قال نبيل بن سوسيه، المدير العام لشركة «آي إي سي» الشرق الأوسط ورابطة الدول المستقلة، التي تعمل مع شركاء استراتيجيين مثل «الياه سات» و«الثريا للاتصالات» و«إنتيليان»، إن الإمارات تعد موطناً للاتصالات الساتلية الأكثر تقدماً وتطوراً في منطقة الشرق الأوسط، إلى جانب الاستثمارات الكبيرة التي تقوم بها الدولة في مجال استكشاف الفضاء وتقنيات الأقمار الصناعية.
وأضاف بن سوسيه لـ«البيان الاقتصادي»، إنه من المتوقع أن ينمو سوق الاتصالات الساتلية حول العالم بحسب تقديرات مسوحات عالمية متخصصة معنية بالتطبيقات الفضائية والأقمار الصناعية، ليصل إلى 19.4 مليار دولار (71 مليار درهم) بحلول عام 2028.
مشيراً إلى أن جائحة «كورونا» أدت إلى زيادة الطلب على خدمات بيانات الأقمار الصناعية في الفترة الأخيرة، وأن دولة الإمارات، بفضل مرونتها وجاهزيتها المستقبلية، في وضع قوي يمكنها من الاستجابة للحاجة المتزايدة لنطاق ترددي أعلى.
10 أقمار
وأوضح أن الإمارات تشغّل حالياً 10 أقمار صناعية من خلال 3 مشغلين، هم: «الثريا» للاتصالات الفضائية، والياه للاتصالات الفضائية «الياه سات»، ومركز محمد بن راشد للفضاء، حيث تغطي وتقدم هذه الشركات الخدمات في أكثر من 140 دولة، وتقدم «آي إي سي» تيليكوم، جنباً إلى جنب مع شركائها مجموعة واسعة من الحلول لدعم دولة الإمارات وجهود الإغاثة الإنسانية والعالمية في حالات الكوارث.
وأشار إلى أهمية العقد الأخير لشركة «الياه سات» مع «إيرباص» لبناء قمر صناعي رابع للاتصالات المتنقلة ليحل مكان «الثريا 2» ما يوفر إمكانات أعلى ومرونة أكثر لتغطية جميع أنحاء أوروبا والشرق الأوسط وآسيا الوسطى وأفريقيا وتمكين حلول الجيل التالي لجميع القطاعات، بما في ذلك القطاع البحري، قطاع الإغاثة، والشركات والحكومة، ومن المقرر تشغيله في 2024 ليخدم لمدة 15 عامًا على الأقل.
استكشاف الفضاء
وأوضح أن الطلب على الاتصالات الساتلية شهد زيادة ملحوظة خلال فترة الجائحة وما بعدها، حيث كان لها دور حيوي في استمرارية أعمال البنية التحتية الحيوية سواء في البحر أو على الأرض لضمان عمل الشبكات دون انقطاع وبموثوقية عالية أثناء هذه الأزمة.
موضحاً أن نسبة التفاعل بين الموظفين والمكاتب ارتفعت بشكل كبير عن فترة ما قبل انتشار الوباء، فسابقاً كانت الفرق الميدانية تتواصل مع أعضاء الفريق الموجودين في موقع العمل مرة أو مرتين يومياً، ولكن مع انتشار الوباء، ارتفع عدد مرات الاتصال بالصوت والصورة لخمس أو ست مرات على الأقل، كذلك شهدنا ارتفاعاً كبيراً في عدد الاجتماعات المنعقدة على الإنترنت ومؤتمرات الفيديو والتطبيقات عن بُعد وما إلى ذلك.
زيادة الإنتاجية
وحول دور الاتصالات الساتلية في دعم القطاع البحري، قال نبيل بن سوسيه، إن السوق البحري يخدم أكثر من 90% من التجارة العالمية، وهنا نرى كيف تعتمد السفن في البحر على اتصال النطاق العريض وتقنيات «VSAT» للمحافظة على الاتصال مع العمليات على الأرض وزيادة إنتاجية العمل.
موضحاً أن هناك أكثر من 14 ألف سفينة متصلة حالياً عبر شبكات «VSAT» عريضة النطاق، ومن المتوقع أن يرتفع هذا الرقم إلى أكثر من 37,000 سفينة بحلول عام 2026، بحسب مؤسسة «ان اس ار»، وهو ما يشير إلى زيادة النمو بصورة كبيرة في المستقبل، وبالمقابل إلى أهمية فهم وإدراك الفروق الدقيقة في احتياجات السوق البحرية كي يتمكن مقدمو خدمات الاتصالات البحرية عبر الأقمار الصناعية من تلبيتها بجدارة وفعالية.
وأشار بن سوسيه، إلى أنه من حيث الجودة والقدرة الاستيعابية والخدمات المقدمة، تُصنف دبي الآن ضمن أفضل 5 مراكز شحن عالمية من بين 43 ميناء حول العالم.
وذلك وفقاً لمؤشر تطوير مركز الشحن الدولي، حيث تفوقت دبي، بفضل مناطق التجارة الحرة المبتكرة فيها والبيئة التجارية المحسّنة، على مدن عالمية كبيرة مثل روتردام وهامبورغ ونيويورك من هذه النواحي، ويسهم القطاع البحري بنحو 7% من الناتج المحلي الإجمالي لدبي، وتتطلع الحكومة إلى زيادة هذه النسبة بشكل كبير بحلول عام 2030.