كشفت غرفة صناعة وتجارة دبي عن بلوغ حصة قطاع تكنولوجيا المعلومات من إجمالي الناتج المحلي للإمارات نحو 1.4% أي (21.4 مليار درهم) في 2018، مع توقعات بنمو إنفاق القطاع بمعدل سنوي قدره 8% ليصل إلى نحو23.1 مليار درهم بنهاية 2019، وذلك بحسب تحليل حديث لغرفة دبي بناءً على بيانات مؤسسة "فيتش سوليوشنز".

ويأتي الإعلان عن التحليل على هامش مشاركة غرفة دبي في الدورة الـ 39 من معرض «أسبوع جيتكس للتقنية 2019» الذي تقام فعالياته في مركز دبي التجاري العالمي وتستمر حتى 10 أكتوبر الجاري. وينطلق المعرض تحت شعار "تآزر العقول واقتصاد التكنولوجيا"، وتتصدر موضوعات تقنيات الجيل الخامس والذكاء الاصطناعي والروبوتات ومستقبل الاتصال فعاليات المعرض هذا العام.

ويوضح تحليل غرفة دبي ارتفاع إنفاق تكنولوجيا المعلومات في الإمارات بين عامي 2014 و2018 بمعدل نمو سنوي تراكمي قدره 2.3%، مع توقعات خلال السنوات الخمس المقبلة أن يرتفع هذا النمو السنوي التراكمي إلى نحو 7.2%.

وأشار التحليل إلى أن الإمارات ودبي، تعد أكثر أسواق تكنولوجيا المعلومات جاذبية في المنطقة، حيث أدى التطور المبكر لقطاع تكنولوجيا المعلومات في الإمارات إلى جذب العديد من رواد القطاع مثل "سيسكو" و"انتل" و"اوراكل" و"اس ايه بي". ومن المتوقع أن تلعب رقمنة الاقتصاد وإنترنت الأشياء ومعرض اكسبو 2020 دوراً هاماً في ازدهار سوق تكنولوجيا المعلومات في الإمارات.

وذكر التحليل أن قطاع تكنولوجيا المعلومات في الإمارات يتضمن مبيعات أجهزة وبرامج الكمبيوتر وخدمات تكنولوجيا المعلومات، ووفقاً لـلتحليل فقد بلغت مبيعات خدمات تكنولوجيا المعلومات في الدولة عام 2018 أعلى مستوياتها حينما وصلت إلى 11.4 مليار درهم بنمو قدره 10.2% مقارنة بعام 2017.

وبلغت قيمة مبيعات أجهزة الكمبيوتر 6.9 مليار درهم في عام 2018 وبنسبة نمو 6.7% مقارنة بـ 2017. كما بلغت مبيعات برامج الكمبيوتر أعلى مستوياتها بقيمة 3 مليارات درهم بمعدل نمو سنوي قدره 9.7%.

وأشار التحليل إلى أن المستهلك في الإمارات يتميز بالطلب المرتفع على أجهزة الكمبيوتر الشخصية. وبحسب أحدث البيانات تعتبر الإمارات واحدة من بين أعلى معدلات استخدام الأسر لأجهزة الكمبيوتر في المنطقة. وتوقع التحليل استمرار المستهلكين في الإمارات في شراء أجهزة الكمبيوتر الشخصية واعتبارهم الهواتف الذكية أجهزة مكملة وليست بديلة لأجهزة الكمبيوتر.

من ناحية أخرى، سلط التحليل الضوء على قيام عدة شركات عالمية بالاستثمار في سوق تكنولوجيا المعلومات في الإمارات. ففي 2016، أطلقت شركة "علي بابا كلاود" مركزاً جديداً للبيانات في دبي، وفي 2018 أفتتحت خدمات أمازون للشبكات أول مكتب لها في دبي. وقد زادت مثل هذه الاستثمارات من العرض في خدمات تكنولوجيا المعلومات لتلبية الطلب المحلي والإقليمي المتنامي. وتوقع التحليل أن تستمر الشركات في الاستثمار في البنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات وخاصة في أنظمة الشبكات وأجهزة وبرامج الكمبيوتر. وهو ما سوف يؤدي إلى زيادة قوة الطلب على خدمات تكنولوجيا المعلومات.

الفرص التجارية في قطاع تكنولوجيا المعلومات

أكد التحليل أن سوق تكنولوجيا المعلومات في الإمارات توفر الكثير من الفرص التجارية لشركات بيع منتجات تكنولوجيا المعلومات، متوقعاً في الوقت نفسه زيادة استثمارات الشركات الخاصة والقطاع الحكومي في الأمن السيبراني على مدى الأعوام الخمسة القادمة، وذلك في ظل توقعات بزيادة الطلب على برامج وخدمات الأمن السيبراني لمنع تهديدات محتملة من هجمات سيبرانية، بالإضافة إلى تخطيط الشركات والمؤسسات إلى الاعتماد على الحوسبة السحابية وإنترنت الأشياء في العديد من التطبيقات، وهو ما سيؤدي إلى زيادة الطلب على حلول الأمن السيبراني.

توقع التحليل ارتفاع انفاق قطاعات مهمة في الإمارات مثل النفط والغاز والخدمات المالية على منتجات تكنولوجيا المعلومات، مع تركيز الشركات المالية على المنتجات التي تدعم الصيرفة الإسلامية والخدمات المصرفية عبر الهواتف النقالة وحلول الدفع وتحليل بيانات المتعاملين وتداولات الأسهم ومنصات إدارة الأصول. في حين سيشهد قطاع النفط والغاز نمواً في الإنفاق على تكنولوجيا المعلومات التي تدعم "التنقيب الذكي".

وذكر التحليل أن سوق الحوسبة السحابية يشهد نمواً مطرداً في الإمارات. حيث بلغت قيمة سوق الحوسبة السحابية عام 2018 نحو 4.6 مليار درهم، وحققت السوق نمو سنوي تراكمي بين عامي 2014 و2018 نسبته 43%. وتشير التوقعات إلى أنه في عام 2023 سوف تبلغ قيمة سوق الحوسبة السحابية في الدولة 10.8 مليار درهم بمعدل نمو سنوي تراكمي قدره حوالي 18% بين عامي 2019 و2023.

كما توقع التحليل أن تشهد الإمارات الموجة الثانية من الاستثمارات في تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي وتقنية البلوك تشين، بحيث يمكن للشركات المتخصصة في منتجات تكنولوجيا المعلومات في الإمارات وضع هذه التطورات في الاعتبار وتوسع أنشطتها حسب الطلب المستقبلي.