أشار مسؤولون حكوميون إلى أن تصدر الإمارات باقي دول العالم في استقطاب الكفاءات يضاف إلى الإنجازات المعرفية التي حققتها الدولة والتي ترسم ملامح المستقبل، ولفتوا إلى أنه تفوق دولي يعكس جهود فريق العمل الواحد، حيث باتت الدولة موطن الفرص وأرض الأحلام، مؤكدين أن الاستحقاق الجديد يضعنا في مصاف أفضل الدول ويأتي بفضل القيادة الحكيمة التي تقف وراء كل إنجاز.

ازدهار ونجاح

من جانبه أشار محمد أهلي مدير عام الطيران المدني بدبي إلى أن البيئة الملائمة والازدهار والنجاح الذي حققته الدولة خلال العقود الماضية إنما هو نتاج للاستخدام الأمثل للكفاءات من مختلف أنحاء العالم والذي أثرى مسيرة النجاح التي حققتها دولة الإمارات في مختلف المجالات.

وقال أهلي إنه لم ولن يكون غريباً على الدولة ريادتها في مجال استقطاب الكفاءات والمهارات التي حولت دولة الإمارات إلى محور إقليمي وعالمي تتجه إليه ابتكارات العالم والمهارات في مختلف حقول ومجالات المعرفة، الأمر الذي انعكس على دولة الإمارات بتحقيق تنمية اقتصادية واجتماعية جعلت منها أنموذجاً يحتذى على مستوى المنطقة والعالم رغم حداثة التجربة التي اختطتها الدولة مقارنة مع دول عدة في العالم.

علم ومعرفة

وبدوره أكد الدكتور علي بن سباع المري، الرئيس التنفيذي، كلية محمد بن راشد للإدارة الحكومية أن القيادة الرشيدة تعمل على إيجاد البيئة المناسبة التي ترعى العقول والخبرات وتحث على تطوير المواهب والكفاءات والاهتمام بها وتكريمها، بالإضافة إلى وضعها العلم والمعرفة في رأس أولوياتها، وتلتزم حكومة الإمارات باستراتيجية ترتكز إلى التطوير المستمر والسعي الحثيث لجعل دولة الإمارات من بين أكثر الدول ابتكاراً وتحويلها لمركز إقليمي وعالمي للتنمية المستدامة والإبداع.

وبفضل هذه الرؤية الثاقبة تمكنت الإمارات من استقطاب الكفاءات والعقول والخبرات في هجرة معاكسة بينما تعاني العديد من دول المنطقة من نزيف معرفي بسبب هجرة العقول منها. وأضاف «إن ما تقدمه الإمارات يتجاوز العامل المادي ليشمل توفر البنى التحتية والمرافق العلمية والمؤسساتية المتفوقة، بالإضافة إلى كونها بيئة حاضنة للأبحاث والتجارب والابتكار، ولعل أهم ما يميز الإمارات العقلية الحكومية المنفتحة والإرادة السياسية التي تتمتع بها قيادة تصبو دوماً للتطوير والتفوق وهو ما يجعلها وجهة تستقطب النخب والكفاءات القادرة والمؤهلة».

تميز الدولة

ومن جانبه قال جمال الحاي النائب الأول التنفيذي للرئيس للشؤون الدولية والاتصال في مؤسسة مطارات دبي إن قطاع الطيران في دبي خاصة والدولة عامة هو مثال على تميز دولة الإمارات في استقطاب الكفاءات، وهو أمر تفردت فيه الإمارات منذ سنوات جعل منها وجهة جاذبة للكفاءات على اختلافها وتنوعها.

وأضاف الحاي إن الإمارات حباها الله بقيادات حكيمة أدركت دوماً أهمية التنوع الحضاري والثقافي وهيأت المناخ الملائم لاستقطاب مثل هذه الكفاءات التي استفادت من رحلة التميز الاقتصادي التي نسجتها دولة الإمارات خلال العقود الماضية.

وأشار الحاي إلى أن المشاريع العملاقة والنوعية التي برعت فيها الإمارات والنشاط الاقتصادي المذهل الذي انطلقت فيه الدولة في مختلف المجالات جعل منها وجهة مفضلة للعمل والعيش، وبالتالي فإنه من الطبيعي أن تكون وجهة أولى لهذه الكفاءات، خصوصاً أن مناخ الاستقرار السياسي والاقتصادي يعد عاملاً حيوياً في هذا المجال.

وأكد أن نظرة واحدة على حركة المسافرين عبر مطار دبي الدولي ومطارات الدولة عموماً توضح مدى جاذبية الإمارات لسوق المهارات في العالم، كما أن نظرة أخرى على طبيعة التأشيرات التي تمنحها إدارة الإقامة والجنسية يومياً تعطي صورة عن تنوع هذه الكفاءات وتميزها في مختلف المجالات، خصوصاً أن هناك زخماً اقتصادياً هائلاً ما زال ينتظر دولة الإمارات وهناك مشاريع ضخمة ومبادرات مبتكرة تنتظر مثل هذه الكفاءات التي تنظر دوماً إلى دولة الإمارات على أنها مثال العمل والنجاح والعيش الكريم لمختلف الجنسيات التي تعيش على هذه الأرض.

