أعلنت «مجموعة أبوظبي المالية» و«شركة شعاع كابيتال» أمس اتفاقهما على شروط تشكيل كيان موحد ضمن صفقة شراكة استراتيجية مهمة في قطاع الخدمات المالية في المنطقة.

ووصف جاسم الصديقي، الرئيس التنفيذي لمجموعة أبوظبي المالية صفقة الدمج بأنها «نوعية» على مستوى المنطقة، حيث يهدف الكيان الجديد إلى تأسيس منصة رائدة تركّز على إدارة الأصول من جهة والصيرفة الاستثمارية من جهة أخرى، لافتاً إلى أن الدمج يرفع حجم الأصول التي سيديرها الكيان الجديد إلى 12.8 مليار دولار، من ضمنها أصول بقيمة 11.5 مليار دولار كانت تحت إدارة مجموعة أبوظبي المالية.

مراحل الاندماج

وأشار إلى أن المساهمين سيصوتون خلال اجتماع الجمعية العمومية في 11 يوليو المقبل في أبوظبي على قرار الاندماج، فيما ستستغرق عملية إنجاز الإجراءات الرقابية والقانونية خلال شهرين متوقعاً إنجاز عملية الدمج بالكامل خلال أكتوبر المقبل، لافتاً إلى أن الكيان المشترك سيكون له تواجد في 7 دول. وأضاف أن الكيان الجديد سيحمل علامة «مجموعة أبوظبي المالية» في حين ستبقى بعض الأنشطة المحدودة تحت اسم «شعاع كابيتال» مثل نشاط الأوراق المالية، وسيتم تقييم استراتيجية التوسيم بعد الانتهاء من عملية الاستحواذ. وأضاف أن القيام بأي عملية استحواذ أخرى وتمويلها ستعتمد على حجم الفرص المتوفرة وفوائدها بالنسبة للمساهمين.

هيكلية الصفقة

بموجب شروط الصفقة، ستصدر شعاع 1,47 مليار سهم جديد لصالح الشركة الأم لـ «مجموعة أبوظبي المالية، أي شركة أبوظبي كابيتال مانجمنت (المستثمر الاستراتيجي) مقابل كامل أسهم رأس المال مجموعة أبوظبي المالية. بذلك، سيمتلك المستثمر الاستراتيجي نسبة 58% من أسهم شعاع بعد زيادة رأسمالها. وأشار الصديقي خلال مؤتمر صحفي هاتفي إلى أنه في دلالة على التزام المستثمر الاستراتيجي بالصفقة، ستخضع الأسهم الجديدة المصدرة لفترة حظر من التداول مدتها 12 شهراً. وإدراج أسهم الكيان الجديد في سوق دبي المالي حصراً في هذه الآونة وبقيمة اسمية 1.12 درهم للسهم الواحد، وهي نفس تقييم سهم شعاع وتمثل زيادة بنسبة 60% تقريباً عن سعر تداول سهم الشركة قبل صفقة الدمج وهو 0.67 درهم.

وبإصدار أسهم شعاع الجديدة، ستزداد أسهم رأس المال من 1,06 مليار سهم إلى 2,53 مليار سهم. وسيبقى الكيان الموحد الناتج عن عملية الدمج مدرجاً في سوق دبي المالي حيث من المتوقع أن يحمل اسم «مجموعة أبوظبي المالية»، في حين سيستمر العمل جارياً على التحول إلى كيان واحد.

محطة مهمة

وقال الصديقي: تشكل هذه الصفقة محطة مهمة في مسار شركتنا وقطاع الخدمات المالية على مستوى المنطقة. ونعتقد أن ثمة عرضاً استثمارياً مجزياً في تأسيس كيان رائد إقليمياً في مجال الخدمات المالية من خلال توحيد شركتين رائدتين في مجاليهما، هما مجموعة أبوظبي المالية وشعاع كابيتال. حيث تتيح لنا هذه الصفقة فرصة لتقديم منتجات وخدمات مجموعة أبوظبي المالية عبر منصة توزيع أوسع نطاقاً مع تحقيق تآزر قوي في عمليات الكيان الموسع. وفي ضوء ما نشهده من عمليات اندماج متزايدة على مستوى القطاع المصرفي في المنطقة، يبدو قطاع الخدمات المالية ناضجاً بما فيه الكفاية لجني ثمار هذه التوجهات، ويسرنا أن نكون السباقين باستكمال هذه الصفقة. ونحن متفائلون جداً حيال الآفاق المستقبلية الواعدة للكيان الموحد، وواثقون من قدرتنا على توليد قيمة كبيرة لجميع المساهمين.

ويستفيد الكيان الموحد أيضاً من إطار حوكمة مؤسسية قوية وفريق إدارة تنفيذية عالي الكفاءة. حيث تم التوافق على الفريق الإداري الذي سيتولى قيادة الكيان الموحد كجزء من عملية الجمع بين الشركتين وسيكون بقيادة الرئيس التنفيذي جاسم الصديقي.

وقال فوّاد طارق خان، الرئيس التنفيذي لشركة شعاع كابيتال: ثمة دافع استراتيجي صلب لهذه الصفقة، حيث سيكون لتوحيد الشركتين في كيان واحد مكانة كبرى. فبعد التقدم الملحوظ الذي أحرزناه في التحول إلى الربحية خلال السنوات الثلاث الماضية بدعم من مجموعة أبوظبي المالية كمساهم رئيسي، نرى الآن إمكانية أفضل لتسريع وتيرة نمو شعاع. سيستفيد الكيان الموحد من مزايا التآزر، فضلاً عن شبكة توزيع واسعة، ورصيد متميز من المواهب وأصحاب الكفاءات. كل ذلك من شأنه تعزيز الأداء وتوفير قيمة حقيقية، مستدامة وطويلة الأمد لمساهمي الشركتين.

فرص قوية

نفى جاسم الصديقي خلال المؤتمر أن يكون لانكشاف «شعاع كابيتال» على «أبراج» أي تأثير على عملية الدمج، موضحاً أن استثمار «شعاع كابيتال» في أبراج محدود ولا يمثل سوى أقل من 5% من أصولها، مؤكداً عدم ارتباط الصفقة بانكشاف شعاع على أبراج على الإطلاق. وأشار إلى أن السوق تجاوز إلى حد ما التأثيرات السلبية لقضية أبراج، مؤكداً أن الصفقة مؤشر قوي على وجود فرص استثمارية قوية في المنطقة وأن الكيان الجديد هو قصة نجاح وسيشكل نواة قوة جديدة وغير مسبوقة ستخدم المنطقة في الصيرفة الاستثمارية وإدارة الأصول.