في رصد جديد لـ«ساكسو بنك» لأسواق السلع الرئيسة حول العالم، قال أولي هانسن، رئيس استراتيجية السلع لدى ساكسو بنك في تقرير، إن حركة تداولات السلع الرئيسة شهدت انخفاضاً للشهر الثاني على التوالي خلال أغسطس.
وجاء ذلك جرّاء المخاوف المستمرة حول توقعات النمو العالمي والطلب على السلع الرئيسية، وبقي النزاع التجاري بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين في حالة من المدّ والجزر، ما شكّل بيئة مليئة بالتحديات.
ولم تقتصر تداعيات هذه الحالة على السلع، بل امتدّت لتطال السندات والأسهم، فيما حاولت السوق مواكبة التصريحات الصادرة عن واشنطن وبكين.
وأدى الارتفاع الكبير لأسعار الذهب نتيجة انهيار عائدات السندات العالمية في مطلع يونيو، إلى تأثيرات على معادن أخرى ذات أسس ضعيفة التي عانت من تراجع تداولاته.
إلا أنه ومع بلوغ أسعار الذهب أعلى مستوياتها منذ ست سنوات، ووصول عقود الشراء طويلة الأجل إلى مستويات قياسية، بدأ المستثمرون خلال الأسبوعين الماضيين بالبحث عن قيمة نسبية في معادن أخرى مثل الفضة والبلاتين.
تعويض موسمي
وأشار هانسن إلى أن جهود منظمة أوبك لم تفلح للحفاظ على سقف الإنتاج في الحيلولة دون انخفاض تداولات النفط الخام، وكانت مخاوف الطلب في المستقبل أكبر بكثير من تعويض الطلب الموسمي القوي.
وجاءت نتائج المعادن الصناعية مختلطة، حيث استقطب النيكل مكاسب كبيرة، وتراجع أداء معادن أخرى، وعلى رأسها الزنك. ومرّ الحديد الخام بأسوأ شهوره على الإطلاق، وانخفضت تداولاته بمقدار الربع مع تراجع حدة انقطاع الإمدادات في البرازيل وأستراليا، وانكماش حجم الطلب من المعامل الصينية.
تحوّل المستثمرين
وانصبّ معظم التركيز مجدداً على مجموعة المعادن الثمينة والبلاتين. وبعد الوصول إلى أعلى مستوياته منذ ست سنوات عند 1555 دولاراً أمريكياً للأونصة، تعثر الذهب نتيجة تحوّل المستثمرين الباحثين عن قيمة نسبية نحو الفضة والبلاتين. ووصلت أسعار المعدنين إلى مستويات تاريخية، بعد أن شهدا حتى أغسطس تداولات نسبية أقل من الذهب.
وقال هانسن إنه ومع معاناته من الرسوم الجمركية ووفرة العرض، يتحمّل قطاع الزراعة مشاقّ البيع. وتراجعت أسعار اللحم الأمريكي بسبب عدم قدرة الإنتاج الموسع على مواكبة الزيادة المتوقعة في المبيعات الخارجية، لا سيّما من الصين حيث ارتفعت الأسعار مع انكماش إمدادات اللحوم.
واتجهت الذرة نحو البيع. وبعد مرحلة شديدة التقلبات، عادت الأسعار إلى مستواها المنخفض في مايو قبل أن تستعيد قوتها بفضل الأخبار التي رجّحت رضوخ ترامب لضغوط المزارعين الغاضبين، وتوجّهه نحو تعزيز حصص الوقود الحيوي القائم على الحبوب.
وبغض النظر عن أخبار الوقود الحيوي، سيشكل موسم الحصاد المقبل وجهة التركيز الرئيسية لسوق الحبوب الأمريكية. واعتباراً من 9 سبتمبر، ستصدر وزارة الزراعة الأمريكية تقارير دورية أسبوعية عن وتيرة الحصاد.