أعلن معهد مصدر للعلوم والتكنولوجيا، الجامعة البحثية المستقلة للدراسات العليا، التي تركز على تقنيات الطاقة المتقدمة والتنمية المستدامة، أمس عن إطلاق مرصد بيئي إقليمي يتمثل في بوابة إلكترونية (http://earth.masdar.ac.ae/) متخصصة في توفير بيانات بيئية شاملة، تتيح مراقبة العمليات البيئية في المناطق الساحلية على مستوى دولة الإمارات والمنطقة.

وتوفر بوابة البيانات البيئية، التي قام بتطويرها فريق من معهد مصدر، بقيادة الدكتور مروان تميمي، أستاذ مشارك في برنامج هندسة المياه والبيئة، حزمة واسعة من المعلومات الحيوية والقيمة الخاصة بالحالة البيئية للخليج العربي، بما فيها درجة حرارة المياه، ومستوى ملوحتها وغيرها من معايير جودة مياه البحر ذات الصلة بحالات التسرب النفطي..

وظاهرة المد الأحمر (انتشار الطحالب الضارة)، التي يمكن الاستفادة منها في العديد من التطبيقات والمجالات. ويشمل الفريق البحثي طالبة الماجستير شيخة الكتبي، التي تخرجت في وقت سابق من هذا العام، وعملت خلال دراستها على رصد ظاهرة المد الأحمر في الخليج العربي، عبر الأقمار الصناعية، كما شاركت في إعداد مقال علمي تجري حالياً مراجعته.

رصد دقيق

وقالت الدكتورة بهجت اليوسف، المديرة المكلفة في معهد مصدر: تمثل القدرة على إجراء رصد دقيق لبيئة الإمارات والمنطقة خطوة ضرورية إذا ما أردنا إدارة الموارد الطبيعية، والحفاظ عليها بشكل فعال. ولا شك في أن المعلومات التي توفرها هذه البوابة الإلكترونية سوف تتيح إمكانية تتبع التغيرات البيئية في المنطقة بصورة آنية.

وأكدت الدكتورة اليوسف أن نجاح معهد مصدر في تطوير مثل هذه الأدوات والحلول المبتكرة يصب في صالح دعم أهداف الإمارات المتعلقة بالاستدامة البيئية وإدارة الموارد.

وتقدم البوابة لمستخدميها معلومات بيئية شاملة، تتضمن التنبؤ بالظروف المناخية للخليج العربي لخمسة أيام مقبلة مع تحديثات كل ساعة. والبوابة مفتوحة للاستخدام العام، إلا أنه سيتاح للمستخدمين المسجلين على وجه خاص الاستفادة من وظائف ومزايا أكثر تخصصاً وتطوراً، كما توفر البوابة اعتماداً على صور الأقمار الصناعية..

ونماذج مناخية متقدمة وبيانات الجغرافية المكانية معلومات حول حالات التسرب النفطي، وظاهرة المد الأحمر (انتشار الطحالب الضارة) والظروف الجوية، التي يمكن أن تخدم العديد من الشركاء في القطاعين الحكومي والخاص، الذين تتطلب مجالات عملهم الحصول على مثل هذه المعلومات بصورة دورية.

التسرب النفطي

وقال الدكتور تميمي: توفر بوابة البيانات البيئية معلومات عن التسرب النفطي والمد الأحمر، وأنماط دوران مياه البحار ودرجة حرارتها ومستوى ملوحتها. وقد قمنا بإدراج مثال عن التسرب النفطي ضمن محتوى البوابة الإلكترونية لإبراز مدى قدرتنا على رصد وتوقع الحالات والتغييرات البيئية، اعتماداً على صور الأقمار الصناعية والنماذج المناخية..

حيث لا تقتصر عملية الرصد على الحالات التي تمثل خطراً على البيئة الساحلية كالتسرب النفطي والمد الأحمر وحسب، بل وتشمل أيضاً العواصف الرملية والفيضانات.