تشجيع الإبداع

فيما أشار عبد الله محمد العور المدير التنفيذي لمركز دبي لتطوير الاقتصاد الإسلامي إلى أن تطوير المنظومة الاقتصادية والاجتماعية في أي بلد تتوقف على مدى امتلاكها للمهارات والعقول المبدعة على المستوى المحلي، وعلى مدى قدرتها في استقطاب هذه المهارات والعقول.

من خلال مسيرتنا في تطوير منظومة الاقتصاد الإسلامي أدركنا مدى حاجة هذا القطاع الناشئ للمهارات والكفاءات القادرة على تطوير هذه المنظومة وإغنائها بكل جديد، خصوصاً على صعيد المنتجات المالية والمصرفية وتطوير منظومتها الرقمية لتتلاءم مع متطلبات واحتياجات العصر.

وأضاف «بفضل رؤية قيادتنا الرشيدة، وبفضل عملها الدؤوب على تشجيع الإبداع واستقطاب المبدعين، صرنا نمتلك مخزوناً ثميناً من الكفاءات والعقول ذات الإرادة والتصميم على تحدي صعاب الحاضر ورسم ملامح مستقبلنا الاقتصادي والاجتماعي بتميز. هذا ما نحتاجه تحديداً في منظومة الاقتصاد الإسلامي التي يجب أن تتسم بالتميز عن غيرها سواء بالجودة في المنتج أو الإدارة أو اجتراح الآليات المناسبة للعمل.

لذا كان إطلاق مبادرة دبي عاصمة الاقتصاد الإسلامي خياراً صائباً وسليماً لما تمتلكه الإمارات بشكل عام ودبي بشكل خاص من مقومات لاستقطاب العقول والكفاxءات من مختلف أنحاء العالم».

من جانبها منال عطايا، مدير عام إدارة متاحف الشارقة :"أعتقد أن الإمارات نجحت بتوفير بيئة حيوية وفعالة تدعم المواهب وتغذيها في جميع القطاعات وتبشر بمستقبل واعد ومشرق يدعم رؤية قيادة الإمارات. إن أمتنا تؤمن بمبدأ الابتكار و أن لا شيء مستحيل."

تميز

أشار محمد أهلي إلى أن أبرز الأمثلة على تميز الدولة في استقطاب للمهارات يتمثل في صناعة الطيران التي حولت الإمارات إلى مركز عالمي في هذا القطاع، حيث نهضت تلك العقول والمهارات واستفادت من بيئة الاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي الذي تتمتع به الدولة لتجعل من قطاع الطيران واحداً من بين الأكبر والأنجح عالمياً بفضل الرؤية الحكيمة للقيادة التي مهدت لهذه الكفاءات البنية التحتية المتطورة والقيادات المواطنة التي تفاعلت مع هذه المواهب والكفاءات وصنعت إنجازات باتت اليوم حديث العالم.

أحمد مصبح : الاستثمار في الكفاءات

أكد أحمد محبوب مصبح، مدير جمارك دبي: إن تصدر الإمارات للمشهد في مجال استقطاب الكفاءات والمواهب متفوقة على دول العالم المتقدمة، كما أقرت الدراسة التي أصدرتها لينكدإن حول حركة الكفاءات والعقول عالمياً، يعكس إيمان الدولة بقيمة الاستثمار في العقول وكيف يرسم ذلك ملامح المستقبل في العالم، والتزام دولة الإمارات بالسير على درب التميز الذي رسمته القيادة الحكيمة بالوصول إلى الرقم (1) في جميع المجالات، ويوضح التغير الكبير الذي حدث في مؤشر هجرة العقول، بعد أن كانت تتوجه تلك العقول والمواهب من العالم العربي إلى الدول الكبرى المتقدمة بحثاً عن فرص وحياة أفضل مما تقدمه لهم أوطانهم، الأمر الذي أشار إليه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، في مقاله الذي جاء عنوان «الهجرة المعاكسة للعقول» قبل عام تقريباً من الآن.

هشام القاسم: دولتنا موطن العقول النيّرة



قال هشام عبدالله القاسم، الرئيس التنفيذي لمجموعة وصل لإدارة الأصول، عندما تبدي الدولة تقديرها للإمكانات البشرية المبدعة، وتجلّ قدراتها الخلاقة، فإنها تصبح حتمًا موطنًا للعقول النيّرة التي تسمو بها الأوطان، وتتطور بها الشعوب والأمم.



وينبئنا التاريخ أن الحضارات سادت بعقول عظمائها، وبادت عندما تنكرت لأفكارهم واستهانت بملكاتهم، والأمثلة عديدة لا تحصى.



وتابع: يبدو جليًا أن قيادتنا الحكيمة قد أولت هذا الجانب جل اهتمامها، فأصبحت الإمارات قبلة لهؤلاء المبتكرين والمبدعين الذين يقصدونها من كافة أصقاع الأرض لتكون حاضنة لإنتاجهم من شتى صنوف الفكر والعلم والمعرفة. وبهذه الطريقة، تمكنت الإمارات من وضع بصمتها الدائمة على مسيرة الحضارة الإنسانية، وباتت تسهم في الحضارة المعاصرة للقرن الحادي والعشرين، وستتواصل هذه الروح الطموحة.