لمشاهدة الجرافيك بالحجم الطبيعي اضغط هنا
استحوذ قطاع البرمجيات التقنية على 22 % من إجمالي مشاريع الاستثمار الأجنبي المباشر في دبي خلال الربع الأول من العام الجاري، وذلك بحسب تقرير مرصد «دبي للاستثمار الأجنبي» الصادر عن مؤسسة دبي لتنمية الاستثمار، إحدى مؤسسات دائرة التنمية الاقتصادية.
وأشار التقرير إلى أن نمو مشاريع البرمجيات التقنية يأتي في ظل الجهود التي تبذلها دبي للتحول إلى مدينة ذكية وتطوير الخدمات المرتبطة بتقنيات انترنت الأشياء والبرامج الذكية في مختلف المجالات.
قطاعات
واستقطبت دبي 60 مشروعاً استثمارياً أجنبياً جديداً خلال الربع الأول، استحوذت 5 قطاعات على 58 % منها، وتشمل قطاع البرمجيات التقنية الذي سجل 13 مشروعاً، يليه قطاع الإدارة وخدمات الدعم الإداري بـ 9 مشاريع، فيما حل القطاع التمويل والتأمين ثالثاً بـ 5 مشاريع، فيما استقطب قطاع تجارة الجملة والتجزئة 4 مشاريع جديدة إلى 4 مشاريع سجلها قطاع الهندسة المعمارية والخدمات المرتبطة.
وفيما يتعلق بحجم رؤوس أموال الاستثمار الأجنبي المباشر إلى دبي خلال الربع الأول، أشار تقرير المرصد إلى أنها تركزت في 5 قطاعات رئيسية، حيث استقطب قطاع الإنشاءات غير السكنية استثمارات أجنبية بقيمة 3.65 مليارات درهم، فيما استحوذ قطاع الفنادق والضيافة على استثمارات بقيمة 1.66 مليار درهم، فيما استقطب قطاع إدارة الشركات والمؤسسات استثمارات بـ 255 مليون درهم وحل قطاع الطاقة الكهربائية رابعاً بـ 247 مليون درهم يليه قطاع الآلات والمعدات بـ 204 ملايين درهم.
مشاريع متنوعة
وأوضح التقرير أن استحواذ الإنشاءات على النسبة الأكبر من رأس المال الأجنبي المباشر خلال الربع الأول يأتي في ظل إطلاق العديد من المشروعات المتنوعة في دبي، لافتاً إلى أن قطاع الضيافة والفنادق يشهد أيضاً توسعات متواصلة بفضل استمرار الجاذبية السياحية للإمارة إقليمياً وعالمياً. وأشار التقرير إلى أن الاستثمار في الطاقة الشمسية الإمارة يشهد نمواً متواصلاً يواكب خطة دبي الاستراتيجية 2021 واستراتيجية دبي للطاقة النظيفة التي تهدف إلى توفير 7% من طاقة دبي من مصادر الطاقة النظيفة بحلول عام 2020، و25% بحلول عام 2030، و75% بحلول عام 2050.
مقرات إقليمية
ولفت مرصد الاستثمار الأجنبي إلى أن دبي شهد نمواً في تأسيس مقرات ومكاتب اقليمية وتمثيلية لكبرى الشركات العالمية العاملة في مختلف القطاعات بفضل ما توفره من بيئة عصرية وآمنة للعمل والمعيشة، ويأتي ذلك بالتوازي مع توسع قطاع الصناعات الخفيفة في الربع الأول، حيث تستفيد الشركات المتخصصة في القطاع من مكانة دبي كمنصة حيوية للتصدير وإعادة التصدير وارتباطها اللوجستي والتجاري الواسع وتزايد أهميتها على خارطة سلسلة التوريد العالمية.
وتتصدر كندا قائمة الدول المصدرة للاستثمار الأجنبي إلى دبي من حيث حجم رأس المال، حيث بلغت قيمة الاستثمار الكندية في دبي خلال الربع الأول من العام الجاري 3.65 مليارات درهم، تليها فرنسا بـ 1.26 مليار درهم، فيما حلت إسبانيا ثالثاً بـ 407 ملايين درهم والصين رابعاً بـ 250 مليون درهم وتايوان خامساً بـ 247 مليون درهم، واستحوذت هذه الدول مجتمعة على 86 % من قيمة الاستثمار الأجنبي المباشر، وأوضح التقرير أنها ليست من الدول التقليدية المصدرة للاستثمار إلى الإمارة، مما يعكس تنوع الاقتصاد المحلي وجاذبية دبي الاستراتيجية للمستثمرين من مختلف أنحاء العالم.
