في تقريرها هذا العام حول أصحاب الثروات الفائقة؛ قالت شركة "هنلي آند بارتنرز" الإنجليزية الرائدة عالمياً في مجال الإقامة والمواطنة عن طريق الاستثمار، وصاحبة أكثر من 55 مكتباً حول العالم: إن مدينة دبي تحتل المركز الـ 15 عالمياً في عدد الـ "سنتي مليونيرات"، وهم أصحاب الثروات التي تبلغ قيمتها 100 مليون دولار وأكثر، ويبلغ عددهم 212 في دبي من أصل 29350 سنتي مليونيراً في العالم، حسب التقرير. في حين جاءت مدينة أبوظبي في المركز الخمسين بـ 68 سنتي مليونيراً، وقد خلت القائمة من أي مدينة عربية أخرى.

وتوقع تقرير "هنلي آند بارتنرز"نمواً تتجاوز نسبته 150% في عدد "فائقي الثراء" في كل من دبي وأبوظبي حتى العام 2040، وبنسبة 78% في دبي تحديداً خلال السنوات العشر المقبلة؛ يعزز ذلك تحولات اقتصادية عالمية تجعل المدن الآسيوية والشرق أوسطية جاذبة لأصحاب رؤوس الأموال، لاسيما دبي التي تعد "أسرع المدن نمواً في استقطاب الأثرياء بفضل سياساتها الاقتصادية المرنة، وتنوع اقتصادها الذي يشمل السياحة والعقارات والتكنولوجيا، إضافةً إلى التطور المستمر في بنيتها التحتية؛ ما يعزز من جاذبيتها لاستثمارات رجال الأعمال والأثرياء، يصاحب ذلك كله جودة الحياة والخدمات الفائقة، ما يجعلها مركزاً دولياً للأعمال والرفاهية، وفي المقابل فإن مدناً أوروبية مثل زيوريخ وباريس، تواجه تباطؤاً في معدلات النمو؛ ما يمثل سبباً إضافياً إلى تدفق الثروات إلى مدن الشرق؛ وعلى رأسها دبي.

ثقة المستثمرين بدبي

فيليب أمارانتي - الشريك الإداري لـ"هينلي آند بارتنرز" ورئيس مكاتب الشركة في دبي وباكستان، قال إن جاذبية دبي لمليونيرات العالم تعود إلى أنها "الأكثر أماناً وسط عدم الاستقرارالجيوسياسي والمخاوف الضريبية في دول أوروبية كثيرة، حتى في الولايات المتحدةا لأمريكية، التي تحتل عاصمتها الاقتصادية نيويورك صدارة قائمة مدن العالم في جذب السنتي مليونيرات". وإضافةً إلى نمط الحياة ذات المستوى العالمي، من التعليم إلى العقارات وغيرهما، الذي قد يفوق ما تقدمه مدن أخرى مثل سنغافورة؛ فإن دبي كانت الأذكى حين جذبت الانتباه وأبقت حدودها مفتوحة في أثناء موجة الوباء العالمي"فيروس كورونا"، مقدمةً رسالة "مفتوحة للعمل"، وهذه الاستراتيجية آتت ثمارها، فحدث ما يمكن أن نسميه "الانهيار الجليدي"للوافدين من المليونيرات الأوائل الذين تدفقوا في موجات هجرة كبيرة؛ حيث إن هؤلاء الأكثر ثراءً – حسب فيليب أمارانتي – "يجذب بعضهم بعضاً، ويحبون أن يكونوامحاطين بأنفسهم".

من الأسباب الرئيسة في هجرة الثروات إلى دبي، وهو ما يثبت ذكاءها مرة أخرى برنامج التأشيرة الذهبية GoldenVisa الذي اعتمدته في عام 2019".. هكذا تقول فيرونيكا كوتديمي - الرئيس التنفيذي لشركة "سيتيزن شب إنفست"، وهي شركة رائدة عالمياً في مجال منح برامج الجنسية والإقامة السريعة – مؤكدةً أن هذه الخطوة أسهمت في تعزيز ثقة المستثمرين بدبي، وخلقت بيئة جذابة للمستثمرين الأجانب ورجالال أعمال والأفراد الموهوبين الذين يبحثون عن الاستقرار، وجعلت الإمارات العربية المتحدة رائدة في مجال الإقامة عن طريق الاستثمار، منافسةً في ذلك دولاً رائدة مثل البرتغال وأسبانيا واليونان، وقد أصدرت الإمارات أكثر من 152 ألف تأشيرة ذهبية بين عامي 2019 و 2022. وكان الروس من أكثر الجنسيات المستثمرة في دبي هذا العام، ويليهم المستثمرون الصينيون، الذين ازدادت استثماراتهم في مجال العقارات بنسبة 130% مقارنةً بها في عام 2021. 

 

الاستقرار

إذا أحببت بلداً فإنك غالباً ستفكر في شراء بيت فيه.. هكذا هي الحال في دبي؛ فحسب خبراء في مجال العقارات؛ فإن 66% من أثرياءالعالم يرغبون في شراء "منزل ثانٍ" في دبي. لكن ما الدافع وراء ذلك مع ارتفاع أسعار السكن والبيوت في المدينة؟ يرى الخبراء أن الفضل في ذلك يرجع إلى عوامل عديدة؛ أهمها جودة شبكة الطرق وسلاسة الوصول إلى مقار العمل والسكن، وسط المساحات الخضراء، وكذلك العناية الطبية في مستشفيات فائقة التنظيم والنظافة وتشتمل على كل التخصصات، ثم قبل ذلك كله يأتي عامل الشعور بالأمان عبر شبكة أمنية محكمة، وبث روح التسامح بين الديانات والأيديولوجيات المختلفة؛ ما يمنح الجميع الرغبة في الاستقرار في بلد كهذا، وفي استثمار المال وهم مطمئنون تماماً إلى أنهم يعيشون في وطنهم، وليسوا مجرد أصحاب رؤوس أموال.