شهد القطاع الصناعي في المنطقة الحرة لجبل علي «جافزا» العام الماضي نمواً مطرداً من حيث عدد الشركات وحجم التجارة ببلوغها نحو 99 مليار درهم، بفضل البيئة الاستثمارية المتكاملة والحوافز والتسهيلات التي توفرها جافزا للاستثمارات الأجنبية، والبنية التشريعية العصرية، والمنشآت المناسبة لمختلف الصناعات تبعاً لنشاطها مع إمكانية التوسيع مستقبلاً عند زيادة القدرة الإنتاجية.

ويتوقع زيادة نسبة مساهمة القطاع الصناعي في جافزا خلال السنوات القليلة المقبلة مع استقطاب منشآت صناعية جديدة وتحول العديد من المشاريع التجارية الناجحة في جافزا إلى صناعية وإنشاء خطوط إنتاج لتلبية الطلب المتزايد في السوق المحلي والإقليمي في كافة القطاعات.

وقالت سلمى حارب الرئيس التنفيذي للمناطق الاقتصادية العالمية والمنطقة الحرة لجبل علي «جافزا»: وصل إجمالي عدد المنشآت الصناعية في جافزا إلى أكثر من 760 منشأة بنسبة نمو بلغت 59% خلال السنوات العشر الماضية، مما أثر إيجاباً على ارتفاع حجم التجارة للشركات الصناعية في جافزا ليتجاوز 99 مليار درهم.

نستهدف خلال السنوات الست المقبلة مضاعفة هذه الأرقام من خلال استقطاب المزيد من الشركات الصناعية، بفضل ما نمتلكه من ميزات وقدرات لوجستية من شأنها دفع هذا القطاع قدماً ليحتل موقعاً مناسباً على المستويين الإقليمي والدولي بما يعزز من تنافسية المنتجات الوطنية أمام نظيراتها العالمية مع التزامها الكامل بتطبيق أعلى معايير الجودة العالمية.

وأكدت سلمى حارب أن المنشآت الصناعية تشهد طلباً ملحوظاً، حيث وصلت نسبة إشغال الوحدات الصناعية الخفيفة إلى 96% بما يحتم على جافزا التوسع في تشييد المزيد من هذه الوحدات. وذكرت أن الاستراتيجية التي تتبعها جافزا تأخذ في الاعتبار ليس فقط تسريع وتيرة نمو القطاع الصناعي فحسب، بل كيفية جعل هذا النمو مستداماً بما يفضي إلى تحقيق التنمية الاقتصادية الشاملة.

وأضافت سلمى حارب: إن استقطاب الصناعات الصغيرة والمتوسطة والتحويلية يعد العصب الرئيسي لبناء قاعدة صناعية قوية بما ينسجم مع خطة دبي 2021 ليصبح قطاع الصناعة رافداً أساسياً في اقتصاد الإمارة.

نشجع المشاريع الصناعية على ضرورة الاهتمام بالبحث والابتكار بما يخلق فرصاً صناعية جديدة ذات قيمة مضافة قابلة للمنافسة من حيث السعر والجودة للوصول إلى الأسواق المستهدفة بما يساهم في زيادة مساهمة هذا القطاع في المعادلة الاقتصادية لإمارة دبي.

وحلت الإمارات في المركز الأول إقليميا والـ30 عالميا في مؤشــر تنافسية الدول الصناعية لعام 2013 الذي أصدرته مؤسسة ديلويت بالتعاون مع مجلس التنافسية العالمي، إذ بلغ رصيد الإمارات في مؤشر تنافسية الدول الصناعية 3.93 نقاط، متقدمة على دول صناعية مثل إسبانيا وإيطاليا والبرتغال.

صناعة الكيماويات

بدوره قال موسى الموسى رئيس شركة «داو» لصناعة الكيماويات في الإمارات والمدير المالي للشركة في الهند والشرق الأوسط وإفريقيا: يعتبر مصنع «داو» من أوائل المنشآت الصناعية التي تأسست في جافزا قبل 23 عاماً لخدمة عملائنا في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

وفي عام 2012 عززنا قدراتنا الإنتاجية بشكل كبير لتصنيع الطلاءات المتخصصة وحلول البناء المتميزة لنتمكن من توفير منتجات موثوقة من أحدث ابتكارات «داو» بما في ذلك تكنولوجيا «الأسطح الباردة»، حيث تشهد منطقة الشرق الأوسط زيادة في الطلب على الطلاء العاكس للحرارة الموفر للطاقة.

تصنع داو في منشأتها بجافزا أكثر من ثمانية أنواع من المنتجات يتم استخدام 40% في السوق المحلي فيما يتم تصدير 60% إلى أكثر من 18 دولة في الشرق الأوسط وإفريقيا وتركيا. تطورت داو على مر السنين في جافزا لتمتلك الآن منشأة تمتد على مساحة 37976 مترا مربعا، وفي عام 2014 بلغت المبيعات الإجمالية العالمية لشركة «داو» أكثر من 58 مليار دولار.

وأكد الموسى أن «داو» تربط بين الكيمياء والابتكار ومبادئ التنمية المستدامة لمواجهة الكثير من التحديات الكبيرة التي يواجهها العالم مثل توفير المياه العذبة وتوليد الطاقة المتجددة والحفاظ عليها، وزيادة الإنتاجية الزراعية ومصادر الغذاء.

وتقدم شركة «داو» مجموعةً واسعةً من المنتجات والخدمات المبتكرة، والتي تتضمن الكيماويات المتخصصة، والمواد المتقدمة، والعلوم الزراعية، وفي القطاعات سريعة النمو مثل قطاع الإلكترونيات، والمياه، والطاقة، والطلاء، والمنتجات الزراعية.