أما من ناحية عدد مشاريع الاستثمار الأجنبي المباشر، فقد جاءت الولايات المتحدة الأميركية في الصدارة بـ 18 مشروعاً، تليها المملكة المتحدثة بـ 6 مشاريع فالهند بـ 5 مشاريع وفرنسا بـ 4 مشاريع وألمانيا بـ 3 مشاريع، وتستحوذ هذه الدول الخمس على 54 % من العدد الإجمالي لمشاريع الاستثمار الأجنبي في دبي خلال الربع الأول من 2016.
مبادرات
وتعليقاً على هذه المعطيات قال فهد القرقاوي، المدير التنفيذي لمؤسسة دبي لتنمية الاستثمار: «تأتي الإنجازات المتواصلة التي تحققها دبي في استقطاب استثمارات أجنبية استراتيجية بفضل الرؤية الثاقبة للقيادة الحكيمة في تعزيز وتطوير تنافسية الإمارة وترسيخ جاذبيتها الاستثمارية بشكل متواصل، ومن هذا المنطلق، تشهد الإمارة مبادرات حكومية نوعية في مجالات حيوية من ضمنها خدمات المدينة الذكية ومشروعات الطاقة المتجددة والبناء الأخضر وغيرها في كافة القطاعات التي تساهم في تعزيز الكفاءة ورفع الإنتاجية وتوجيه الاقتصاد الوطني نحو التنافسية المستدامة.
وأكد القرقاوي أن دبي تتميز ببيئة أعمال مثالية جاذبة للاستثمار، واقتصاد متنوع يستمد قوته من موارد بشرية مؤهلة، مع توفر وسائل الراحة والسعادة، بالإضافة إلى إطلاق العديد من المشاريع المتميزة عالمياً، ونجاحها في استضافة معرض اكسبو الدولي، والتوجه نحو اقتصاد المعرفة والابتكار الأمر الذي يعزز من جاذبيتها لاستقطاب الاستثمارات الأجنبية المباشرة في مجالات التكنولوجيا والبحوث والتطوير.
خطوة رائدة
وتمثل مبادرة مؤسسة دبي لتنمية الاستثمار بإطلاق أول مرصد للاستثمار الأجنبي على مستوى المدن في العالم، خطوة رائدة على مستوى وكالات ترويج الاستثمار عالميا. وقامت المؤسسة بتصميم وتطوير المرصد بالشراكة مع شركة»ويفتك» المتخصصة في تكنولوجيا الاستثمار الأجنبي المباشر.
ويهدف إلى رصد كافة أنشطة تدفق الاستثمار الأجنبي في إمارة دبي ومن ثم التحقق منها وتصنيفها باستخدام نظام متطور لتحليل البيانات وتقييم الأثر الاقتصادي بما يعزز من عمليات التخطيط الاستراتيجي لعمليات ترويج الاستثمار وتقديم خدمات ذات قيمة لدعم ونمو وتوسع أعمالهم داخل وخارج الإمارة.
وكانت المرحلة الأولى من مشروع مرصد دبي للاستثمار الأجنبي قد وضعت العديد من المؤشرات التي تم اختبار مدى توافقها مع التكنولوجيا ومن ثم الانتقال إلى المرحلة الثانية، حيث تم التركيز على جمع المعلومات وإجراء عملية التحقق والتقييم مع المستثمرين.
وبدأت المرحلة الثالثة بإطلاق النموذج التجريبي لمرصد دبي للاستثمار الأجنبي الذي يستخدم كتكنولوجيا متطورة لرصد ومعالجة البيانات وتحليلها لإصدار تقارير موثوقة حول تدفق الاستثمار الأجنبي المباشر، بالإضافة إلى بناء قاعدة بيانات متكاملة عن المشاريع الجديدة والمستثمرين وتصنيف الأنشطة الاقتصادية طبقاً للمواصفات المتبعة عالمياً. ويقوم المرصد أيضا بتحليل أثر الاستثمارات الأجنبية المباشرة على الاقتصاد وغيرها من المؤشرات. وستبدأ المرحلة الرابعة خلال الأسابيع القادمة، حيث تجري مؤسسة دبي لتنمية الاستثمار استشارات المرصد بمؤشرات جديدة.
تصنيفات
أظهر مرصد الاستثمار الأجنبي أن المشاريع التي تصنف كمشاريع عالية ومتوسطة التقنية تشكل 76 % من إجمالي مشاريع الاستثمار الأجنبي المباشر في دبي خلال الربع الأول من العام الجاري، وذلك وفق التصنيف المعتمد من منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية والاتحاد الأوروبي ومكتب التحليلات الاقتصادية في الولايات المتحدة الأميركية.