وأضاف: «سوف تصبح هذه البوابة باعتقادنا الوجهة الأولى للعديد من المستخدمين كالهيئات الحكومية، ومشغلي محطات تحلية المياه، وشركات النفط، والموانئ، وغيرها من الجهات المهتمة بمراقبة الأحوال والعمليات البيئية على مستوى الإمارات والمنطقة».

وإن جمع معلومات بيئية بالاعتماد على مصادر متعددة هي نظم الاستشعار عن بعد والنماذج المناخية، إضافة إلى بيانات الرصد المكاني من شأنه أن يعطي المستخدمين صورة واضحة وشاملة عن حالة الخليج العربي والمخاطر المحتملة، التي يمكن أن تهدد البنية التحتية في المناطق الساحلية.

مسح شامل

قال الدكتور جون زهاو، الباحث والخبير في نظم الاستشعار عن بعد: تنطوي المعلومات التي توفرها نظم الاستشعار عن بعد على أهمية كبيرة بالنسبة للمنطقة، إذ تبقينا على اطلاع تام على بيئة الخليج العربي من خلال القيام بمسح شامل ودوري للحالة البيئية للخليج العربي، كما أنها تأتي بمثابة معلومات لتلك التي تقدمها النماذج المناخية.

وبالاعتماد على رأس ماله البشري والفكري في مجال التكنولوجيا المتقدمة، يسعى معهد مصدر بشكل دؤوب إلى تحسين أدوات الاستشعار والرصد البيئي الحالية، بهدف توسيع آفاق نشاطه البحثي في هذا القطاع.

مختبر النمذجة يتعاون مع جهات عديدة

على صعيد آخر، يتعاون الدكتور تميمي وأعضاء فريقه في «مختبر النمذجة والاستشعار البيئي عن بعد» التابع لمعهد مصدر مع العديد من الجهات المعنية بالرصد البيئي، فقد حظي الفريق في إطار مشروع تعاون بحثي مع كل مركز الشرق الأوسط لأبحاث تحلية المياه (MEDRC) .

ومعهد «وودز هول لعلوم المحيطات» (WHOI) في الولايات المتحدة الأميركية على تمويل من قبل الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID)، بهدف البحث عن حلول تساعد الشركات المشغلة لمحطات تحلية المياه على التنبؤ بموجات المد الأحمر في المنطقة، وبالتالي تمكينهم من وضع الخطط التشغيلية المناسبة والأكثر فعالية.

ويشمل مشروع التعاون البحثي القيام بمراقبة مياه البحر لكشف وتتبع ظاهرة المد الأحمر، إضافة إلى جمع عينات من مياه البحر، بغرض إجراء عملية تصنيف شاملة لها. وكان الفريق البحثي في معهد مصدر قد أجرى سلسلة من العمليات البحثية الميدانية في الخليج العربي، مكنتهم من إنشاء مكتبة فريدة من الكائنات البحرية، التي يمكن الاستفادة منها إلى حد كبير في دراسة البيئة البحرية في المنطقة.

وقد أبدت العديد من الجهات الإقليمية والدولية اهتمامها بالأنشطة البحثية، التي يقوم بها «فريق مراقبة البيئة البحرية» في معهد مصدر بقيادة الدكتور تميمي، التي تشمل رصد جودة مياه البحر، وكشف ومراقبة المخاطر التي تتهدد المياه الساحلية، وذلك خلال مشاركة الفريق في يونيو من العام الماضي في «المؤتمر الدولي حول الطحالب الضارة وتحلية المياه 2014»، الذي انعقد في سلطنة عمان.

ويركز «فريق مراقبة البيئة البحرية» على دراسة العمليات الساحلية، من خلال مراقبة أنماط الدورات المائية وجودة مياه البحر، التي تشمل رصد وتتبع الطحالب الضارة..

والتسرب النفطي بالاعتماد على صور الأقمار الصناعية. وعلى ضوء إطلاق المرصد البيئي الإقليمي المرتبط بشبكة الإنترنت، يتطلع باحثو معهد مصدر الآن إلى توسيع نطاق المشروع ليشمل توفير بيانات حول جودة الهواء، إلى جانب تقييم الموارد المائية.