افتتح الشاب الإماراتي ناصر المصعبي أول فرع لمطعمه «لو كالوري» لتقديم طعام صحي يناسب من يتبعون حميات معينة حفاظاً على وزنهم وصحتهم. وكانت البداية بـ 5 موظفين وسيارة واحدة وبميزانية 350 ألف درهم، وبعد نحو 8 سنوات صارت له 55 فرعاً في 7 دول بقيمة سوقية تجاوزت 200 مليون درهم.. قصة نجاح عنوانها الشغف والاجتهاد.
وقال ناصر المصعبي: أنا شخص رياضي بالأساس، بدأت برأس مال يعد بسيطاً جداً في عالم البيزنس، لكن كان رأس مالي الحقيقي هو الشغف والرغبة في إنجاح المشروع.
أعترف بأن خبرتي كانت قليلة، بل يمكنك أن تقول «كانت خبرتي معدومة»، لكني كنت مطمئناً إلى أن الاجتهاد والعمل يصنعان المعجزات، فلم ألهث وراء المكاسب الكبيرة، وإنما أردت أن تنتشر المطاعم الصحية وتتاح للجميع مثل مطاعم الوجبات السريعة التي تنتمي إلى علامات تجارية عالمية.
يضيف: وضعت نصب عيني تصحيح المفهوم الخاطئ لدى البعض بأن الطعام الصحي سيئ المذاق، فحرصت على تقديم أطباق صحية غاية في اللذة بتقنيات بسيطة ومبتكرة، واعتمدت في ذلك على أفضل الطهاة الذين يسيرون وفق نظام سعرات حرارية يتم احتسابها بما يتناسب مع حمية وطبيعة جسم العميل، الذي يمكنه الاختيار من بين أكثر من 120 صنفاً، ومنها الحلويات؛ حيث نقدم «أم علي» - على سبيل المثال – تلك الحلوى المتهمة دائماً بأنها تخرّب أي حمية أو نظام غذائي وتسبب السمنة، ولكننا نقدمها بطريقة صحية.
رحلة النجاح
رحلة النجاح يوجزها ناصر؛ حيث كانت بداية مشروعه بخمسة موظفين وسيارة واحدة لتوصيل الطلبات، لكن الآن صار لديه 350 موظفاً في الإمارات، و800 موظف في بقية الفروع المنتشرة في عدد من الدول، منها السعودية ومصر وسلطنة عُمان، إضافة إلى أنه تم توقيع عقود لفتح فروع في المغرب وتركيا وألمانيا وبلغاريا وكاليفورنيا، وقد بلغت القيمة السوقية للمشروع 200 مليون درهم.
السوق معلّمي
الغريب أن ناصر لم يكمل دراسته، ولكنه يقول: «لو عاد بي الزمن إلى الوراء فبالتأكيد سوف أكمل دراستي لأنني إذا تعرضت لأي أزمة مالية كبيرة فمن الممكن أن أخسر مصدر رزقي، فأنا أؤمن بأن الشهادة تضمن للإنسان الحياة الكريمة».
لكن في الوقت نفسه يعود ناصر المصعبي ليؤكد أن الدراسة المتخصصة ليست شرطاً لنجاح رائد العمل، فالسوق هو خير معلم، والطموح والشغف والإلمام بأبعاد المشروع شروط أساسية للنجاح، وضرورة المعرفة بماهيته وأبعاده، واختيار التوقيت المناسب ومدى احتياج السوق للمشروع أو الفكرة، وبالنهاية لا بد من وجود شبكة علاقات ناجحة وقوية.
وعن سر تميز الإمارات عن باقي دول العالم فيما يخص افتتاح المشاريع، يقول المصعبي: افتتاح أي مشروع هنا سهل للغاية بفضل التكنولوجيا المبهرة مقارنةً بأي دولة في العالم؛ حيث يتطلب ذلك في الخارج الانتظار شهوراً طويلة، وأن تقوم بكل الإجراءات بنفسك وأحياناً يكون عليك الوقوف في طوابير وتضييع وقت أنت في أمسّ الحاجة إليه.