أعلن معهد مصدر للعلوم والتكنولوجيا أمس ابتكار نموذج تجريبي جديد تم تصميمه كنظام لفحص هياكل الطائرات والتأكد من خلوها من أية عيوب على نحو فعال وبوقت أسرع دون التأثير على سلامتها. وجرى استعراض النموذج التجريبي الجديد في معهد مصدر خلال زيارة لوفد من كلٍ من شركة المبادلة للتنمية (مبادلة)، وشركة «ستراتا للتصنيع»، وهما الجهتان الراعيتان لهذا المشروع البحثي.

وقال حميد الشمري، الرئيس التنفيذي لقطاع صناعة الطيران والخدمات الهندسية في «مبادلة»: «في ضوء النمو المتواصل والمتسارع، الذي تشهده صناعة الطيران في دولة الإمارات العربية المتحدة، فإننا نسعى دائماً إلى المشاركة في مشاريع الأبحاث والتطوير، التي من شأنها توفير منتجات عالية الجودة وبموثوقية متزايدة».

وأضاف إن تعاوننا مع معهد مصدر للعلوم والتكنولوجيا وشركة «ستراتا للتصنيع» يأتي في سياق استراتيجيتنا الرامية إلى إبرام شراكات مع المؤسسات الأكاديمية، سعياً للنهوض بالابتكار في هذا القطاع ولدعم بناء اقتصاد قائم على المعرفة في دولة الإمارات. ويأتي تصميم هذا النموذج المتطور ليبرهن على امتلاك الدولة للمواهب المميزة، وعزمها على المضي قدماً نحو تحقيق مكانة متقدمة في صناعة الطيران العالمية.

من جهته، قال بدر العلماء، الرئيس التنفيذي لشركة «ستراتا للتصنيع» إننا نفخر بهذا النموذج الجديد باعتباره تطوراً تكنولوجياً سيعزز تنافسية شركة «ستراتا» على المستوى العالمي، فضلاً عن أنه سيوفر حلول تصنيع مرنة وموثوقة تصب في مصلحة عملائنا.

لقد وضعنا رؤية تتمثل في أن تصبح «ستراتا» ضمن أفضل ثلاث شركات لتصنيع هياكل الطائرات على مستوى العالم، وهذا يتطلب منا التركيز على قطاع البحث والتطوير الذي يبقينا في دائرة المنافسة والتطور التكنولوجي المتواصل في قطاع الطيران.

وتعد شراكتنا مع معهد مصدر والإنجاز الذي سجلناه في الوصول لهذا النموذج الجديد برهاناً ساطعاً على التزامنا المشترك تجاه هذه الصناعة.

المرحلة الأولى

وتم استكمال المرحلة الأولى من تطوير النموذج التجريبي ضمن مختبرات معهد مصدر، وبإشراف أساتذته وطلبته الباحثين. وسيتم الآن نقل كافة البرامج والنماذج التجريبية النهائية إلى منشأة التصنيع في مصنع ستراتا بمدينة العين للقيام بتشغيل النموذج آلياً، وتطوير طريقة اختبار يمكن الاستفادة منها في صناعة الطيران، وتعزيز عمليات البرمجة بما يعزز قدرات الفحص الفوري، وتطوير خاصية مزج الصور، وهي عبارة عن ترتيب الصور المطلوبة أثناء عملية الفحص بما يسمح بإظهار العيوب في كامل الهيكل.

المرحلة المقبلة

وسيقوم الباحثون في المرحلة المقبلة بتطوير برنامج للقياس الكمي يتيح تحديد مدى عمق وحجم التشققات والتجاويف في هياكل الطائرات، وكذلك مدى قدرتها على التحمل خلال عملية الفحص. وسوف يتم استكمال كافة جوانب المرحلة الثانية بالتوافق مع معايير صناعة الطيران المطبقة لدى الشركات الرائدة في هذا المجال عالمياً.