تمضي الإمارات قدماً متفوقة على العديد من دول المنطقة والعالم في ترسيخ ريادتها في تطبيق تكنولوجيا وتقنيات الجيل الخامس الذي يعد بمثابة العصب الرئيس للمستقبل والأساس الحقيقي للقفزات الحضارية التي سيشهدها العالم في السنوات القليلة المقبلة.

وقال مختصون في قطاع التكنولوجيا والاتصالات لـ«البيان الاقتصادي»، إن الإمارات بادرت في غضون السنوات الماضية بوضع الاستراتيجيات والخطط الفعلية استعداداً للجيل الخامس استشرافاً وتحليلاً وتخطيطاً، وذلك تمهيداً للانتقال للتحول الرقمي والحياة الذكية الكاملة التي تتواصل فيها الآلات والأجهزة والأماكن في كل الاتجاهات لخدمة الإنسان.

بحث وتطوير

قال سيرجيو بونياك، رئيس شركة موتورولا، إن العديد من الشركات العاملة في قطاع التكنولوجيا حرصت قبل 2020 إلى الاستثمار بكثافة في جهود البحث والتطوير الخاصة بتكنولوجيا اتصالات الجيل الخامس لا سيما في الإمارات.

ومن شأن هذه التكنولوجيا أن تزود المستهلكين بالعديد من المزايا مثل سرعات الاتصال الفائقة التي تُضاهي سرعة الاتصال عن طريق الألياف الضوئية، واتصالات أكثر موثوقية، والسلاسة في عمليات البث عبر الإنترنت والفيديو والحد من الفترة اللازمة للتحميل.

وذكر أن هذه التكنولوجيا ستسهم في تعزيز قدرات الشبكات الثابتة والتحول الرقمي، مشيراً إلى أن العديد من العوامل المتمثلة في الزيادة بأنشطة البث عبر الإنترنت والتسوق الإلكتروني، إلى تنامي حاجة المستهلكين إلى طريقة موثوقة وسريعة للتواصل الافتراضي على الصعيدين الشخصي والمهني على حد سواء.

وأوضح أن عام 2020 فرض العديد من التحديات الصعبة ومع ذلك، كنا مستعدين لمواجهة هذا النوع من التحديات، الأمر الذي كُنا نعجز عنه عند مواجهة مثل هذه التحديات في السابق، بفضل التطور الكبير في التكنولوجيا حيث تمكّنت الشركات من التكيّف بسرعة والتأقلم مع طريقة مزاولة الأعمال، سواءً من خلال الانتقال لتنظيم الاجتماعات الافتراضية أو إدارة الشركات والأنشطة التجارية بأكملها عن بُعد.

وأشار إلى استبيان أجرته مؤسسة ريفربيد، يفيد بأنّ 79% من قادة الشركات في الإمارات والسعودية يعتزمون زيادة المخصصات المالية للارتقاء بمستويات أداء العمل عن بُعد خلال العام المقبل.

مشيراً إلى أن هذا التحول يسهم في أساليب العمل والتواصل الاجتماعي وحتى استهلاك المنتجات والخدمات لدى المستهلكين في إجبار الجهات المصنّعة على إعادة التفكير وإيجاد الحلول المناسبة لمعالجة مسألة البقاء متصلاً.

مشاريع تجارية

وقال كريستيانو آمون، رئيس شركة كوالكوم، إنّ شركات التكنولوجيا والجهات البارزة في القطاع تُشارك بفعالية في تعزيز حضورها فيما يتعلق بتكنولوجيا الجيل الخامس.

مشيراً إلى أنّ التوقعات تشير إلى الإقبال على الاشتراك في هذه التكنولوجيا سيكون أسرع بكثير من ذلك الذي سجّلته شبكات الجيل الرابع. وأضاف أن كُلاً من الحكومات والجهات المصنّعة والشركات المشغلة لشبكات المحمول حرصت على العمل بجد لطرح تكنولوجيا اتصالات الجيل الخامس بأكبر قدر ممكن من السرعة والسلاسة.

حيث جرى طرح المشاريع التجارية لنشر تكنولوجيا اتصالات الجيل الخامس في أكثر من 35 سوقاً حول العالم من بينها الإمارات منذ الإعلان عنها في العام الماضي، بينما تحول عشرات الملايين من المستخدمين بالفعل إلى اعتماد الهواتف المتوافقة مع الجيل الجديد. ولفت إلى أن حضور هذه التكنولوجيا يزداد في جميع أنحاء العالم لا سيما الإمارات.

وذلك من خلال دخول العديد من الشرائح والقطاعات الجديدة، غير أنّ المهمة الرئيسية في الوقت الراهن تتمثل في توفير هذا النوع من الاتصالات في عدد أكبر من المناطق ووضعه في متناول شرائح أوسع من المستهلكين. وتابع: «بحلول نهاية عام 2020، سنشهد اتساع حضور تكنولوجيا اتصالات الجيل الخامس في مختلف الفئات السعرية لتكون في متناول عدد أكبر من الناس».