أكد خبراء في القطاع السياحي أنه على الرغم من الضغط الذي يشكله قرار رفع أسعار الفائدة وما يترتب عليه من ارتفاع الدرهم مقابل معظم العملات الأجنبية غير المرتبطة بالدولار إلا أن اعتماد دبي استراتيجية التنوع في إدارة القطاع السياحي يساهم في الحد من الآثار السلبية ويحصنها ضد ارتفاع سعر الدولار.

وقال الخبراء إن استراتيجية التنوع التي اعتمدتها الإمارة للوصول إلى تحقيق رؤيتها السياحية ضمت 3 محاور رئيسية هي التنوع في الاعتماد على الأسواق والتنوع في توفير المنتج السياحي، إضافة إلى التنوع في ترويج الأنماط السياحية.

وأوضح الخبراء أن تراجع أسعار الفنادق بنسب تصل إلى نحو 12% العام الماضي ساهم في تعزيز تنافسية السوق السياحي المحلي على الرغم من ارتفاع سعر الدرهم مقابل عملات الأسواق السياحية الرئيسية المصدرة للسياح إلى دبي مثل السوق الأوروبي والروسي وغيرهما.

ترويج

وقال علي أبو منصر رئيس مجلس إدارة شركة «فيجن لإدارة الوجهات» إن ارتفاع الدولار ينعكس بشكل مباشر على أسعار الخدمات والمرافق السياحية والغرف الفندقية بالنسبة للسياح من الدول غير المرتبطة بالدولار لذلك يجب تكاتف جميع الأطراف بما فيها الفنادق وشركات الطيران والجهات الحكومية للمحافظة على تنافسية دبي سواء من حيث تخفيض أسعار المرافق السياحية أو تكثيف الحملات الترويجية.

وأوضح أبو منصر أن مرونة القطاع السياحي في دبي وعدم اعتماده على سوق معين ساهم في تجاوز العديد من المحطات والمحافظة على استمرارية النمو السياحي خلال السنوات الماضية.

وقال أبو منصر إن مواصلة نمو وتوسع الناقلات الوطنية من حيث عدد الوجهات ووصولها إلى أسواق جديدة لم تكن ترتبط بالإمارة بخطوط مباشرة بالإضافة إلى تنوع المنتج السياحي الذي يتناسب مع مختلف الشرائح السياحية بما فيها الأطفال والعائلات ورجال الأعمال ساهم في تجاوز سلبيات ارتفاع الدرهم خلال الفترة الماضية وسيلعب دوراً كبيراً في تجاوزها خلال الفترة المقبلة.

مرونة

ومن جهته أكد محمد عوض الله رئيس مجـموعة تايم للفنادق القابضة، أن أسعار العملات أصبحت تلعب دوراً كبيراً في رسم الخريطة السياحية الإقليمية والعالمية، مشيراً إلى أن مرونة القطاع السياحي في الإمارات جعلته أقل تأثراً بتذبذب أسعار العملات وإن كان هناك بعض التأثير لا سيما في الأسواق التي لا ترتبط عملاتها بالدولار.

وقال محمد عوض الله، إن سعر صرف العملات بات يؤثر تأثيراً مباشراً في إيرادات القطاع السياحي وشركات الطيران المحلية، التي تعمل في دول عملاتها غير مرتبطة بالدولار، مشيراً إلى أنه عندما تعمل شركات الطيران أو السياحة على تحويل إيراداتها من تلك الأسواق سيكون هناك خسائر لم تكن في الحسبان في السنوات السابقة.

أسعار

وقال رياض الفيصل رئيس شركة أصايل للسياحة، إن السياحة الخليجية والسياحة المحلية تعتبر المصدر الأول للقطاع السياحي في الإمارات، لذلك فإن تأثير التذبذب في أسعار العملات على القطاع السياحي المحلي يبقى محدود الأثر مقارنة بالأسواق الأخرى.

وأوضح الفيصل أن الإمارات نجحت في الحفاظ على تنافسيتها السياحية في الأسواق العالمية، من خلال تخفيض الأسعار سواءً في الفنادق أو المرافق السياحية، مشيراً إلى أن متوسط أسعار الفنادق في دبي على سبيل المثال تراجع بنسبة تصل إلى نحو 12% منذ بداية العام الجاري مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.