف أحمد الغفلي الرئيس التنفيذي لشركة الحصن للغاز عن دور شركة أبوظبي الوطنية للبترول (أدنوك) في تنمية المنطقة الغربية، مشيراً إلى أن المنطقة الغربية تضم 90% من مكامن النفط والغاز في الدولة، كما تشهد مشاريع كبري في مجال النفط لرفع إنتاجية الدولة من 2.7 مليون برميل يومياً إلى 3.5 ملايين برميل يومياً بحلول 2017 إضافة إلى توسيع القدرة على التكرير من خلال مصفاة الرويس بما يؤدي إلى رفع الطاقة التكريرية إلى 920 ألف برميل يومياً.

وعرض الغفلي إحصائية عن استثمارات أدنوك خلال الفترة من 2010 إلى 2019 موضحاً أن جملة استثمارات أدنوك تصل إلى 768 مليار درهم مشيراً إلى أن حجم الاستثمارات يتزايد بصورة ملحوظة من عام 2014 حيث وصلت قيمة الاستثمارات إلى 82 مليار درهم ثم 91 مليار في عام 2015 ثم 120 مليار درهم في عام 2016 ثم 119 مليار درهم عام 2017 ثم 72 مليار درهم عام2018 ثم 66 مليار درهم 2019.

حقل شاه للغاز

لفت سيف الغفلي إلى بدء التشغيل لمشروع حقل شاه للغاز أكبر مشروع للغاز الحامض في المنطقة موضحاً أن تكلفة المشروع بلغت 10 مليارات دولار ويشكل 10% من إجمالي إنتاج الإمارات من الغاز. وأوضح أن إنتاج الحقل موجه لعدة أماكن منها البيوت إضافة منتجات المكثفات البترولية والغاز المسال إضافة إلى كميات كبيرة من الكبريت يتم نقلها عن طريق الاتحاد للقطارات.