لم يكن رائد الأعمال الإماراتي علي الجابري، مؤسس شركة «إيه جيه أربيا»، يعلم أن مسيرته المهنية ستتغير بدرجة كبيرة بعد سنوات قلائل من درجة الهندسة الكيميائية عام 2005 ليلمع اسمه بين متخصصي صناعة العطور في الإمارات.

بدأ حياته الوظيفية عام 2008 مثل الكثير من خريجي الهندسة التخصصية عبر شركة «أدنوك»، التي تعد بمثابة البوابة التحضيرية الأولى لدمج الكوادر الوطنية الشابة المؤهلة في سوق العمل، حيث قضى عامين من العمل المتواصل، ما سهل له ممارسة الاحتكاك العملي بتطبيقات تخصصه الدقيق.

يقول الجابري: «كان عملاً متواصلاً لم يترك وقتاً للتفكير في أمور أخرى، إلا أنني كنت مغرماً بعض الشيء بمجال العطور، ما جعل عقلي يتعلق بسؤال ملح عند رؤية تسابق الشركات الأجنبية المتخصصة في إنتاج العطور على تقديم منتجات لها تحاول بها استرضاء الأذواق الإماراتية.. لماذا لا يكون هناك منتج إماراتي خالص يحمل العبق الوطني على أرفف أسواق العطور العالمية؟».

تساؤل لم تتأخر إجابته كثيراً عندما قرر الجابري في عام 2010 تحويل تساؤله إلى واقع على الأرض بقيامه بأولى خطوات تأسيس شركته الصغيرة لإنتاج العطور، تلك المرحلة التي استمرت حتى عام 2013. ويستطرد الجابري عن تلك الفترة بقوله: «لم يكن الطريق وردياً في البداية، فصعوبات التأسيس كثيرة، والفكرة ذاتها كانت صعبة ولم يكن مطروحاً في حينها التوجه نحو تأسيس علامة تجارية خاصة، إلا أنه بمرور الوقت بدأ الهدف في التبلور والوضوح، نحن نسعى لمنتج إماراتي ينتشر في الأسواق الخارجية، وتم التركيز على هذا الهدف الذي تطلب الكثير من العمل لإيجاد منتج يحمل السمة الوطنية وفي الوقت ذاته يحقق معايير عالية من الجودة التي تكفل له المنافسة، وقد ساعدني في ذلك ما ألممت به من الدراسة وعلوم إدارة المشاريع التي استمددتها من درجة ماجستير إدارة الأعمال التي نلتها عام 2012».

ويتابع بأن أول منتج يحمل العلامة الخاصة بشركته تحت اسم «وديان» تم إطلاقه في شهر فبراير من عام 2014، وساعده في اختصار الوقت للوصول للسوق الخارجي الطرح الأولي للمنتج ليس في سوق الإمارات، بل في عدد من محلات العاصمة البريطانية «لندن»، حيث لاقى قبولاً واضحاً وحقق انتشاراً جيداً أسهم في إرساء اسم الشركة وجدوى المشروع بما حقق للشركة الصغيرة دعماً مباشراً من الجهات المحلية، وعلى رأسها «صندوق خليفة» لتطوير المشاريع بما قدمه من دعم تمويلي وإجرائي أسهم في تعزيز قوة الشركة ومشروعها الوليد.

ويضيف: «10 أعوام من الجهد والعمل حققنا فيها بفضل الله الكثير، فنحن موجودون حالياً في أسواق 50 دولة حول العالم، وإلى جانب سوقنا المحلي، فإن الأسواق الأوروبية أولوية لانتشارنا لنوجد في بريطانيا وألمانيا وسويسرا وإيطاليا وروسيا، بينما نوجد أيضاً في أسواق إقليمية، في مقدمتها المملكة العربية السعودية والعراق والمغرب، ونسعى لمزيد من الأسواق الخارجية بما يوسع رقعة مبيعاتنا بشكل واضح وعبر أكبر المحال التجارية حول العالم».

وأبرم الجابري شراكة مع أحد المصانع المحلية لإرساء خط خاص لإنتاج علامته التجارية، حيث يتم استيراد المواد الخام ذات المواصفات العالمية من أكبر الدول المصدرة، كفرنسا وغيرها، ليتم تصنيعها داخل الدولة بالمواصفات التي تجمع ما بين توجهات الأذواق الخليجية ومعايير الجودة العالية، مضيفاً أن استراتيجية الترويج شملت مؤخراً إطلاق فعاليات عدة، شملت دولاً أوروبية، مثل بولندا ورومانيا والمجر وغيرها، بما يحقق توقعات الانتشار المستقبلية.