العطور

من جهته قال كريس بيكثال، الرئيس التنفيذي لمجموعة «سي بي إل أروما» المتخصصة في صناعة العطور: افتتحت شركتنا مؤخراً أول منشأة لتصنيع مركزات العطور في المنطقة والتي تستخدم لاحقاً من قبل شركات العطور العالمية والإقليمية والمحلية.

سيساهم هذا الاستثمار الجديد بإحداث تغيير جذري في الخدمة المقدمة لمستخدمي العطور المركزة الذين يعتمدون حالياً ‏على الاستيراد من أوروبا، والولايات المتحدة الأميركية، والهند، والشرق الأقصى.

يساعد هذا المصنع في وضع دولة الإمارات العربية المتحدة كمصدر أساسي للعطور المركزة على مستوى العالم من خلال تصديرها إلى دول المنطقة وشبه القارة الهندية. وأشار بيكثال أن حجم سوق العطور المركزة حول العالم سيتجاوز 8 مليارات دولار سنوياً بما في ذلك حصة قوية في منطقة الشرق الأوسط، حيث تشهد المنطقة نمواً مطرداً لهذا القطاع.

النفط والغاز

وقال ياسين محمد جعفر الرئيس التنفيذي لمجموعة بروكلاد؛ المتخصصة في مجال تصنيع وتغليف وتكسية خطوط أنابيب النفط والغاز: تمتلك بروكلاد خططاً طموحةً لتطوير مشاريعها الحالية في تكنوبارك، حيث يجري تركيب معدات إضافية في موقع الشركة بما يؤدي إلى زيادة إنتاج «أنابيب التكسية» بنسبة 200% لتلبية الطلب المتزايد من عملائنا في قطاع النفط والغاز.

وفي أواخر هذا العام سيتم الانتهاء من ورشة لتغليف الأنابيب، إذ ستشمل هذه المنشأة الجديدة على مرفق للمعالجات الحرارية المتقدمة، بما يمنح العملاء مزيداً من المرونة وحرية الاختيار وتوسيع مستوى الخدمات المتوفرة في الإمارات.

وتعكف بروكلاد على مشروع لتصنيع أنواع من الأنابيب بمواصفات عالية مخصصة لصناعة النفط والغاز لتعزيز مكانة الشركة باعتبارها شركة عالمية رائدة في مجال حلول تكسية الأنابيب. سيضاعف المصنع الجديد القدرة الإنتاجية السنوية لتصل إلى 30 ألف طن من الأنابيب وسيكون جاهزاً للإنتاج في أوائل 2017.

الهندسة والمقاولات

وقال جيم موفات الرئيس التنفيذي لشركة لامبريل؛ مزودة خدمات الهندسة والمقاولات لقطاع الطاقة في البر والبحر: تعتبر «لامبريل» شركة رائدة تعمل في خدمات الهندسة المتخصصة لقطاع النفط والغاز والطاقة وصناعات الطاقة المتجددة.

تتمتع شركتنا بسمعة مرموقة في إقامة المنصات المتنقلة الجديدة، وقوارب الرفع، وتجديد وتحديث المنصات المتنقلة، وتطوير معدات التنقيب لقطاع النفط والغاز بما فيها الوحدات العائمة للإنتاج والتخزين والتفريغ ووحدات الحفر المساعدة.

بلغت أرباح الشركة حول العالم في 2014 أكثر من 1.084 مليار دولار، فعلى المدى القصير لا تزال الشركة تركز على الأسواق الرئيسية، أما الخطة الاستراتيجية طويلة المدى فإننا نخطط لتوسيع خدماتنا بما في ذلك الوحدات البرية للتكرير، والبتروكيماويات، ودخول أسواق الغاز المسال.

صناعة المعدات

وقال بنوا روندار المدير العام لشركة يوروتك المتخصصة في صناعة اللوحات المعدنية للمفاتيح الكهربائية: إن «يوروتك» أحد اللاعبين الرئيسيين في مجال تصنيع مفاتيح الكهرباء، حيث تقوم الشركة بتصنيع كافة منتجاتها محلياً من خلال مصنعها في جافزا الذي يعمل بكامل قدرته الإنتاجية التي تبلغ 300-400 طن شهرياً من مفاتيح الكهرباء، مما دفع الشركة إلى إجراء توسعات وزيادة خطوط إنتاجها، كما تخطط الشركة لتوسعة ضخمة بنهاية عام 2016 وبداية 2017 لتلبية الطلب المتزايد.

يستخدم 60% من إنتاجنا في السوق المحلي فيما يتم تصدير النسبة المتبقية إلى قطر والبحرين وعمان ونعمل كذلك على دخول السوق الإفريقي لما فيه من فرص واعدة.

وأشار روندار أن حجم سوق مفاتيح الكهرباء في الإمارات يتجاوز مليار دولار سنوياً، تبلغ حصة يوروتك 6% تقريباً، مؤكداً أن الشركة تقوم بإجراء الاختبارات اللازمة بشكل دوري لضمان مطابقة منتجاتها مع المعايير العالمية.

وأضاف روندار: نتوقع نمواً كبيراً في الطلب على منتجاتنا خلال العامين المقبلين مع إنشاء المزيد من الفنادق والوحدات السكنية في دبي، إضافة إلى الطفرة العقارية الهائلة بدولة قطر في إطار الاستعدادات لاستضافة الدوحة مونديال 2022.